ردود الأفعال بعد هزيمة الأهلي من بيراميدز.. أزمة داخل القلعة الحمراء بين الإعلام والإدارة

تلقى النادي الأهلي هزيمة مؤلمة أمام بيراميدز في بطولة الدوري المصري الممتاز، لتفتح هذه الخسارة أبوابًا عديدة من ردود الافعال والنقاشات الحادة والانتقادات الموجهة للإدارة والجهاز الفني بقيادة البرتغالي خوسية ريبيرو، فضلًا عن جدل واسع حول الدور السلبي للإعلام وتأثيره على الحالة الذهنية للاعبين.

هذه المباراة لم تكن مجرد فقدان ثلاث نقاط، بل تحولت إلى اختبار حقيقي لمنظومة الأهلي بأكملها، بدءًا من مجلس الإدارة مرورًا بالجهاز الفني وانتهاءً باللاعبين، وفي هذا التقرير نستعرض أبرز ردود الأفعال والتحليلات التي تلت السقوط أمام بيراميدز.

بيراميدز والأهلي.

ميدو: الإعلام أكبر أزمات الأهلي الداخلية

أول من علّق بشكل مباشر على أبعاد الخسارة كان الإعلامي والمدرب السابق أحمد حسام ميدو، حيث أشار إلى أن الأزمة الحقيقية للأهلي لا تتعلق فقط بالأداء أو بالخطة الفنية، بل بملف الإعلام داخل النادي.

وقال ميدو إن وجود أكثر من رأس إعلامية داخل المنظومة الحمراء، ومحاولة بعض القائمين على الملف الإعلامي مجاملة لاعبين على حساب آخرين، انعكس سلبًا على استقرار الفريق، مضيفًا أن هذا الانقسام الإعلامي يمثل أحد أكبر التحديات الذهنية أمام اللاعبين، حيث يضعهم تحت ضغط مستمر ويشتت تركيزهم في أوقات يحتاجون فيها للهدوء.

وأكد ميدو، أن من يخسر دعم الإعلام في الأهلي سيتحول إلى عدو شرس في أقل من 24 ساعة، حتى وإن كانت له مصالح قائمة مع النادي، وهو ما يعكس خطورة هذا الملف الذي يجب على الإدارة حسمه سريعًا.

أحمد حسام ميدو.

خالد الغندور: من يتحمل المسؤولية؟

الإعلامي خالد الغندور دخل على خط الأزمة بطرح تساؤل مباشر حول المسؤول الحقيقي عن تراجع الأداء وخسارة الأهلي. حيث تساءل:

هل المخطئ هي الإدارة التي اختارت المدرب ريبيرو وتسعى لإقالته بعد ثلاثة أشهر فقط من تعيينه؟

أم أن المسؤولية تقع على عاتق المدير الفني نفسه بسبب رؤيته المحدودة وعدم إحداث فارق تكتيكي؟

أم أن اللاعبين أصحاب أقوى قائمة في إفريقيا لم يظهروا بالشكل المنتظر؟

الغندور أكد أن الأزمة مركبة، وأن تحميل طرف واحد المسؤولية لن يكون عادلًا، لكن السؤال الأهم: “مين هيشيل الليلة؟”، في إشارة إلى أن هناك ضغوطًا لإيجاد كبش فداء سريع، سواء كان المدير الفني أو بعض اللاعبين أو حتى الإدارة نفسها

خالد الغندور.

اجتماع عاجل في الأهلي بعد الخسارة

التقارير الصحفية التي تداولها الإعلامي محمد طارق أضا كشفت عن عقد اجتماع عاجل داخل النادي الأهلي عقب الخسارة، لمناقشة مصير المدير الفني ريبيرو. هذه الأخبار عكست حجم الضغوط التي يتعرض لها مجلس الإدارة، حيث تتجه بعض الأصوات إلى ضرورة رحيل المدرب مبكرًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بينما يرى آخرون أن الاستقرار أهم وأن الحكم عليه يجب أن يكون بعد مرور فترة أطول.

