كتب السيد الأعرج:
شهدت مباراة ريال مدريد ومايوركا بالدوري الإسباني حالة من الجدل غير المسبوق بعد تسريب محادثات بين حكم الساحة خوسيه ماريا سانشيز مارتينيز وحكم الفيديو المساعد (VAR)، ما كشف تفاصيل إلغاء هدف أردا غولر المثيرة للجدل.
المحادثات المسربة أظهرت أن حكم الفيديو أبلغ الحكم الرئيسي بوجود لمسة يد من اللاعب قبل تسجيل الهدف، مؤكداً أن اللمسة كانت “عرضية وفورية”، وهو ما يستدعي إلغاء الهدف وفق قواعد الاتحاد الإسباني لكرة القدم. ورد الحكم قائلاً: “أريد أن أرى اليد في اللقطات القصيرة، ودعها لي متوقفة تمامًا، أريد تقييم الفورية بدقة”، قبل أن يقرر بعد مراجعة دقيقة إلغاء الهدف
تفاصيل “الفورية” ولمسة اليد
يشير مصطلح “الفورية” في المحادثات إلى أن لمسة اليد حدثت مباشرة قبل تسجيل الهدف، الأمر الذي يجعله تحت دائرة التحليل الحاد لقوانين اللعبة. وعادةً، تُعتبر اللمسة غير مؤثرة إذا لم تمنح اللاعب استفادة مباشرة، لكن في هذه الحالة اعتبرت الفورية سببًا كافيًا لإلغاء الهدف.
المراجعة الدقيقة للقطات المتوقفة أظهرت لمسة اليد بشكل واضح على كرة انتقلت إلى خصم اللاعب قبل أن تعود إليه، مما أثار جدلاً واسعًا حول تفسير الحكم لتلك اللقطة، وما إذا كانت قواعد اللعبة قد طُبقت بدقة.
ردود الأفعال الغاضبة
تفاعل اللاعبون والإعلام بشكل كبير مع التسريب، حيث صرح سيرجي داردير لاعب مايوركا: “بالنسبة لي، لم تكن لمسة يد أبدًا”، معبراً عن استغرابه من القرار. من جانبه، وصف بوتراغينيو، مدير العلاقات المؤسسية في ريال مدريد، القرار بـ”الغريب ويترك الكثير من التساؤلات”، مؤكداً أن التسريب كشف تفاصيل لم تكن معروفة للجمهور قبل الآن
كما أثار القرار موجة نقاش على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من المتابعين عن رفضهم لإلغاء الهدف، مؤكدين أن اللقطات تظهر عدم استفادة اللاعب المباشرة من لمسة اليد، وأن القرار قد يكون متسرعًا أو مبنيًا على تفسير شخصي للحكم.
النتيجة النهائية والأثر على الدوري
على الرغم من الجدل، حقق ريال مدريد الفوز بنتيجة 2-1 على مايوركا، محافظًا على صدارته للدوري الإسباني، إلا أن قضية الهدف الملغى تظل عالقة في أذهان الجماهير ومحل نقاش خبراء التحكيم. التسريب سلط الضوء على كيفية اتخاذ القرارات المصيرية داخل الملعب، وفتح باب التساؤلات حول الشفافية ودقة استخدام تقنية VAR في المباريات الكبرى.
الحدث أكد أن كرة القدم الحديثة لم تعد مجرد مباراة بين فريقين، بل أصبحت أحداثها وتحليلاتها محور متابعة دقيقة من الجمهور ووسائل الإعلام، حيث يمكن لمحادثة مسربة أن تثير ضجة أكبر من الهدف نفسه، وتغير صورة الحكم وقراراته أمام الملايين.
مع استمرار تداول هذه المحادثات، يترقب الجميع موقف الاتحاد الإسباني لكرة القدم وما إذا كان سيصدر أي بيان رسمي لتوضيح صحة القرار أو الدفاع عن تطبيق القوانين، وسط توقعات بمزيد من الجدل الإعلامي والتحليلي في الأيام المقبلة.
من المثير للاهتمام كيف يمكن لمحادثات كهذه أن تؤثر على سمعة الحكام وتخلق انطباعات لدى الجماهير حول نزاهة التحكيم في كرة القدم.
الأيام القادمة قد تكشف عن المزيد من التفاصيل حول كيفية إدارة مثل هذه الأزمات في عالم كرة القدم، وما إذا كانت هناك تغييرات محتملة في القوانين أو الإجراءات المتبعة.