لطالما كان حضور المنتخبات العربية في كأس العالم حدثًا استثنائيًا يترقبه الملايين من عشاق الكرة، فمنذ أول ظهور عربي عام 1934 مع منتخب مصر، وحتى الإنجاز التاريخي لمنتخب المغرب في قطر 2022، شهد المونديال محطات عربية صنعت الفخر وأدخلت البهجة إلى قلوب الجماهير، ومع اقتراب مونديال 2026، الذي سيشهد مشاركة عدد أكبر من المنتخبات العربية بفضل رفع عدد المقاعد، تزداد التطلعات بأن يكون الحضور العربي أكثر قوة وتأثيرًا.
كأس العالم.
البداية العربية: مصر 1934
كانت مصر أول منتخب عربي وأفريقي يشارك في كأس العالم، وذلك في نسخة إيطاليا 1934، ورغم الخروج المبكر من الدور الأول أمام المجر، إلا أن تلك المشاركة فتحت الباب أمام العرب لإثبات وجودهم في المحافل الكروية الكبرى، غير أن الحضور العربي ظل غائبًا لسنوات طويلة قبل أن تعود المنتخبات العربية بقوة في السبعينيات والثمانينيات.
أكثر المنتخبات العربية مشاركة في كأس العالم
السعودية “6 مشاركات”.
الأخضر السعودي هو الأكثر حضورًا بين المنتخبات العربية، حيث شارك في 6 نسخ “1994، 1998، 2002، 2006، 2018، 2022”. كانت أبرز محطاته في مونديال أمريكا 1994 عندما تأهل إلى دور الـ16 بعد الفوز الشهير على بلجيكا بهدف سعيد العويران التاريخي، كما ترك بصمة في مونديال قطر 2022 حين حقق مفاجأة مدوية بالفوز على الأرجنتين بطلة العالم.
منتخب السعودية.
المغرب “6 مشاركات”.
أسود الأطلس هم أيضًا ضمن أكثر المنتخبات العربية مشاركة، حيث لعبوا في 6 نسخ “1970، 1986، 1994، 1998، 2018، 2022”. وكانت مشاركتهم الأبرز في المكسيك 1986 عندما أصبحوا أول منتخب عربي وإفريقي يتأهل إلى دور الـ16، لكن الإنجاز الأكبر جاء في قطر 2022، حين كتب المغرب التاريخ ببلوغه نصف النهائي، ليصبح أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى هذا الدور.
منتخب المغرب.
تونس “6 مشاركات”.
نسور قرطاج شاركوا في “1978، 1998، 2002، 2006، 2018، 2022″، وحققوا إنجازًا مبكرًا عندما أصبحوا أول منتخب عربي يحقق فوزًا في المونديال، وذلك أمام المكسيك 3-1 عام 1978، وفي قطر 2022، تمكنوا من تحقيق فوز تاريخي على فرنسا بطلة العالم، رغم وداعهم من دور المجموعات.
منتخب تونس.
الجزائر “4 مشاركات”.
محاربو الصحراء تركوا بصمة لا تُنسى في المونديال شاركوا في “1982 و1986 ثم عادوا في 2010 و2014” وارتبط اسمهم بالمباراة التاريخية ضد ألمانيا الغربية عام 1982 التي انتهت بفوز الجزائر 2-1. وفي 2014، قدموا أفضل مشاركاتهم بوصولهم إلى دور الـ16، وخسارتهم بصعوبة أمام ألمانيا بعد وقت إضافي.
منتخب الجزائر.
مصر “3 مشاركات”.
الفراعنة هم أصحاب الريادة العربية في المونديال شاركوا أول مرة في 1934 ثم غابوا حتى 1990، قبل أن يعودوا في روسيا 2018 بقيادة النجم محمد صلاح ورغم أن النتائج اقتصرت على دور المجموعات، إلا أن لمصر مكانة خاصة كونها كانت صاحبة الظهور العربي الأول.
منتخب مصر.
منتخبات عربية ظهرت مرة واحدة فقط
الكويت “1982”: أول منتخب خليجي يصل إلى كأس العالم، وارتبطت مشاركته بالواقعة الشهيرة حين تدخل الشيخ فهد الأحمد لإلغاء هدف فرنسي
العراق “1986”: ظهر في المكسيك وسط ظروف صعبة، وخرج من الدور الأول دون نقاط، لكنه ترك ذكرى مهمة للكرة العراقية
الإمارات “1990”: شارك في إيطاليا، ورغم الخروج من المجموعات، إلا أن التأهل نفسه كان إنجازًا تاريخيًا للكرة الإماراتية
قطر “2022”: شاركت كدولة مضيفة لكنها ودعت البطولة من الدور الأول، لتصبح أول مستضيف يخرج دون تحقيق أي نقطة
الأردن “2026”: يستعد النشامى لخوض أولى مشاركاتهم في المونديال، بعد إنجاز تاريخي في التصفيات، ليكتبوا صفحة جديدة في تاريخ الكرة العربية
أبرز اللحظات التاريخية للكرة العربية في كأس العالم
تونس تحقق أول فوز عربي في المونديال “1978”.
الجزائر تصعق ألمانيا الغربية “1982”.
المغرب أول منتخب عربي يصل لدور الـ16 “1986”.
السعودية تتأهل إلى ثمن النهائي “1994”.
الجزائر تفرض ملحمة على ألمانيا وتبلغ ثمن النهائي “2014”.
السعودية تهزم الأرجنتين بطلة العالم “2022”.
المغرب يصنع المعجزة ويبلغ نصف النهائي “2022”.
التوقعات لما قبل مونديال 2026
مونديال 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك سيشهد أكبر مشاركة عربية في التاريخ، مع زيادة مقاعد آسيا وأفريقيا، وبعد صعود الأردن والمغرب وتونس رسميًا من المتوقع أن نرى السعودية، الجزائر، مصر، وربما العراق وقطر، مما يجعل الحضور العربي غير مسبوق، ومع التجارب السابقة والنجاحات الأخيرة، لم يعد الوصول إلى الأدوار المتقدمة مستحيلًا، بل أصبح هدفًا واقعيًا تسعى خلفه المنتخبات العربية.
رحلة المنتخبات العربية في كأس العالم بدأت بمحاولات متواضعة لكنها تطورت عبر العقود، من أول ظهور لمصر، مرورًا بانتصارات الجزائر وتونس والسعودية، وصولًا إلى ملحمة المغرب في قطر، أثبتت الكرة العربية قدرتها على المنافسة في أكبر البطولات، ومع اقتراب نسخة 2026، تزداد الآمال بأن تكون المشاركات العربية أكثر نجاحًا وتأثيرًا، وأن يحمل المستقبل إنجازات جديدة تكتب بحروف من ذهب في تاريخ الكرة العالمية.
كما أن الجماهير العربية دائمًا ما كانت مصدر دعم كبير لمنتخباتها، مما يساهم في تعزيز روح الفريق وتحفيز اللاعبين لتحقيق أفضل النتائج.
الأمل يظل قائمًا في أن تواصل المنتخبات العربية تحقيق الإنجازات في المستقبل، مما يساهم في رفع مستوى كرة القدم العربية على الساحة العالمية.