من اللايك إلى الفضيحة.. حكاية «الوكيل» تكشف كيف تسلب السوشيال ميديا حياة الشباب وخبير نفسي يوضح لـ«بلد نيوز»

تثير مخاطر السوشيال ميديا على الشباب جدلًا واسعًا، خاصة بعدما أصبحت المنصات الرقمية جزءًا أساسيًا من حياة الجيل الجديد.

ومع عرض حكاية «الوكيل» من مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو»، ظهر بوضوح كيف يمكن للعالم الافتراضي أن يغير مسارات حياة الأفراد ويضعهم أمام اختبارات صعبة بين الواقع والخيال، وبين الشهرة الرقمية والفضائح المدوية.

في هذا السياق، حذر الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الزوجية، في تصريحات خاصة لـ«بلد نيوز»، من خطورة الانغماس في عالم السوشيال ميديا، مؤكدًا أنها «تسرق الوقت والعمر، وتبدد الطاقة، وتمحو الأهداف العليا التي يسعى إليها الإنسان»، وهو تصريح صادم يعكس عمق الأزمة التي يعيشها الشباب اليوم.

مخاطر السوشيال ميديا على الشباب في مرآة حكاية الوكيل

في أحداث حكاية «الوكيل»، تتجسد صورة واقعية لما يعيشه الشباب يوميًا مع السوشيال ميديا، فالحلقات تكشف كيف يمكن للبث المباشر على «تيك توك» أن يصنع نجومية مؤقتة لشخص مثل ورد «أميرة الشريف»، أو يطيح بسمعة آخرين مثل رجل الأعمال «أمير».

المشاهد التي تتابعت في الحلقات أظهرت بوضوح كيف أن «اللايف» والحفلات الرقمية قد تتحول إلى باب من أبواب السيطرة والتلاعب بالعقول، حيث يستخدم منشاوي «أحمد فهيم» نفوذه لدفع الشخصيات للاستمرار في اللعبة، بينما يبقى «الوكيل» متحكمًا في الخيوط من وراء الكواليس.

هذا الجانب الدرامي يعكس الواقع الحقيقي للشباب الذين ينجرون وراء الترندات واللايفات دون وعي بالعواقب، وهو ما يتفق مع تصريحات الخبراء حول الآثار النفسية والاجتماعية المدمرة للإفراط في استخدام مواقع التواصل.

حكاية الوكيل.

خبير نفسي: السوشيال ميديا تخلق متلازمات جديدة لم تكن موجودة من قبل

قال الدكتور وليد هندي إن استخدام الشباب المفرط للسوشيال ميديا أدى لظهور متلازمات نفسية حديثة لم تكن موجودة في الماضي، مثل:

  • اضطراب الفومو (FOMO): وهو القلق المستمر من فقدان التفاعل أو العلاقات، حيث يظل الشاب متوترًا لمجرد انتظار «لايك» أو «كومنت»
  • متلازمة الاهتزاز الوهمي: 88% من المستخدمين يشعرون باهتزازات أو أصوات إشعارات وهمية رغم عدم وجودها
  • النوموفوبيا: الخوف من الابتعاد عن الهاتف حتى في أبسط اللحظات اليومية
  • متلازمة الاسترولينج: الإدمان على متابعة الأخبار السيئة فقط، من حروب وكوارث، مما يخلق حالة من التشاؤم الدائم
  • متلازمة طالب الطب: وهي ربط أي أعراض مرضية يقرأ عنها الشخص بنفسه، فيظن أنه مصاب بها

وأوضح أن هذه المتلازمات تحولت إلى أمراض معاصرة تصيب جيلًا كاملًا من الشباب، لتسلبهم الطاقة، وتضعف اندماجهم مع الواقع.

حكاية الوكيل.

انعكاس الدراما على الواقع.. رسائل «الوكيل» للشباب

ما قدمته حكاية «الوكيل» لم يكن مجرد خيال درامي، بل رسالة مباشرة تكشف خطورة الانغماس في العالم الافتراضي.

شخصية الشيخ سالم «أحمد عثمان» مثلًا، التي خضعت للابتزاز لتهاجم لاعب كرة قدم في بث مباشر، تعكس كيف يمكن للسوشيال ميديا أن تُستخدم سلاحًا ضد أشخاص بعينهم.

ورد، التي سقطت ضحية الطمع واللايفات، تُجسد شريحة كبيرة من الشباب الذين يبحثون عن الشهرة السريعة دون حساب العواقب.

جلال وزوجته زوزة، اللذان دخلا في صراع بسبب غرف الدردشة مقابل المال، يعكسان كيف يمكن أن تمتد مخاطر السوشيال إلى تدمير الأسر من الداخل.

هذه الأحداث ليست بعيدة عن الواقع، بل هي صورة حية لما يجري على المنصات يوميًا، حيث يتحول «الترند» إلى ساحة لتصفية الحسابات أو تدمير السمعة.

حكاية الوكيل.

الآثار السلبية للسوشيال ميديا.. جسدية ونفسية

بحسب الدكتور هندي، فإن الإفراط في استخدام السوشيال ميديا يترك آثارًا سلبية متعددة، منها:

  • ضعف البصر وتشوه القوام بسبب الجلوس الطويل أمام الشاشات
  • الأرق وآلام الظهر نتيجة الاستخدام المستمر دون فواصل للراحة
  • خمول وبلادة حسية وفقدان القدرة على التفاعل الإنساني الطبيعي
  • انحصار التفكير الحر والمنظم، مما يؤدي إلى ضعف القدرة على اتخاذ القرارات
  • افتقاد الإنسانية بسبب الانغماس في عالم رقمي بارد بعيد عن التفاعل الحقيقي

وأضاف أن الشباب أصبحوا أقل اندماجًا مع المجتمع وأكثر انعزالًا، حتى في المواقف الإنسانية اليومية، إذ يمكن أن يقع حادث مروري أمامهم، لكن الأولوية تظل للهاتف والبث المباشر.

 السوشيال ميديا بين الإدمان وفقدان الذات

أكد هندي أن إدمان السوشيال ميديا لا يقل خطورة عن إدمان المواد المخدرة، فهو يسلب الإنسان وعيه وطاقته، ويجعله يعيش في عالم بديل بعيد عن التفاعلات الواقعية.

وأشار إلى أن من يلجأ إلى ألعاب الإنترنت والفيديو جيم يعيش في بيئة جافة خالية من الدعم الإنساني، مما يضعف ردود أفعاله ويجعله أكثر عرضة للبلادة الحسية.

موعد عرض حكاية الوكيل.. وماذا ينتظر الجمهور؟

من المقرر أن تُعرض الحلقة الجديدة من حكاية «الوكيل» اليوم الأحد في تمام الساعة السابعة مساءً عبر شاشة DMC، على أن يُعاد عرضها عبر DMC Drama في الحادية عشرة مساءً.

ويشارك في الحكاية عددا كبيرا من النجوم من بينهم مراد مكرم، محسن محيي الدين، محمد فهيم، بسنت النبراوي، ومحمد طعيمة، لتكشف الحكاية جانبًا جديدًا من تأثير العالم الرقمي على حياتنا اليومية.

في ظل التطورات السريعة التي يشهدها عالم السوشيال ميديا، من المهم أن يعي الشباب كيفية التعامل بحذر مع هذه المنصات. الوعي هو السبيل لحماية الذات من المخاطر المحيطة.

التواصل الواقعي مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون بديلًا صحيًا، يساعد في تعزيز العلاقات الإنسانية وتخفيف الضغوط النفسية الناتجة عن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا.