دخلت قطر في محادثات متقدمة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من أجل استضافة بطولة كأس العالم للأندية 2029، بحسب ما كشفته صحيفة “الغارديان” البريطانية، في خطوة جديدة تواصل بها الدوحة ترسيخ مكانتها كمركز عالمي لتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.
ووفقًا للتقارير، من المتوقع أن تُقام البطولة في ديسمبر 2029 في حال فازت قطر بحق الاستضافة، على غرار نسخة كأس العالم 2022، لتفادي درجات الحرارة المرتفعة في الصيف.
الاستدامة والملاعب الجاهزة
الملف القطري يُسلط الضوء على إمكانية تنظيم بطولة “صديقة للبيئة”، خالية من الانبعاثات الكربونية، بالاعتماد على البنية التحتية المتطورة التي تم تجهيزها سابقًا للمونديال، حيث تمتلك قطر 9 ملاعب عالمية تُستخدم حاليًا في الدوري المحلي.
بعكس نسخة 2025 المقامة حاليًا في الولايات المتحدة والتي تعتمد على 11 مدينة مستضيفة، تؤكد قطر أن تنظيم البطولة في نطاق جغرافي محدود سيكون أكثر كفاءة من الناحية اللوجيستية والبيئية، ويقلل من البصمة الكربونية.
تحديات أمام التنفيذ
أبرز العقبات التي تواجه الملف القطري تتمثل في رفض بعض روابط الدوريات الأوروبية تعطيل المنافسات الشتوية، ما يجعل موافقة هذه الدوريات على جدولة البطولة عاملًا حاسمًا في قرار فيفا.
المكاسب المالية المرتقبة
تشير التقارير إلى أن بطولة 2025 في أمريكا تشهد جوائز مالية ضخمة، وصلت إلى 1 مليار دولار، من بينها 51.7 مليون دولار يحصل عليها كل نادٍ يتأهل لدور الـ16، وقد تصل إلى 74.1 مليون دولار في حالة الفوز باللقب، وهو ما يجعل البطولة محل اهتمام متزايد من الأندية الكبرى.
منافسة على الاستضافة
قطر ليست الدولة الوحيدة المهتمة باستضافة نسخة 2029، إذ أعلنت إسبانيا والمغرب نيتهما الترشح رغم استعدادهما المشترك لتنظيم كأس العالم 2030 مع البرتغال، فيما قدمت البرازيل ملفًا رسميًا إلى فيفا في لقاء جمع رئيس اتحادها الكروي برئيس فيفا جياني إنفانتينو في ميامي.
وضع فيفا الرسمي
حتى الآن، لم يُصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم إعلانًا رسميًا بخصوص اختيار الدولة المستضيفة للنسخة، ومن المتوقع أن يُفتح باب الترشح بعد نهاية بطولة 2025.
يُذكر أن البطولة الحالية في أمريكا تواجه تحديات تنظيمية، كان أبرزها تأجيل مباراة تشيلسي وبنفيكا لأكثر من ساعتين بسبب سوء الأحوال الجوية.
تسعى قطر إلى تعزيز استراتيجيتها في استضافة الفعاليات الكبرى من خلال تقديم رؤية شاملة تشمل الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للبطولة، مما يعكس التزامها بالاستدامة والتطوير الرياضي.
مع استمرار المحادثات، يأمل المسؤولون القطريون في أن تسهم هذه البطولة في تعزيز السياحة الرياضية وزيادة الوعي الثقافي بين الدول المشاركة.