تعديلات المدارس الرسمية للغات: تفاصيل القرار وتعليق خبيرة تربوية

شهدت المدارس الرسمية للغات مؤخرًا تعديلات هامة في لوائحها وشروط استمرار الطلاب بها، وذلك في إطار سعي وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني إلى تطوير العملية التعليمية وضمان جودة المخرجات، مع الحفاظ على مستوى متميز من الكفاءة اللغوية لدى الطلاب.

المدارس الرسمية للغات.

أبرز التعديلات في المدارس الرسمية للغات 

جاء في التعديلات التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم، مجموعة من البنود التي أثارت اهتمام أولياء الأمور والطلاب على حد سواء، وأبرزها:

  • اشتراط النجاح في اللغات الأجنبية

يشترط لاستمرار الطالب في الدراسة بـ المدارس الرسمية للغات والمدارس الرسمية المتميزة، أن يجتاز امتحان اللغة الأجنبية الأولى (مستوى رفيع) بنسبة لا تقل عن 50% من الدرجة الكلية.

كما يشترط اجتياز امتحان اللغة الأجنبية الثانية بنفس النسبة، وذلك بدءًا من الصف الثالث الابتدائي وحتى الصف الثاني الإعدادي.

وفي المرحلة الثانوية (الأول والثاني الثانوي)، يجب على الطالب النجاح في اللغة الأجنبية الأولى (مستوى رفيع) بنسبة 50% على الأقل.

  • التعامل مع حالات الرسوب

في حالة رسوب الطالب في امتحانات الدور الثاني في اللغة الأجنبية الأولى أو الثانية أو كليهما، يجوز نقله إلى مدارس المناهج العربية إذا استوفى باقي الشروط.

وفي حال عدم رغبة ولي الأمر بالنقل، يبقى الطالب للإعادة بنفس الصف الدراسي، مع مراعاة عدد مرات الرسوب المسموح بها، واللافت أن اللوائح الجديدة نصّت بوضوح على أنه لن تُعقد امتحانات شفوية للطلاب الراسبين في المستوى الرفيع.

المدارس الرسمية للغات.

  • المصروفات الدراسية وآليات السداد

حددت الوزارة أن الطلاب ملتزمون بسداد المصروفات الدراسية، والتي تشمل ثمن الكتب (العربية والأجنبية) بالإضافة إلى كتب المستوى الرفيع ومقابل الخدمات.

أجازت التعديلات تقسيط المصروفات الدراسية على عدة دفعات، باستثناء بعض البنود مثل النشاط العام والتطوير التكنولوجي واشتراك السيارة.

أما الكتب الأجنبية فيُسدد ثمنها دفعة واحدة مع القسط الأول، وشددت الوزارة على أن الدفع يجب أن يتم عبر وسائل الدفع غير النقدي، وفقًا لقانون تنظيم استخدام وسائل الدفع الإلكتروني رقم (18) لسنة 2019.

  • عقوبات التأخير في السداد

في حال عدم سداد المصروفات أو الأقساط في موعدها، يُلزم الطالب بدفعها مع بداية العام التالي، وإذا لم يتم السداد، يُنقل الطالب من المدارس الرسمية للغات إلى مدارس المناهج العربية المناظرة.

  • توزيع موارد بند خدمات اللغات

تلتزم المدارس بتوريد نسبة (1%) من قيمة بند خدمات اللغات لحساب مديرية التربية والتعليم بالمحافظة.

توزع النسبة كالآتي:

  • 10% تخصص لدعم المدارس التي تعاني من عجز في المستلزمات التعليمية.
  • 90% تصرف كمكافآت للعاملين والمسؤولين عن إدارة المدارس الرسمية للغات بالمديرية والإدارات التعليمية.

المدارس الرسمية للغات.

تعليق الخبيرة التربوية داليا الحزاوي 

علقت داليا الحزاوي، الخبيرة التربوية ومؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر على هذه التعديلات قائلة إن التشديد على شرط النجاح في اللغات الأجنبية بالمدارس الرسمية للغات خطوة إيجابية لضمان التميز اللغوي، لكنها في الوقت نفسه قد تُشكل عبئًا على بعض الطلاب وأولياء الأمور.

وأوضحت أنه من المهم أن تراعي الوزارة توفير الدعم الأكاديمي الكافي للطلاب، خصوصًا في اللغة الأجنبية الثانية، التي تمثل تحديًا لكثيرين، كما أن ربط الاستمرار في هذه المدارس بالنجاح في المستوى الرفيع، يتطلب خططًا موازية لتأهيل المعلمين وتوفير مناهج داعمة تساعد الطلاب على اجتياز الامتحانات بنجاح.

وأضافت: “أما بالنسبة للمصروفات الدراسية وآليات الدفع، فإن الاتجاه نحو الدفع الإلكتروني خطوة عصرية، لكنها تحتاج إلى توعية للأسر بكيفية استخدام هذه الوسائل بشكل آمن، خاصة في المناطق الريفية، وعلى الوزارة أن توازن بين تطوير الخدمة وضمان عدم إثقال كاهل الأسر.”

اقرأ أيضًا.. «التعليم» تبدأ تطبيق برامج الجدارات المهنية في المدارس الزراعية.. تجربة جديدة بنظام الخمس سنوات

دلالات التعديلات الجديدة 

هذه التغييرات في المدارس الرسمية للغات تعكس توجه الوزارة نحو:

  • رفع مستوى الكفاءة التعليمية: التركيز على اللغات الأجنبية يعزز من مهارات الطلاب، ويؤهلهم لسوق العمل المحلي والدولي.
  • تنظيم الموارد المالية: من خلال ضبط آليات تحصيل المصروفات إلكترونيًا، والتأكد من استخدامها في تطوير العملية التعليمية.
  • تحفيز المعلمين: تخصيص نسبة كبيرة من موارد خدمات اللغات كمكافآت يعكس إدراك الوزارة لدور المعلم المحوري في نجاح هذه المنظومة.

وتمثل تعديلات وزارة التربية والتعليم بشأن المدارس الرسمية للغات نقلة نوعية في محاولة ضبط الجودة وتطوير العملية التعليمية.

ولكن نجاح هذه التعديلات يتوقف على حسن تطبيقها، ومراعاة البعد الاجتماعي للأسر، مع توفير برامج دعم أكاديمي للطلاب الذين يواجهون صعوبات، حتى تتحقق العدالة التعليمية المنشودة.

تجدر الإشارة إلى أهمية تفاعل أولياء الأمور مع هذه التعديلات، حيث يمكن أن يسهموا في تحسين بيئة التعلم من خلال دعم أبنائهم في مواجهة التحديات.

كما أن متابعة وزارة التربية والتعليم لمدى تنفيذ هذه التعديلات سيكون له تأثير كبير على مستقبل التعليم في البلاد.

نرشح لك: هل ستكون الدروس الـ”أونلاين” نافذة جديدة للتعليم؟.. خبراء يكشفون