حسام غالي في النقد من رود خوليت.. هل كانت الموهبة وحدها كافية

حسام غالي في النقد من رود خوليت.. هل كانت الموهبة وحدها كافية

حسام غالي، أحد أبرز نجوم الكرة المصرية في الألفية الجديدة، عاد اسمه ليتصدر المشهد الكروي مؤخرًا، ولكن هذه المرة لم يكن الحديث عن إنجازاته أو أرقامه مع النادي الأهلي، بل جاء من انتقادات وجهها له أسطورة الكرة الهولندية “رود خوليت”، خلال ظهوره في برنامج تلفزيوني على قناة “سكاي نيوز”.

المشهد الذي أثار الجدل لم يكن مجرد رأي عابر، بل حمل كلمات قوية من مدرب كبير في عالم الكرة، أعاد من خلالها فتح ملف تجربة غالي الاحترافية في أوروبا، وتحديدًا في هولندا، حين لعب تحت قيادة خوليت في نادي فينورد خلال موسم 2004-2005.

حسام غالي في عيون خوليت: كل الإمكانيات إلا العقلية

في البرنامج، تحدث رود خوليت عن تجربته كمدرب، واختار أن يسلط الضوء على لاعب واحد فقط وصفه بأنه “أكبر إخفاقاته التدريبية”، وقال بالنص: “هل يمكنك أن تتخيل أنك تمتلك كل شيء، لكنك لا تمتلك العقلية الصحيحة؟”، ثم تابع: “اللاعب الذي خذلني كان حسام غالي”

وواصل خوليت وصف حسام غالي بأنه كان لاعبًا كاملًا من الناحية الفنية والبدنية، مؤكدًا: “غالي كان قويًا، سريعًا، يملك قفزة جيدة، وكان ممتازًا تقنيًا ومتفوقًا في التمرير”، لكنه في المقابل رأى أن اللاعب كان يُصر على أداء الحركات الاستعراضية، مثل تمرير الكرة بين قدمي المنافسين، حتى في مواقف لا تستدعي ذلك

وأكد خوليت أن هذا السلوك الفني من غالي كان محل رفض منه كمدرب، لكن اللاعب لم يتجاوب، بل أصر على أن هذه “شخصيته”، ولن يغيرها من أجل أي تعليمات فنية.

العقلية أم المهارة؟ جدل متجدد حول نجومنا في أوروبا

انتقاد خوليت لم يكن فقط موجهًا لسلوك فني داخل الملعب، بل أشار إلى أن “عقلية غالي” هي السبب في عدم استمراره في أوروبا، وقال بوضوح: “رفضه للانضباط والتعليمات كان سببًا في طرده من جميع الأندية الأوروبية”

كلام بهذا الوضوح من مدرب بحجم خوليت، يعيد للأذهان سؤالًا طالما تكرر في كل تجربة احترافية مصرية: هل الموهبة وحدها كافية للنجاح في أوروبا؟ وما الذي يجعل نجمًا بحجم حسام غالي، الذي صنع مجدًا محليًا كبيرًا مع الأهلي، لا ينجح في الاستمرار خارجيًا؟

مشوار حسام غالي في أوروبا.. بداية قوية ونهاية مبكرة

بدأ حسام غالي مشواره الاحترافي في أوروبا بانضمامه لنادي فينورد الهولندي عام 2003، حيث لعب إلى جانب أسماء كبيرة، وتحت قيادة خوليت، وقدم في بدايته مستويات لافتة جعلته محل متابعة من أندية أخرى.

لكن بعد موسمين فقط، انتقل إلى توتنهام هوتسبر الإنجليزي، وهناك لم تكن الظروف مواتية بالشكل الذي يسمح له بإثبات نفسه، خاصة في ظل التنافس الشرس في الدوري الإنجليزي، فشارك في عدد محدود من المباريات، ولم ينجح في ترك بصمة واضحة، قبل أن ينتقل إلى أندية أخرى ثم يعود إلى الأهلي المصري.

شخصية غالي القوية

من المعروف أن حسام غالي يتمتع بشخصية قوية داخل وخارج الملعب، فهو كان قائدًا في الأهلي، وشخصية مؤثرة بين زملائه، لكن في أوروبا، تُعامل مثل هذه السمات بشكل مختلف، حيث يُتوقع من اللاعب أن يكون جزءًا من منظومة خاضعة تمامًا للمدرب.

خوليت أشار إلى أن غالي لم يكن مستعدًا للتخلي عن “شخصيته الكروية”، وهي نقطة قد يراها البعض تمسكًا بالهوية والأسلوب، بينما يراها المدربون في أوروبا نوعًا من التمرد الفني غير المقبول.

ما بعد أوروبا.. عودة أسطورية للنادي الأهلي

رغم كل ما قيل عن تجربة حسام غالي في أوروبا، فإن عودته إلى الأهلي كانت نقطة التحول الأهم في مسيرته. أثبت نفسه كأحد أفضل لاعبي الوسط في تاريخ النادي، وارتدى شارة القيادة في العديد من المواسم، وكان له دور كبير في حصد الفريق للبطولات المحلية والقارية.

الجماهير لا تزال تتذكر أهدافه الحاسمة، ومهاراته المميزة، وتمريراته الدقيقة، لكن الأهم كان حضوره القيادي، حيث كان دائمًا صوتًا مسموعًا في غرفة الملابس، ورمزًا للانضباط والولاء للنادي.

حسام غالي بعد الاعتزال

بعد اعتزاله اللعب، لم يبتعد حسام غالي كثيرًا عن الأضواء، بل دخل عالم الإدارة ثم السياسة، وشغل مناصب بارزة داخل النادي الأهلي، ثم دخل البرلمان المصري، ما يلفت الانتباه أن نفس الشخصية القوية التي رأى فيها خوليت “عائقًا”، كانت هي نفسها سببًا في نجاحه بعد الاعتزال، وهو ما يعكس جدلية العقلية بين الشرق والغرب.

الجمهور يدافع عن غالي

رغم تصريحات رود خوليت، إلا أن كثيرًا من مشجعي الكرة المصرية دافعوا عن حسام غالي، واعتبروا أن اللاعب كان ضحية لعدم فهم ثقافة اللاعب المصري داخل أوروبا، وأشار البعض إلى أن غالي لم يكن الوحيد الذي عانى من صعوبة التأقلم، بل سبقه ولحقه آخرون بنفس المصير.

في النهاية، تبقى تجربة حسام غالي في أوروبا درسًا مهمًا لكل لاعب مصري يسعى للاحتراف، حيث تتداخل فيه المهارات الفنية مع العقلية الانضباطية. الأمل يبقى دائمًا في أن يتعلم الجيل الجديد من هذه الدروس ويحقق النجاح في المحافل العالمية.

تاريخ حسام غالي لن ينسى، فهو نموذج للاعب الذي واجه التحديات وعاد ليحقق نجاحات محلية، مما يثبت أن الإرادة القوية يمكن أن تصنع الفارق في مسيرة أي لاعب.

اقرأ أيضًا: حسام غالي يفتعل أزمة داخل الأهلي.. موقف الخطيب من عدم استكمال الدوري
خلافات شديدة بين الخطيب وحسام غالي في الأهلي بسبب لاعب الزمالك السابق
حسام غالي على رأس وفد الأهلي لاستقبال بعثة العين الإماراتي