مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر تطلق مبادرة لدعم الطلاب غير القادرين

مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد، تتجه الأنظار إلى أزمة متكررة تواجه ملايين الأسر المصرية كل عام، وهي ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية، من كتب ودفاتر وأدوات وملابس وشنط.

خلقت الزيادة المستمرة في الأسعار حالة من القلق بين أولياء الأمور، خصوصًا مع الأعباء الاقتصادية الأخرى التي تثقل كاهل الأسرة المصرية، لتصبح عملية تجهيز الأبناء للمدارس عبئًا ماليًا متزايدًا.

أسعار المستلزمات الدراسية.

في هذا السياق، أشارت داليا الحزاوي، الخبيرة الأسرية ومؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، إلى أن الائتلاف أعاد تفعيل مبادرة “فرّح طلاب المدارس الحكومية”، وهي مبادرة كانت قد انطلقت منذ عدة سنوات لدعم الطلاب غير القادرين.

وجاء تفعيلها مجددًا استجابةً للظروف الحالية التي تشهد ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية بصورة غير مسبوقة

“فرّح طلاب المدارس الحكومية” لمواجهة ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية

أوضحت الحزاوي أن المبادرة تهدف إلى تخفيف العبء عن الأسر الفقيرة من خلال تشجيع المجتمع المدني بمختلف فئاته، من الأحزاب والكيانات الشبابية وحتى أولياء الأمور القادرين، على تقديم الدعم.

ويتمثل هذا الدعم في توفير شنط مدرسية تحتوي على المستلزمات الأساسية من كراسات وأقلام وأدوات، بما يضمن للطلاب بداية عام دراسي جديدة دون شعور بالعجز أو الإقصاء.

وأكدت أن المبادرة تراعي الحفاظ على كرامة الطلاب المستفيدين، حيث يتم توزيع الأدوات بشكل منظم وبالتعاون مع إدارات المدارس، التي تقوم بدورها بحصر الحالات المستحقة.

وتابعت: “التعليم هو مستقبل الوطن، ودعم الطلاب لاستكمال مسيرتهم الدراسية واجب وطني يساهم في بناء أجيال قادرة على النهوض بالبلاد”

داليا الحزاوي مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر.

أسباب ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية

ترجع الزيادة في أسعار المستلزمات إلى عدة عوامل، أبرزها ارتفاع تكلفة المواد الخام، وارتفاع أسعار الورق عالميًا، بجانب تأثير التضخم المحلي وزيادة تكاليف النقل.

هذه العوامل انعكست على السوق المصري بشكل مباشر، حيث قفزت أسعار الكشاكيل والكتب الخارجية بنسب تتراوح بين 20% و40% مقارنة بالعام الماضي.

كما شهدت أسعار الحقائب المدرسية والزي الرسمي ارتفاعًا ملحوظًا، وهو ما ضاعف الأعباء على أولياء الأمور الذين لديهم أكثر من طفل في المراحل التعليمية المختلفة.

أعباء إضافية على الأسرة المصرية

لا يقتصر الأمر على ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية فحسب، بل يتزامن مع زيادة في مصروفات المدارس الخاصة والدروس الخصوصية، ما يجعل بداية العام الدراسي الجديد موسمًا مرهقًا ماليًا للكثير من الأسر.

وتشير تقارير محلية إلى أن بعض الأسر باتت تلجأ إلى شراء المستلزمات بالتقسيط أو اختيار الأدوات الأرخص، حتى وإن كانت أقل جودة، لمجرد سد احتياجات أبنائهم الأساسية.

دور المجتمع المدني في مواجهة الأزمة

من هنا تأتي أهمية المبادرات المجتمعية، التي تساعد في خلق حالة من التضامن الاجتماعي، حيث يسهم القادرون في سد فجوة الاحتياجات للطلاب غير القادرين.

وترى داليا الحزاوي أن استمرار هذه المبادرات يعد ضرورة في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية، مؤكدة أن التعليم لا يجب أن يكون رهينة للقدرة المادية للأسرة.

وأضافت أن التعاون بين الدولة والمجتمع المدني يمكن أن يخلق حلولًا أكثر استدامة، مثل توفير منافذ بيع بأسعار مخفضة داخل المدارس أو من خلال الجمعيات الأهلية، مما يخفف الضغط على الأسر ويحفظ للطلاب حقهم في التعليم.

أسعار المستلزمات الدراسية.

اقرأ أيضًا.. انطلاقة جديدة لتعليم العربية.. الحكومة تطلق المرحلة الثانية من برنامج تنمية المهارات لطلاب الابتدائي

شهادات من أولياء الأمور

ارتفعت شكاوي وآراء بعض أولياء الأمور حول أزمة ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية.

حيث تقول “نورة.م”، وهي أم لثلاثة طلاب من المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية في محافظة الشرقية في تصريح خاص لموقع بلد نيوز: “أسعار الكشاكيل والحقائب تضاعفت تقريبًا عن السنة اللي فاتت، كنا بنجهز العيال بـ2000 جنيه السنة اللى فاتت وقلنا خلاص مش هيرفعوا الأسعار تاني، السنة دي مش أقل من 3500 جنيه”

بينما أوضح “محمد. أ” ولي أمر طالب في الصف الثالث الإعدادي أن الأزمة دفعتهم إلى إعادة استخدام بعض الأدوات القديمة من العام السابق، في محاولة لتقليل التكلفة.

وقال في تصريح خاص لموقع بلد نيوز: “ابني هيستخدم نفس الشنطة اللي كانت معاه السنة اللي فاتت، مفيش بديل غير كده، احنا حالتنا أقل من متوسط معني كده أن الناس اللى أقل مننا في الحالة المادية ممكن متوفرش ليهم مستلزمات للسنة دى”

مستقبل التعليم في ظل الأعباء الاقتصادية

على الرغم من التحديات، تبقى المبادرات المجتمعية بارقة أمل للطلاب وأسرهم، فهي لا تقتصر على توفير أدوات مدرسية فقط، بل تحمل رسالة دعم معنوي مفادها أن المجتمع يقف بجانب أبنائه.

واختتمت داليا الحزاوي تصريحاتها قائلة: “إذا أردنا أن نبني مستقبلًا قويًا، فعلينا أن نضع التعليم في أولوياتنا، وأن نساند كل طالب في رحلته الدراسية. فالاستثمار في التعليم هو الاستثمار الحقيقي في نهضة مصر”

تعتبر هذه المبادرات خطوة مهمة نحو تحسين ظروف التعليم، حيث يمكن أن تسهم في تقليل الفجوة بين الطلاب من مختلف الطبقات الاجتماعية.

من المهم أن يستمر الحوار حول كيفية تحسين جودة التعليم وتوفير المستلزمات اللازمة، لضمان أن يكون لكل طالب فرصة متساوية في النجاح.