تدريس البرمجة والذكاء الاصطناعي: مابين مخاوف أولياء الأمور ومستقبل التكنولوجيا في مصر

جاءت خطوة وزارة التربية والتعليم في مصر بإدراج تدريس مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي لطلاب الصف الأول الثانوي، لتشكل نقلة نوعية في المنظومة التعليمية، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الطلاب لمواكبة العصر الرقمي ومتطلباته.

تدريس مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي.

تدريس مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي

أشادت داليا الحزاوي، الخبيرة الأسرية ومؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، في تصريح خاص لموقع بلد نيوز بقرار تدريس مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي، معتبرة أن هذه المبادرة تعكس رؤية مستقبلية تهدف إلى إعداد جيل قادر على التعامل مع أدوات العصر

وأكدت أن سوق العمل لم يعد كما كان في السابق، بل أصبح يتطلب مهارات تقنية متقدمة، وعلى رأسها القدرة على فهم لغات البرمجة والتفاعل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وأضافت الحزاوي أن تدريس هذه المادة من خلال المنصة التعليمية اليابانية “كيرو” يمثل تجربة رائدة، لكنها شددت على أهمية توافر كوادر تعليمية مؤهلة لتدريسها.

قائلة: “الأمر يتطلب معلمين متخصصين ومتابعة من أولياء الأمور والمدارس معًا، لأن هذه المادة ليست مجرد مادة تقليدية، بل علم متطور يحتاج إلى تأهيل حقيقي”

تدريس مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي.

أهمية المادة رغم عدم إضافتها للمجموع 

على الرغم من أن مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي غير مضافة للمجموع في الصف الأول الثانوي، إلا أن الحزاوي اعتبرت أنها توازي في أهميتها المواد الأساسية، بل قد تفوقها من حيث تأثيرها على مستقبل الطلاب.

وقالت: “اليوم جميع المجالات باتت تعتمد على التكنولوجيا، والأمية الحقيقية في المستقبل لن تكون أمية القراءة والكتابة فقط، بل أمية عدم إتقان أدوات الذكاء الاصطناعي والبرمجة”

مخاوف أولياء الأمور 

من جانب آخر، أبدى أولياء الأمور ضمن ائتلاف “أولياء أمور مصر” دعمهم للقرار، لكنهم في الوقت ذاته عبروا عن مخاوفهم من التطبيق العملي.

حيث قالت إحدى الأمهات: “دي مادة المستقبل فعلاً، لكن المشكلة مين اللي هيدرسها؟ كثير من المدرسين ما يعرفوش عنها حاجة، ولازم يكون في تدريب جاد قبل ما تبدأ”

فيما أضاف آخر: “لما نزل التابلت، قالوا هايعملوا تدريب للمدرسين، لكن ده ما حصلش بالشكل المطلوب، والطلاب كانوا أسبق في التعامل مع التكنولوجيا من المعلمين”

وأكدت تعليقات أخرى أن تدريس البرمجة والذكاء الاصطناعي دون إعداد كافٍ للمدرسين قد يؤدي إلى مشكلات مشابهة لما حدث مع إدخال الأجهزة اللوحية، مما يفرض ضرورة تقديم دورات تدريبية متخصصة للمعلمين حتى يتمكنوا من إيصال المعلومة للطلاب بشكل فعال.

إقرأ أيضًا.. انطلاقة جديدة لتعليم العربية.. الحكومة تطلق المرحلة الثانية من برنامج تنمية المهارات لطلاب الابتدائي

تدريس مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي.

بين الطموح والتحديات 

يواجه تدريس مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي تحديات حقيقية على أرض الواقع، ومن أبرز هذه التحديات يتمثل في:

  • غياب الكوادر المؤهلة: العديد من معلمي الحاسوب يفتقرون إلى الخبرة الكافية في مجالات الذكاء الاصطناعي الحديثة
  • ضعف البنية التكنولوجية: بعض المدارس تعاني من نقص في الأجهزة والبنية التحتية اللازمة
  • التدريب المستمر: الحاجة إلى خطط تدريبية واضحة للمعلمين لضمان استدامة تدريس هذه المادة بشكل فعال

نرشح لك: لـ دعم المنح الجامعية للطلاب المتفوقين والمتضررين من توقف المعونة الأمريكية.. توقيع بروتوكولي تعاون بين البنك المركزي والتعليم العالي

تدريس البرمجة والذكاء الاصطناعي يمثل خطوة هامة نحو مستقبل تعليمي أفضل، ويحتاج إلى دعم مستمر من جميع الأطراف المعنية.

من المهم أن يدرك الجميع أن الاستثمار في تعليم البرمجة هو استثمار في المستقبل، حيث ستصبح هذه المهارات جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية والتوظيف.