منذ انتخاب محمود الخطيب رئيسًا للنادي الأهلي في نوفمبر 2017، ارتبط اسم أسطورة الكرة المصرية بمرحلة استثنائية شهدت طفرة على مختلف المستويات، ورغم التحديات والضغوط الكبيرة، نجح الخطيب في إعادة المارد الأحمر إلى صدارة المشهد الكروي محليًا وأفريقيًا، مع وضع أسس قوية للتحول المؤسسي والاقتصادي للنادي.
إنجازات كروية تاريخية
خلال فترة رئاسته، عزز الأهلي مكانته كأكثر الأندية تتويجًا بالبطولات القارية، حيث حقق الفريق 4 ألقاب لدوري أبطال أفريقيا أعوام 2020 و2021 و2023 و2024، ليصل رصيده إلى 12 لقبًا في إنجاز تاريخي.
كما فاز الفريق بالدوري المصري الممتاز 6 مرات، من أبرزها موسم 2018/2019 والموسم الأخير 2023/2024 بعد صراع مثير مع بيراميدز، إلى جانب 3 ألقاب لكأس مصر و6 ألقاب للسوبر المحلي ولقبين للسوبر الأفريقي.
ولم يتوقف الإنجاز عند ذلك، بل حصد الأهلي 3 ميداليات برونزية متتالية في كأس العالم للأندية، إضافة إلى الفوز ببطولة كأس القارات الثلاث “الإنتركونتننتال” العام الماضي، ما عزز الحضور العالمي للفريق.
سيطرة على الألعاب الأخرى
امتدت نجاحات الخطيب لتشمل ألعاب الصالات، إذ فرض الأهلي هيمنته على بطولات السلة والطائرة واليد محليًا وقاريًا، هذا التفوق جاء نتيجة دعم مالي وفني ضخم وتطوير للبنية التحتية، وهو ما أكد رؤية الإدارة في بناء نادٍ شامل لا يقتصر على كرة القدم فقط.
حضور عالمي ومواهب تدريبية
تكررت مشاركات الأهلي في كأس العالم للأندية خلال فترة الخطيب، ونجح في تحقيق إنجاز غير مسبوق بحصد البرونزية ثلاث مرات متتالية (2020، 2021، 2022).
كما ارتبطت تلك المرحلة بأسماء مدربين كبار مثل بيتسو موسيماني، الذي أعاد الهيبة القارية للأهلي، والسويسري مارسيل كولر الذي حقق الثنائية المحلية والقارية في موسم واحد.
تطوير مؤسسي وبنية تحتية
لم تقتصر إنجازات الخطيب على الجانب الرياضي، بل شملت قفزات مؤسسية مهمة، فقد شهدت فترته افتتاح الفرع الجديد في مدينة الأقصر، والتوسع في فرع الشيخ زايد، بجانب تطوير مقر الجزيرة التاريخي.
هذه المشاريع لم تعزز صورة النادي فقط، بل وفرت موارد استثمارية جديدة.
كما أسس شركة الأهلي لكرة القدم كذراع استثماري لإدارة الفريق باحترافية، بجانب شركات أخرى مثل شركة المنشآت الرياضية وشركة الخدمات الإعلامية، في خطوة وضعت الأهلي على طريق الإدارة الحديثة.
استقرار مالي وإعلامي
عملت الإدارة على تعزيز موارد النادي عبر عقود رعاية ضخمة، وزيادة عوائد البث والإعلانات، وعلى الصعيد الإعلامي، شهدت قناة الأهلي والمنصات الرقمية للنادي تطورًا كبيرًا، ما جعلها أكثر تفاعلًا مع الجماهير ووسعت قاعدة الانتشار محليًا وخارجيًا.
تحديات وانتقادات
رغم النجاحات الكبيرة، لم تخلُ فترة الخطيب من انتقادات، خاصة في المواسم التي تراجعت فيها نتائج الفريق.
كما شهدت علاقاته مع بعض المنافسين توترات حادة في الوسط الرياضي، لكن الإدارة نجحت في الحفاظ على استقرار الأهلي وتماسك صورته كنادٍ قيادي في الرياضة المصرية.
بصمة لا تُمحى
بعد أكثر من 8 سنوات في منصب الرئاسة، يمكن القول إن محمود الخطيب ترك إرثًا ضخمًا داخل القلعة الحمراء، جمع بين البطولات الرياضية والتطوير المؤسسي، ليؤكد أن الأهلي لم يعد مجرد نادٍ لكرة القدم، بل مؤسسة رياضية واجتماعية واقتصادية متكاملة، تعكس مكانة نادي القرن الأفريقي.
تستمر رؤية الخطيب في التأثير على مستقبل النادي، حيث يعكف على خطط جديدة تهدف إلى تعزيز مكانة الأهلي في الساحة الرياضية العالمية.
كما يسعى لتوسيع قاعدة الجماهيرية من خلال تطوير الأنشطة المجتمعية والفعاليات التي تعزز العلاقة بين النادي وجماهيره العريضة.