تحل اليوم ذكرى ميلاد مدحت السباعي، أحد أبرز المخرجين في تاريخ الدراما والسينما المصرية، الذي ترك بصمة واضحة من خلال أعماله التي جمعت بين الواقعية والبساطة والجرأة في الطرح.
ورغم مشواره الفني الحافل، إلا أن حياته الشخصية أثارت الجدل بسبب زيجاته العديدة التي تحدثت عنها ابنته الفنانة ناهد السباعي في أكثر من لقاء إعلامي.
ذكرى ميلاد مدحت السباعي ومسيرته الفنية
وُلد المخرج مدحت السباعي في 25 أغسطس عام 1949 داخل أسرة لها ارتباط وثيق بالفن، والده هو اللواء عبد المنعم السباعي، الذي كتب عددًا من أشهر الأغنيات التي تغنت بها أصوات خالدة مثل أم كلثوم، شادية، ونجاة الصغيرة، ومن هذا الجو الفني المليء بالإبداع، انطلق مدحت السباعي إلى عالم الإخراج.
بدأ مشواره السينمائي عام 1981 بفيلم وقيدت ضد مجهول، الذي كشف عن موهبة شابة تمتلك رؤية مختلفة، وبعده بعام 1985 قدّم فيلم الجريح، ثم فيلم حارة الجوهري عام 1987، الذي تناول الواقع الشعبي المصري بجرأة وصدق، وفي التسعينيات قدّم واحدًا من أبرز أفلامه وهو امرأة آيلة للسقوط عام 1992، قبل أن يخرج فيلم ثلاثة على مائدة الدم عام 1994.
لم يقتصر إبداعه على السينما فقط، بل امتد إلى الدراما التلفزيونية، ففي عام 2013 كتب وأخرج مسلسل نظرية الجوافة، الذي جمعه بابنته ناهد السباعي في أول تعاون فني بينهما، هذا العمل مثل تواصلًا للأجيال داخل الأسرة الفنية، وبرز فيه أسلوبه الإخراجي الواقعي الذي طالما ميّز أعماله.
مدحت السباعي.
زيجات مدحت السباعي المثيرة للجدل
من أبرز ما يميز حياة مدحت السباعي الشخصية، هو زيجاته العديدة التي كانت محل حديث الجمهور ووسائل الإعلام، ففي لقاء سابق للفنانة ناهد السباعي ببرنامج أنا وأنا، كشفت أن والدها تزوج 18 مرة طوال حياته، وأكدت أن الرقم كان صادمًا بالنسبة لها، لكنها رغم ذلك وصفت والدها بأنه كان “الحبيب” في حياتها.
وأوضحت ناهد السباعي أنها رغم حبها الكبير لوالدها، فإنها لا تقبل أن ترتبط بشخص له تاريخ مشابه في الزيجات، مؤكدة أنها تبحث عن علاقة مستقرة طويلة الأمد تقوم على الحب المتبادل، تصريحاتها سلطت الضوء على جانب شخصي في حياة المخرج الراحل، وأظهرت صورة أخرى له بعيدًا عن الكاميرا وعدسات التصوير.
حياة مدحت السباعي العائلية
ارتبط مدحت السباعي بالمنتجة ناهد فريد شوقي، ابنة وحش الشاشة فريد شوقي والفنانة القديرة هدى سلطان، من هذه الزيجة أنجب ابنتين هما: الفنانة ناهد السباعي، ونجوى السباعي، وقد ورثت ناهد حب الفن من عائلتها الممتدة، لتصبح واحدة من أبرز نجمات جيلها الحالي
وجود مدحت السباعي في هذه العائلة الفنية الكبيرة زاد من ارتباط اسمه بالوسط الفني، فبين والده الشاعر عبد المنعم السباعي، وحماه الفنان الكبير فريد شوقي، وزوجته المنتجة، وابنته الفنانة، ظل مدحت محاطًا بجو إبداعي جعل من مسيرته علامة مميزة في تاريخ الفن المصري.
مدحت السباعي.
بصمته في السينما المصرية
على الرغم من أن أعماله لم تكن كثيرة مقارنة ببعض المخرجين الآخرين، إلا أنها تركت أثرًا قويًا، فقد تميز أسلوب مدحت السباعي بالتركيز على القضايا الإنسانية والاجتماعية، بعيدًا عن المبالغات أو الزخرفة، كان يحرص على تقديم شخصيات قريبة من الناس، وصراعات مستوحاة من الواقع، ما جعل الجمهور يتفاعل معها بسهولة.
فيلمه امرأة آيلة للسقوط يُعد من العلامات المهمة في مسيرته، حيث تناول قضية المرأة بشكل جريء في تلك الفترة، كما أن فيلم حارة الجوهري قدم صورة صادقة للحياة الشعبية، وهو ما جعل أعماله أقرب إلى قلوب المشاهدين.
رحيل مدحت السباعي
في مايو 2014، فقدت الساحة الفنية واحدًا من أبنائها، فقد أصيب مدحت السباعي بجلطة في المخ دخل على إثرها العناية المركزة بمستشفى الأنجلو لشهرين كاملين، قبل أن يرحل عن عالمنا يوم 21 مايو 2014 عن عمر ناهز 65 عامًا.
شُيعت جنازته من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، وسط حضور كبير لعدد من الفنانين وزملائه في الوسط الفني، الذين حرصوا على وداعه.
مدحت السباعي يعد رمزًا من رموز السينما المصرية، حيث ترك إرثًا فنيًا لا يُنسى، مما يجعل ذكرى ميلاده مناسبة لتأمل إنجازاته.
تظل أعماله حية في ذاكرة الجمهور، حيث تبرز دائمًا كعلامات في تاريخ السينما المصرية، وتستمر في التأثير على الأجيال الجديدة من المخرجين والفنانين.
نرشح لك: ذكرى وفاة أمينة رزق.. حكاية الفنانة التي رفضت الزواج وكرّست حياتها للفن