خبير طاقة لـ«بلد نيوز»: اتفاقيات الغاز الجديدة دفعة قوية للاستثمار وتأمين لمستقبل الطاقة
تقرير: سمر أبو الدهب
أبرمت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية “إيجاس” أربع اتفاقيات مهمة مع شركات عالمية كبرى، تهدف إلى تأمين مستقبل الطاقة واستكشاف الغاز والنفط في مناطق استراتيجية بالبحر المتوسط ودلتا النيل، بإجمالي استثمارات يتجاوز 340 مليون دولار، وحفر 10 آبار استكشافية.
وتُشكل هذه الخطوة دفعة قوية لقطاع الطاقة المصري، وتعكس جهود وزارة البترول والثروة المعدنية في جذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز أمن الطاقة في البلاد.
تنوع الشراكات وتركيز الاستثمارات
وفي هذا الصدد، قال عبد الله السيد، خبير الطاقة، في تصريح خاص لـ«بلد نيوز»، إن الاتفاقيات الأربع تُظهر أن مصر نجحت في جذب استثمارات من شركات عالمية عملاقة وذات خبرة كبيرة في مجال الاستكشاف، مثل شل، وإيني، بالإضافة إلى شركاء جدد مثل زاروبيغ نفط وأركيوس إنرجي.
وأكد السيد، أن هذا التنوع في الشركاء يُعد نقطة قوة، حيث يضمن تدفق الخبرات والتكنولوجيا من مصادر مختلفة، وتتوزع الاتفاقيات على مناطق حيوية وواعدة، وهي البحر المتوسط ودلتا النيل، وأن هذه الاستراتيجية المزدوجة تهدف إلى تعظيم فرص الاكتشافات الجديدة وتوسيع خريطة الإنتاج، مع التركيز على البحر المتوسط كمنطقة غنية بالغاز الطبيعي، بالإضافة إلى الاستفادة من الإمكانات الواعدة في المناطق البرية بدلتا النيل.
نرشح لك: البترول: توقيع 4 اتفاقيات بـ 340 مليون دولار لزيادة استثمارات البحث عن الغاز في مصر
آثار اقتصادية واسعة وفرص جديدة
وأشار خبير الطاقة، إلى أن أهمية هذه الاتفاقيات لا تقتصر على الجانب التقني فحسب، بل تمتد آثارها لتشمل الاقتصاد المصري بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن إجمالي الاستثمارات الذي يزيد على 340 مليون دولار يُمثل تدفقات نقدية أجنبية مباشرة تسهم في دعم الاقتصاد.
وتوقع السيد، أن تخلق هذه المشاريع فرص عمل جديدة، سواء بشكل مباشر في مواقع الحفر أو بشكل غير مباشر في الخدمات اللوجستية والمساندة، متوقعًا أنه في حال تحقيق اكتشافات جديدة، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة إنتاج الغاز، مما يقلل من فاتورة استيراد الوقود ويوفر العملة الصعبة، وربما يسمح بتصدير كميات إضافية تُدر دخلاً بالعملة الأجنبية وتُحسن الميزان التجاري.
تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة
ولفت إلى أن هذه الاتفاقيات تُعد خطوة أساسية في استراتيجية مصر الطموحة لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، إذ أنه بدلًا من الاعتماد على الإنتاج الحالي فقط، تسعى مصر لتأمين مستقبلها الطاقي عبر تكثيف أنشطة الاستكشاف، مما يؤدي إلى زيادة الاحتياطي المؤكد من الغاز، ويعزز موقف مصر كمصدر موثوق للطاقة في المنطقة.
اقرأ أيضًا: وزير البترول: توسعات استثمارية في حقل ظهر
وتابع أن هذا الاستثمار يصب مباشرة في هدف تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتداول وتصدير الغاز، خاصة مع وجود بنية تحتية متطورة لتسييل الغاز الطبيعي وتصديره، وأن هذه الجهود المتواصلة تعكس التزامًا حقيقيًا بتعظيم موارد البلاد الطبيعية، وفتح آفاق جديدة للتعاون الدولي في قطاع الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تعزز هذه الاتفاقيات التعاون بين الشركات المحلية والدولية، مما يسهم في نقل المعرفة والابتكار في مجال الطاقة. كما أن استكشاف الغاز والنفط في مناطق جديدة قد يفتح آفاقاً جديدة للاستثمار في مشروعات أخرى ذات صلة.
وفي ختام الأمر، تُعتبر هذه الاتفاقيات خطوة مهمة نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية لمصر في مجال الطاقة، مما يعكس رؤية واضحة نحو مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً.