في واقعة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الفنية والجماهيرية، أعلنت أسرة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ رفضها القاطع للحفل الذي أُقيم أمس ضمن فعاليات مهرجان “موازين” بالمغرب، والذي تم خلاله تقديم عرض باستخدام تقنيات الهولوجرام لتجسيد العندليب الأسمر.
ووصفت الأسرة الحفل بأنه “فضيحة فنية”، مؤكدة أنه أساء بشكل بالغ لصورة وتاريخ الفنان الكبير الذي يعد أيقونة في تاريخ الغناء العربي.
غصب محمد شبانة نجل شقيق عبد الحليم
وعبر محمد شبانة، نجل شقيق عبد الحليم حافظ والمتحدث باسم الأسرة، عن غضبه واستيائه الشديد مما تم تقديمه في الحفل، مشيرًا إلى أن ما جرى يعد إهانة مباشرة لاسم وقيمة العندليب، و مخالفًا لما أعلنته إدارة المهرجان من تفاصيل.
وأوضح شبانة أن إدارة مهرجان “موازين” كانت قد أكدت في بيان رسمي أن الحفل لن يتضمن استخدام أي صور أو مقاطع أرشيفية أصلية للفنان الراحل، وأن العرض سيعتمد على تمثيل يقدمه فنان شبيه فقط، دون المساس بالمحتوى الحقيقي للراحل.
إلا أن ما تم عرضه بحسب تصريحات الأسرة خالف ذلك تمامًا، حيث تم استخدام صوت وصور للعندليب بطريقة وصفتها الأسرة بـ”غير اللائقة”، مما اعتبرته إساءة متعمدة لتاريخه الفني.
محمد شبانة يتخذ الإجراءات القانونية ضد مهرجان موازين
محمد شبانة نجل شقيق عبد الحليم حافظ.
وأشار شبانة إلى أنه بدأ بالفعل في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد إدارة مهرجان موازين، مؤكداً أنه بصدد رفع دعوى قضائية تشمل المطالبة بتعويض مادي وأدبي، إلى جانب إلزام الجهة المنظمة للحفل بتقديم اعتذار رسمي وعلني عن تشويه صورة عبد الحليم حافظ دون الرجوع إلى أسرته أو الحصول على إذن مسبق باستخدام اسمه أو أعماله.
وفي ذات السياق، فتح شبانة النار على المنتج محسن جابر، الذي رُبط اسمه بتنظيم الحفل، مشددًا على أن جابر لا يمتلك بأي شكل من الأشكال حقوق استغلال تراث عبد الحليم حافظ، نافياً ما يُروّج له من امتلاكه حقوق الملكية الفكرية للأعمال الفنية الخاصة بالعندليب.
وقال شبانة: “الأسرة هي الجهة الوحيدة المخوّلة قانونيًا بإدارة واستغلال تراث عبد الحليم حافظ، وكل ما عدا ذلك هو اجتهاد غير قانوني ومرفوض تمامًا”، مؤكدًا أن الأسرة لم تمنح أي جهة داخل أو خارج مصر تفويضًا لاستخدام اسم أو صوت أو صورة عبد الحليم في عروض فنية من هذا النوع
أزمة مهرجان موازين تعيد طرح قضية حماية حقوق الملكية الفكرية الرموز الفنية
وتأتي هذه الأزمة لتعيد طرح قضية حماية حقوق الملكية الفكرية للرموز الفنية، في ظل تزايد الاعتماد على تقنيات الهولوجرام والذكاء الاصطناعي لإعادة تقديم النجوم الراحلين على خشبات المسارح، دون ضوابط واضحة تضمن احترام إرثهم الفني.
ومن المنتظر أن تشهد الأيام المقبلة تطورات قانونية في هذا الملف وخصوصا في ظل تمسك أسرة العندليب باتخاذ كافة الإجراءات التي تحفظ تاريخ الفنان الذي ارتبط اسمه بذاكرة أجيال وأجيال من عشاق الفن العربي الأصيل.
تعد هذه القضية مثالًا على التحديات التي تواجهها الأسر الفنية في حماية إرث أحبائهم من الاستغلال غير المشروع.
يجب أن يتم وضع قوانين واضحة لحماية حقوق الفنانين الراحلين، لضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات في المستقبل.