استغاثة الفنانة ميسرة من قلة الأعمال الفنية تكشف أزمة صامتة في الوسط الفني

استغاثة الفنانة ميسرة من قلة الأعمال الفنية لم تمر مرور الكرام، بعد ما عبرت، في تصريحات صحفية، عن ضيق حالها بسبب ندرة العروض التي تتلقاها في السنوات الأخيرة، مؤكدة أنها لم تعد تجد مصدر رزق ثابت بعد أن أنفقت جزءًا كبيرًا من ميراث والدها الراحل، وأن الأموال أوشكت على النفاد.

ميسرة قالت بوضوح إنها ربما تضطر إلى النزول والبحث عن المنتجين والمخرجين بشكل مباشر كي تطلب منهم العمل، لأن التمثيل هو المهنة الوحيدة التي تجيدها، وهي رسالة صريحة تكشف حجم الأزمة التي يعيشها عدد من الفنانين في مصر خلال الفترة الماضية.

استغاثة الفنانة ميسرة من قلة الأعمال الفنية ومأزق الوسط الفني

أعادت استغاثة الفنانة ميسرة من قلة الأعمال الفنية فتح ملف حساس داخل الوسط الفني، وهو تراجع الفرص المتاحة لعدد من الفنانين ممن كانوا في وقت سابق جزءًا أساسيًا من الشاشة المصرية، ثم وجدوا أنفسهم فجأة خارج المنافسة أو بعيدين عن الكاميرا.

آخر عمل شاركت فيه ميسرة كان مسلسل “سره الباتع” الذي عُرض في موسم رمضان 2023، من إخراج خالد يوسف وبطولة حسين فهمي وحنان مطاوع وأحمد صلاح السعدني وأحمد عبد العزيز، لكن منذ ذلك الوقت لم تحصل على أي فرص جديدة.

تصريحات ميسرة عكست حالة من القلق المتزايد بين فنانين وفنانات آخرين، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الشهور الماضية باستغاثات مشابهة، تؤكد أن المشكلة لم تعد فردية بل أزمة متكررة تواجه قطاعًا واسعًا من الممثلين.

الفنانة ميسرة.

من قلة الأعمال إلى البحث عن بدائل.. الفنانون بين الإعلام و«تيك توك»

مع تراجع الأعمال الدرامية والسينمائية التي تستوعب كل الفنانين، لجأ عدد منهم إلى البحث عن بدائل للبقاء في دائرة الضوء أو لتأمين مصدر دخل، البعض اتجه إلى تقديم البرامج التليفزيونية مثل مها أحمد، نشوى مصطفى، لقاء سويدان، إدوارد، ومروة عبد المنعم، بينما قرر آخرون طرق أبواب منصات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها «تيك توك»، التي أصبحت وسيلة جديدة لتحقيق دخل عبر البث المباشر والتفاعل مع الجمهور.

هذا التحول من الشاشة الكبيرة إلى الإعلام أو المنصات الرقمية يعكس واقعًا مختلفًا للفنانين الذين اعتادوا أن يعيشوا على وهج الشهرة ومردود الأعمال الفنية، لكن مع تراجع الإنتاج باتت الخيارات محدودة.

مروة عبد المنعم وإدوارد.. من الدراما إلى البرامج

الفنانة مروة عبد المنعم واحدة من أبرز الأمثلة على هذا الاتجاه، إذ ظهرت عبر قناة الشمس في برنامج «تفاحة مصرية»، بجانب نشاطها المستمر على «تيك توك» الذي وفر لها تواصلًا مباشرًا مع جمهورها.

لكنها واجهت هجومًا من بعض خريجي كليات الإعلام الذين اعتبروا أن دخول الفنانين لهذا المجال يقلل من فرصهم، فيما ردت مروة بأنها لم تأخذ مكان أحد وأن الكاميرا جزء من حياتها.

مروة عبد المنعم.

الفنان إدوارد أيضًا كان له مسار مشابه، فبعد أن قل ظهوره الفني قرر التوجه إلى الإعلام، حيث يقدم برنامج «القاهرة اليوم» عبر قناة ألفا، ويستضيف خلاله شخصيات من مختلف المجالات، محاولًا أن يبقى حاضرًا لدى الجمهور لكن بشكل مختلف.

إدوارد.

لقاء سويدان ومها أحمد.. تجارب أمام الكاميرا ولكن في الإعلام

لقاء سويدان ظهرت مؤخرًا عبر برنامج «لقاء على الهوا» على قناة الشمس، لكنها لم تسلم من الجدل بعد ما استضافت أحد مشاهير «تيك توك» ودخلت في مشادة معه على الهواء، وهو ما أثار تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل.

الفنانة لقاء سويدان.

أما مها أحمد فقدمت برنامج «سمن على عسل» الذي اعتمد على الطابع الكوميدي وخفة ظلها التي عرفها الجمهور من أعمالها الفنية السابقة.

هذه التجارب تكشف أن الإعلام أصبح خيارًا حقيقيًا لبعض الفنانين الذين وجدوا في قلة الأعمال الفنية دافعًا لتغيير مسارهم المهني، حتى لو كان ذلك بشكل مؤقت.

نشوى مصطفى وبرنامج «بنت البلد»

الفنانة نشوى مصطفى أيضًا انضمت إلى قائمة الفنانين الذين اقتحموا مجال تقديم البرامج، حيث قدمت برنامج «بنت البلد» على قناة صدى البلد، والذي استضافت فيه عددًا من الشخصيات العامة، وعلى الرغم من استمرارها في الظهور الفني، إلا أنها لم تجد بدًا من خوض هذه التجربة كوسيلة إضافية للوجود على الساحة.

 

نشوى مصطفى.

«تيك توك».. وسيلة جديدة لكسب الرزق

على الجانب الآخر، فضل فنانون آخرون الاتجاه مباشرة إلى منصة «تيك توك»، حيث وجدوا فيها وسيلة سهلة وسريعة للتواصل مع الجمهور، وفي الوقت نفسه لتأمين دخل مادي عبر خاصية البث المباشر، أسماء مثل وفاء عامر، آيتن عامر، مها أحمد، فادي خفاجة، راندا البحيري، مروة عبد المنعم، وكريم الحسيني، أصبحت نشطة على المنصة، إما عبر التحديات أو اللايفات اليومية.

هذا الاتجاه لم يخلُ من الانتقادات أيضًا، حيث يرى البعض أن ظهور فنانين كانوا نجوماً في أعمال كبيرة وهم يبحثون عن دخل عبر «تيك توك» يعكس تراجعًا واضحًا في الصناعة، لكنه في النهاية يعبر عن أزمة حقيقية يعيشها الوسط الفني.

نرشح لك: بعد شكوة مريم سعيد صالح.. فنانون عانوا من قلة الأعمال
آخرهم أحمد عزمي.. نجوم اتجهوا للسوشيال ميديا بسبب ندرة الأعمال الفنية
جنات وعمرو دياب.. مفاجآت أغنية قديمة واتهامات سرقة ألحان تُشعل الوسط الفني

من الواضح أن التحديات التي تواجه الفنانين تتطلب منهم التفكير بطرق مبتكرة للبقاء في الساحة الفنية.

التكيف مع الظروف المتغيرة قد يكون السبيل الوحيد للمحافظة على النجاح والشهرة في عالم الفن.