تتصاعد المخاوف داخل الأوساط في الدوري الإيطالي بشأن انخفاض وقت اللعب الفعلي في مباريات الدوري المحلي، مقارنةً ببقية الدوريات الأوروبية الكبرى، وهو ما يُعد تهديدًا مباشرًا لجاذبية البطولة وقدرتها التنافسية على الصعيدين التسويقي والرياضي.
ففي بداية الموسم الجاري، بلغ متوسط وقت اللعب الفعلي في الدوري الإيطالي 52 دقيقة و55 ثانية فقط، وهو الرقم الأدنى بين الدوريات الخمس الكبرى. بينما تصدّر الدوري الفرنسي القائمة بمتوسط 56 دقيقة و54 ثانية، تلاه الدوري الإسباني بـ 55 دقيقة و58 ثانية، ثم الألماني بـ 55 دقيقة و32 ثانية، وأخيرًا الدوري الإنجليزي الممتاز بـ 54 دقيقة و21 ثانية.
الدوري الإيطالي الكالتشو.
أسباب وراء التراجع
الخبراء يشيرون إلى أن كثرة التوقفات المتعمدة هي العامل الأساسي، سواء عبر إهدار الوقت من الحراس والمدافعين في ركلات المرمى والرمـيات الجانبية، أو من خلال المبالغة في الإصابات والاحتجاجات المستمرة على قرارات الحكام. هذه الظواهر لا تؤثر فقط على نسق المباريات، بل تضعف القيمة الترفيهية للمنتج الكروي الإيطالي وتحد من تسويقه عالميًا.
انعكاسات على المنافسة الأوروبية
المشكلة لا تتوقف عند حدود الملاعب المحلية. فالأندية الإيطالية، التي اعتادت على نسق أقل كثافة، تجد صعوبة في مجاراة الإيقاع السريع الذي يميز مباريات دوري أبطال أوروبا والدوريات الأخرى، ما قد يقلل من فرصها في المنافسة القارية.
الدوري الإيطالي الممتاز الكالتشو.
القوانين الجديدة لم تُجدِ نفعًا
محاولات التعديل عبر القوانين الأخيرة لم تكن كافية. فعلى سبيل المثال، لم تعد مخالفة الحارس لقاعدة الثواني الثمانية تُعاقب بركلة حرة غير مباشرة، بل تُحتسب ركلة ركنية للفريق المنافس. ورغم ذلك، لم يختفِ إهدار الوقت. بل على العكس، انخفض متوسط اللعب الفعلي من 55 دقيقة و17 ثانية في موسم 2022-2023 إلى 54 دقيقة و50 ثانية في موسم 2023-2024، وصولًا إلى أقل من 53 دقيقة حاليًا.
مقارنة مع البريميرليج
رغم الانخفاض الملحوظ في إنجلترا بعد كأس العالم 2022، حيث تراجع المتوسط من 58 دقيقة و12 ثانية إلى 54 دقيقة و21 ثانية هذا الموسم، إلا أن الوضع لا يزال أفضل من إيطاليا، التي تتذيل القائمة بوضوح.
دعوات لإصلاح عاجل
الخبراء يطالبون الاتحاد الإيطالي لكرة القدم بتدخل حاسم عبر تطبيق صارم للقوانين وزيادة العقوبات على إضاعة الوقت، مؤكدين أن القضية لم تعد مجرد دقائق ضائعة، بل رهانًا حقيقيًا على مستقبل كرة القدم الإيطالية.
في ظل هذه الظروف، يبقى الأمل معقودًا على تحسين الأداء وتطوير الأنظمة الحالية لضمان استعادة جاذبية الدوري الإيطالي. الخطوات المقبلة قد تكون حاسمة في تحديد مستقبل البطولة.
علاوة على ذلك، يتعين على الأندية العمل بشكل جماعي لتقليل إهدار الوقت وتعزيز روح المنافسة. الفائزون في هذه المعركة سيكونون هم الذين يلتزمون بتقديم كرة قدم جذابة وممتعة للجماهير.