الفضة تخطف عرش الذهب بقفزات تاريخية تهز الأسواق العالمية

في الوقت الذي تواصل فيه أسعار الذهب تصدر مشهد الملاذات الآمنة، خطفت الفضة الأضواء خلال 2025 بعد تسجيلها مكاسب ضخمة منذ بداية العام، متجاوزة أداء الذهب و”بيتكوين”، في ظل تراجع الدولار الأميركي تحت وطأة الضغوط الاقتصادية.

قفزت أسعار الفضة بأكثر من 41% منذ بداية العام الحالي، لتتصدر جميع الأسواق الرابحة. وارتفع سعر الأونصة من 29.38 دولار في يناير الماضي إلى نحو 41.43 دولار حاليًا، فيما قفزت القيمة السوقية إلى 2.37 تريليون دولار مقابل 1.68 تريليون دولار مطلع العام.

توقعات بمزيد من الصعود

تقرير بحثي حديث لمجموعة “سيتي روب” رجّح استمرار صعود الفضة إلى ما بين 40 و43 دولارًا للأونصة خلال الأشهر المقبلة، مدعومًا بشح المعروض وزيادة الطلب الاستثماري، كما توقع الملياردير الأميركي روبرت كيوساكي، مؤلف “الأب الغني، الأب الفقير”، أن تشهد الفضة انفجارًا سعريًا بدءًا من سبتمبر الجاري، مع احتمالية تضاعف أسعارها بين مرتين إلى خمس مرات، وهو ما قد يرفع الأونصة إلى أكثر من 170 دولارًا.

الطلب الصناعي يدعم الفضة

يرتبط الأداء الاستثنائي للفضة بزيادة الاعتماد عليها في صناعات حيوية، من بينها الخلايا الشمسية وتوربينات الرياح والمركبات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية. ومع التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، باتت الفضة تُعامل كسلعة استراتيجية وليست مجرد أداة للتحوط المالي.

الذهب.. مكاسب تاريخية بدعم مشتريات البنوك المركزية

لم يتراجع الذهب كثيرًا عن صدارة الأسواق، إذ قفزت أسعاره بنسبة 40.2% منذ بداية 2025، ليصل سعر الأونصة إلى 3667 دولارًا مسجلًا أعلى مستوى على الإطلاق.

ووفق بيانات مجلس الذهب العالمي، اشترت البنوك المركزية أكثر من 3552 طنًا من المعدن النفيس منذ الربع الثاني 2022 وحتى منتصف 2025، في أكبر موجة شراء منذ عقود.

مع ذلك، شهدت أسعار الذهب بعض التراجع الطفيف في تعاملات الخميس الماضي، مع ترقب بيانات التضخم الأميركية، إذ انخفضت العقود الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 0.4% إلى 3667.1 دولار للأونصة.

الدولار الأميركي.. أكبر خسائر منذ نصف قرن

على الجانب الآخر، تكبد الدولار الأميركي خسائر حادة بلغت 11% في النصف الأول من 2025، وهو أكبر انخفاض منذ عام 1973، لينهي بذلك دورة صعود دامت 15 عامًا.

ويتوقع “مورغان ستانلي” أن يواصل الدولار نزيفه بخسارة إضافية تصل إلى 10% بحلول 2026، في ظل ضغوط الرسوم الجمركية وضعف النمو، فضلًا عن تقارب السياسات النقدية مع بقية الاقتصادات العالمية.

بيتكوين.. صعود لافت لكن أقل من الفضة والذهب

سجلت بيتكوين ارتفاعًا بنسبة 22% منذ بداية 2025، لترتفع قيمتها السوقية إلى نحو 2.27 تريليون دولار، وعلى الرغم من المكاسب المحققة، فإنها جاءت أقل من مكاسب المعادن الثمينة.

ويرى خبراء أن خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة سيكون عاملًا رئيسيًا في تحديد اتجاه العملات المشفرة خلال الأشهر المقبلة. ويتوقع توم لي، رئيس الأبحاث في “فاندستارت غلوبال إدفيسور”، أن تصل “بيتكوين” إلى 200 ألف دولار قبل نهاية 2025، مستندًا إلى السياسات التيسيرية المنتظرة.

الفضة على عرش الأسواق

مع ارتفاعها القوي وتوسع استخداماتها الصناعية، تبدو الفضة مرشحة لتصدر المشهد المالي في النصف الثاني من 2025. وبينما يظل الذهب محتفظًا بجاذبيته كملاذ آمن، والبيتكوين كأصل رقمي بارز، فإن الأداء الاستثنائي للفضة قد يعيد رسم خريطة الأصول الاستثمارية عالميًا خلال الفترة المقبلة.

تتجه الأنظار أيضًا نحو استثمارات جديدة في الفضة، مع تزايد الوعي بأهميتها كأداة للتحوط ضد التضخم. من المتوقع أن تزداد الاستثمارات في الفضة خلال الفترات القادمة، مما يعزز من قيمتها السوقية.

بفضل الابتكارات التكنولوجية، قد تنمو استخدامات الفضة في مجالات جديدة، مما يفتح آفاقًا جديدة للنمو والتوسع في الأسواق العالمية.

اقرأ أيضًا: سعر الدولار اليوم 13 سبتمبر مقابل الجنيه المصري.. استقرار في البنوك