كتبت: سمر أبو الدهب
الركود الاقتصادي هو فترة من الانخفاض الكبير والمستمر في النشاط الاقتصادي لبلد ما، وغالبًا ما يتم تعريفه بشكل تقني على أنه انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي (GDP) لربعين متتاليين (6 أشهر)، لكنه في الواقع يشمل علامات أخرى مثل ارتفاع معدلات البطالة وتراجع الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار من قبل الشركات، ببساطة الركود الاقتصادي هو فترة يتباطأ فيها الاقتصاد بشكل كبير.
أسباب الركود
تتعدد العوامل التي قد تؤدي إلى حدوث الركود. يمكن أن يكون السبب صدمة خارجية مفاجئة، مثل أزمة مالية عالمية أو كارثة طبيعية تعطل سلاسل الإمداد، كما يمكن أن يكون ناتجًا عن سياسات اقتصادية، مثل رفع البنوك المركزية لأسعار الفائدة بشكل كبير لمكافحة التضخم، مما يجعل الاقتراض أكثر تكلفة ويقلل من الإنفاق والاستثمار.
نرشح لك: خبير مصرفي لـ«بلد نيوز»: خفض أسعار الفائدة يُمهد الطريق لانخفاض تدريجي في معدلات التضخم
أحيانًا يكون السبب نفسيًا، حيث يؤدي انخفاض ثقة المستهلكين والشركات في الاقتصاد إلى تقليل إنفاقهم، مما يغذي حلقة مفرغة من التباطؤ.
آثار الركود
للركود آثار سلبية كبيرة وملموسة على المجتمع والاقتصاد، وتعد أبرز هذه الآثار هي زيادة البطالة، حيث تضطر الشركات إلى تسريح العمال لخفض التكاليف في ظل انخفاض المبيعات.
بالإضافة إلى ذلك، يتراجع إنفاق المستهلكين وتقل أرباح الشركات، مما يؤثر سلبًا على الاستثمار والقدرة على النمو، وقد يجد الأفراد والشركات أيضًا صعوبة في سداد ديونهم، مما يزيد من حالات الإفلاس ويهدد الاستقرار المالي.
كيفية التعامل مع الركود
للحد من آثار الركود، تستخدم الحكومات والبنوك المركزية أدوات مختلفة، فعلى صعيد السياسة المالية، يمكن للحكومة زيادة الإنفاق على المشروعات العامة أو خفض الضرائب لتحفيز الاقتصاد.
اقرأ أيضًا: خبير اقتصادي لـ«بلد نيوز»: استثمارات CNCEC الصينية تدعم قطاع البتروكيماويات الحيوي في مصر وتتحدى التقلبات العالمية
أما على صعيد السياسة النقدية، فيقوم البنك المركزي بتخفيض أسعار الفائدة لتشجيع الأفراد والشركات على الاقتراض والاستثمار. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تقديم حزم دعم مالي مباشرة للمتضررين من الركود لمساعدتهم على تجاوز الأزمة.
من المهم أيضًا تعزيز ثقافة الادخار والاستثمار بين الأفراد لمواجهة الأزمات الاقتصادية. يمكن أن يساعد التعليم المالي في تمكين الأفراد من اتخاذ قرارات مالية أفضل في أوقات الركود.
علاوة على ذلك، قد يكون من المفيد تطوير استراتيجيات تنويع الاقتصاد لتقليل الاعتماد على قطاعات معينة، مما يعزز القدرة على التكيف مع التغيرات الاقتصادية.