من شجون إلى إليسا وهند عاكف.. فنانات تصدرن عناوين القضايا بدلًا من الأغلفة

كتبت: حبيبة القاضي
في الوقت الذي يعتاد فيه الجمهور رؤية الفنانات يتصدرن أغلفة المجلات بابتسامات مشرقة وأخبار جديدة عن أعمالهن، خطفت مجموعة من النجمات مؤخرًا الأضواء من بوابة مختلفة تمامًا: قاعات المحاكم
من القاهرة إلى بيروت ودبي والكويت، تكررت مشاهد غير معتادة، ظهرت فيها أسماء شهيرات الفن في قوائم القضايا بدلًا من قوائم التكريم.
قضية صدام هيفاء وهبي مع نقابة الموسيقيين
تشهد الساحة الفنية المصرية واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل، بعد قرار نقابة المهن الموسيقية برئاسة مصطفى كامل بمنع الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي من الغناء في مصر، القرار الذي جاء بناءً على شكوى من مدير أعمالها السابق خالد التهامي، دفع هيفاء إلى التصعيد عبر القضاء المصري.
في مارس 2025، أصدرت النقابة قرارًا بمنعها من الحصول على تصاريح الغناء لحين مثولها للتحقيق، وهو ما لم يحدث. هيفاء ردت في مايو بدعوى قضائية طالبت فيها بإلغاء القرار، وعزل النقيب، وتشكيل لجنة إشراف جديدة.
وفي 22 يونيو 2025، نظرت المحكمة الجلسة النهائية، وقررت تأجيل النطق بالحكم لموعد لاحق، القضية لم تُحسم بعد، لكن نتائجها قد تُحدث تحولًا في علاقة الفنانين بالنقابات الفنية المصرية.
هيفاء وهبي.
شجون الهاجري تواجه القبائل الخليجية
الممثلة الكويتية شجون دخلت في نزاع قانوني غير تقليدي، بعد تقدم عدد من أبناء قبيلة بني هاجر بشكاوى تطالبها بالتخلي عن لقب “الهاجري”، بدعوى أنها لا تنتمي للقبيلة نسبًا.
ورغم أن شجون لم تواجه تهمًا جنائية، فإن القضية لاقت اهتمامًا واسعًا، لأنها تمس هويتها الشخصية، خاصة أنها نشأت في دور رعاية، وتم تعديل اسمها رسميًا في السجلات المدنية الكويتية ليُحذف منه لقب “الهاجري”، دون إصدار حكم قضائي ضدها.
الفنانه شجون الهاجري.
نزاع قانوني بين إليسا وزياد برجي
بدأت الأزمة حين طرح الفنان زياد برجي أغنية “بطير” في سبتمبر 2022، وهي النسخة المعدّلة من أغنية “أنا وبس” التي كانت قد غنتها إليسا، الأغنية أشعلت أزمة ملكية فنية، دفعت إليسا إلى اللجوء للقضاء اللبناني ثم الإماراتي، بتهمة التعدي على حقوق النشر.
في مارس 2023، صدر حكم قضائي لصالح إليسا بوقف الأغنية وتغريم برجي 5 آلاف دولار عن كل مخالفة، لكن الاستئناف في بيروت أعاد الأمور لصالح برجي، وسمح له بأدائها مجددًا، وهو ما دعمته لاحقًا محاكم دبي أيضًا.
ورغم خسارتها القانونية حتى منتصف 2025، تؤكد إليسا أنها لن تتنازل عن حقها، وتستعد لمواصلة النزاع بكل الوسائل المتاحة.
إليسا.
هند عاكف ضد ليلى الشبح
أمام الكاميرات في عزاء حلمي بكر، بدأت الأزمة حين اتهمت المنتجة ليلى الشبح الفنانة هند عاكف بسرقة مبلغ 2 مليون جنيه، كلمات مثل “كومبارس” و”حرامية” تحولت لاحقًا إلى بلاغات رسمية من هند للنيابة العامة بتهمة السب والقذف.
القضية نُظرت في المحكمة الاقتصادية، وطالبت فيها هند بتعويض 500 ألف جنيه، لكن المفاجأة أن المحكمة في 23 يونيو 2025 قررت عدم اختصاصها، وأعادت الملف للنيابة لإعادة التقييم، ما يعني استمرار القضية في مسار غير محسوم.
ورغم اختلاف تفاصيل القضايا، فإن المشهد العام يعكس ظاهرة جديدة على الساحة الفنية، وهي فنانات وجدن أنفسهن في نزاعات علنية، بعضها يخص العمل الفني، وبعضها يمسّ الهوية الشخصية، وبعضها يتعلق بكرامة وسمعة.
لكن اللافت أن كل القضايا لم تؤثر فعليًا على استمرار هؤلاء الفنانات في مشوارهن الفني، ما يكشف عن فارق كبير بين تأثير الإعلام والقانون في حياة النجمات.
في النهاية، يبقى التساؤل عن مدى تأثير هذه القضايا على مستقبل الفن في المنطقة، وهل ستتغير العلاقات بين الفنانين والجهات الرسمية نتيجة لهذه النزاعات.
تظل هذه الأحداث بمثابة درس لكل فنانة، حيث يجب أن تكون على دراية بالمسؤوليات القانونية التي تأتي مع الشهرة، فالفن ليس مجرد إبداع، بل هو أيضًا عالم مليء بالتحديات القانونية والاجتماعية.