يمثل انخفاض تحصيل الطفل دراسيًا واحدة من أكثر القضايا التربوية التي تثير قلق الأسر المصرية والعربية على حد سواء.
فحين يبدأ الطفل في الحصول على درجات منخفضة في بعض المواد أو جميعها، يتحول الأمر إلى جرس إنذار يهدد استمراره في مسيرته التعليمية بصورة ناجحة.
العوامل التي تسبب انخفاض تحصيل الطفل دراسيًا.
وفي هذا السياق، يوضح الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن معالجة هذه الظاهرة لا بد أن تتم في وقت مبكر، قبل أن تتفاقم وتؤثر سلبًا على شخصية الطفل ومستقبله.
العوامل التي تسبب انخفاض تحصيل الطفل دراسيًا
إهمال الحضانة المبكرة وتأثيرها على القدرات العقلية
وأوضح الخبير أن من أبرز العوامل التي تسبب انخفاض تحصيل الطفل دراسيًا عدم التحاقه بدور حضانة مؤهلة قبل دخوله المدرسة
فالحضانة ليست مجرد مكان للرعاية، وإنما هي بيئة تعليمية وصحية تساهم في تنمية قدرات الطفل العقلية والاجتماعية منذ سنواته الأولى.
إغفال هذه المرحلة يعني فقدان الطفل لفرص تأسيسية مهمة تساعده لاحقًا في الاستيعاب والتكيف داخل الصف الدراسي.
مشاكل السمع والبصر.. عائق خفي أمام التفوق
يشدد دكتور تامر على ضرورة الانتباه لصحة الطفل الجسدية، وخاصة حواسه الأساسية مثل السمع والبصر، فكثير من الأطفال يعانون من مشكلات في النظر أو ضعف السمع دون أن يلاحظ الأهل ذلك مبكرًا.
هذه المشكلات تؤدي إلى صعوبة في متابعة الشرح داخل الفصل، مما ينعكس مباشرة على تحصيله الدراسي، ومن هنا تأتي أهمية الفحوص الطبية الدورية للتأكد من سلامة الحواس.
المعلم وأسلوب التدريس
كما يوضح الدكتور انه لا يمكن إغفال دور المعلم كعامل رئيسي من العوامل التي تسبب انخفاض تحصيل الطفل دراسيًا، فوجود معلمين يعانون من ضعف في النطق، أو افتقارهم لأساليب التدريس الحديثة، يترك أثرًا سلبيًا على الطالب.
إذ يبقى ضعف التأسيس في المراحل الأولى ملازمًا للطفل حتى مراحل التعليم المتقدمة، مما يضعه في دوامة من الصعوبات المتكررة.
التكنولوجيا.. سلاح ذو حدين
وقال تامر شوقي ان انتشار الهواتف الذكية والإنترنت فتح آفاقًا واسعة للتعلم، لكنه في الوقت نفسه أصبح من أبرز أسباب ضعف التحصيل الدراسي.
إذ يقضي الأطفال ساعات طويلة أمام الشاشات في الألعاب أو مواقع التواصل، مما يقلل من وقت المذاكرة والتركيز، وينصح بضرورة ضبط استخدام التكنولوجيا، بحيث تكون وسيلة مساعدة للتعلم لا عائقًا أمامه.
العوامل التي تسبب انخفاض تحصيل الطفل دراسيًا.
التسويف وتأجيل المذاكرة
من الأخطاء الشائعة التي تؤدي إلى تراكم الدروس وصعوبة استيعابها هو تأجيل المذاكرة، فالمناهج الدراسية مترابطة، وعدم استذكار الدرس الأول يجعل فهم ما يليه أكثر صعوبة.
وبالتالي يصبح الطالب غير قادر على مواكبة الحصص الجديدة، وهو ما يضعف ثقته بنفسه ويؤدي إلى مزيد من التراجع.
التركيز على الدرجات بدلًا من الفهم
واكمل الخبير ان من العوامل التي تسبب انخفاض تحصيل الطفل دراسيًا أيضًا انشغال الأسرة والطفل بالدرجات النهائية فقط، فالأهم ليس الرقم المسجل في ورقة الامتحان، بل فهم نقاط الضعف والعمل على علاجها.
أوقات المذاكرة غير المناسبة
إجبار الطفل على المذاكرة في أوقات يكون فيها مرهقًا بدنيًا أو ذهنيًا يؤدي إلى نتائج عكسية، الطفل بحاجة إلى جدول دراسي مرن يراعي ساعات نشاطه وراحته، حتى تكون عملية الاستذكار فعالة.
غياب متابعة الوالدين
من أبرز العوامل التي تسبب انخفاض تحصيل الطفل دراسيًا غياب الرقابة الأسرية، فحين يترك الطفل دون متابعة يومية لاستيعاب دروسه، قد يتفاجأ الأهل بتراجعه قبيل الامتحانات.
لذا يؤكد الخبير أن المراجعة المستمرة مع الطفل وفهم الصعوبات التي تواجهه أمر لا غنى عنه.
طرق التدريس التقليدية
الاكتفاء بأسلوب الحفظ والتلقين دون تنويع طرق التعلم من خلال الوسائط الحديثة مثل الفيديوهات، أو الأنشطة التطبيقية، يحدّ من قدرة الطفل على الفهم، فالطفل يحتاج إلى ربط المعلومات بواقع حياته اليومية حتى ترسخ في ذهنه.
إقرأ أيضًا.. مصر تشارك في المعرض الدولي للتعليم العالي بالسويد لتعزيز الشراكات الأكاديمية
العوامل التي تسبب انخفاض تحصيل الطفل دراسيًا.
الكلمات السلبية.. تدمير الثقة بالنفس
من أخطر العوامل التي تسبب انخفاض تحصيل الطفل دراسيًا تكرار العبارات السلبية التي تحبط عزيمته، جمل مثل “أنت غبي” أو “لن تفهم” تزرع بداخله شعورًا بالعجز وتقلل من ثقته بنفسه.
كيف يمكن للأسرة مواجهة المشكلة؟
- متابعة الطفل منذ المراحل الأولى وعدم تجاهل إشارات الضعف
- توفير بيئة تعليمية صحية في المنزل، تشمل مكانًا هادئًا للمذاكرة
- التعاون مع المدرسة والمعلمين لمعرفة مستوى الطالب بشكل دوري
- تشجيع الطفل بكلمات إيجابية ودعمه نفسيًا
- وضع ضوابط لاستخدام التكنولوجيا
من المهم أن تشعر الأسرة بأهمية دورها في دعم الطفل، فالتواصل المستمر مع المعلمين يساعد في تحديد نقاط الضعف ومعالجتها.
كما أن تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل من خلال الأنشطة المختلفة يمكن أن يسهم في تحسين تحصيله الدراسي.
نرشح لك: وزير التعليم العالي يبحث مع المؤسسة السويدية لتدويل التعليم تعزيز الشراكات الأكاديمية بين مصر والسويد