الاجتماع المنتظر يضع إدارة الأهلي أمام تحدٍ صعب: إما منح الثقة للمدرب والتمسك به على أمل عودة النتائج، أو الدخول في دوامة البحث عن بديل وسط الموسم، وهو سيناريو قد يربك حسابات الفريق محليًا وإفريقيًا

أحمد شوبير.. هجوم ناري على الأداء

الإعلامي الكبير أحمد شوبير لم يتردد في توجيه انتقادات لاذعة عقب المباراة، حيث قال إن الأهلي لم يكن يستحق حتى النقطة الواحدة، معلقًا: “لا يستحق النقطة ده جاب نقطة لجماهيره”

كلمات شوبير جاءت بمثابة صدمة للجماهير، خاصة أن صوته يعد مؤثرًا ومسموعًا داخل البيت الأحمر. انتقاده اللاذع أكد أن ما حدث أمام بيراميدز لم يكن مجرد هزيمة عادية، بل سقوط تكتيكي وفني يحتاج إلى وقفة عاجلة.

الإعلامي أحمد شوبير.

صبحي عبد السلام: إسقاط ساخر على حالة اللاعبين

من جانبه، أطلق الصحفي صبحي عبد السلام تعليقًا ساخرًا، للاعب النادي الأهلي أحمد سيد زيزو الذي إنتقل إلى الأهلي من الزمالك، قائلًا: “جماهير الزمالك رفعت زيزو لسابع سما، وهي برضو اللي جابته الأرض”

هذا التعليق حمل بين سطوره إشارة إلى أن الجماهير قد تكون عامل ضغط هائل، فكما ترفع اللاعبين إلى القمة يمكنها أن تضعهم تحت مقصلة الانتقادات بسرعة كبيرة، وهو ما يهدد استقرار الأهلي في الفترة المقبلة.

صبحي عبد السلام.

ماذا تعني الخسارة للأهلي؟

خسارة الأهلي من بيراميدز لم تكن مجرد تعثر في سباق الدوري، بل عكست وجود أزمة حقيقية في عدة مستويات:

إعلاميًا: انقسام واضح بين القائمين على الملف الإعلامي داخل النادي

إداريًا: ضغوط على مجلس الإدارة لاتخاذ قرارات سريعة قد تكون غير مدروسة

فنيًا: علامات استفهام على أسلوب لعب ريبيرو وقدرته على إدارة المباريات الكبيرة

ذهنيًا: فقدان التركيز من اللاعبين تحت ضغط الإعلام والجماهير

الهزيمة أمام بيراميدز فجّرت أزمات الأهلي الداخلية وكشفت عن هشاشة في العلاقة بين الإعلام والإدارة والجهاز الفني.

تصريحات ميدو والغندور وشوبير وعبد السلام عكست زوايا مختلفة للأزمة، بينما تقارير محمد طارق أضا عن الاجتماع العاجل وضعت الجماهير أمام مشهد ملتهب قد يحسم مستقبل المدرب في أي لحظة.

الأهلي الآن أمام مفترق طرق: إما أن يستعيد توازنه سريعًا ويغلق ملفات الجدل الداخلي، أو أن يستمر النزيف ليجد نفسه بعيدًا عن المنافسة في موسم استثنائي ينتظر أن يكون من أصعب مواسمه محليًا وإفريقيًا

مع مرور الوقت، يجب أن يتعامل الأهلي مع هذه الأزمات بطريقة احترافية، حيث أن الاستجابة السريعة قد تكون حاسمة في تحديد مستقبل الفريق.

التركيز على تطوير الأداء والاهتمام باللاعبين سيكون له تأثير كبير على النتائج القادمة، مما يساعد على استعادة الثقة بين الجماهير والإدارة.