لا يزال الغموض يسيطر على كواليس انفصال نادي مارسيليا الفرنسي عن لاعب الوسط أدريان رابيو، حيث تباينت الروايات بشأن أسباب القرار المفاجئ. فبينما أكد النادي في بيان رسمي أن القرار جاء لأسباب انضباطية بحتة، حمل محامي اللاعب إدارة النادي مسؤولية ما حدث، معتبرًا أن الأمر لا يعدو كونه خلافًا داخليًا كان من الممكن حله دون تصعيد.
أدريان رابيو.
تفاصيل الأزمة
القصة بدأت بعد هزيمة مارسيليا أمام رين بهدف نظيف، عندما اندلع خلاف داخل غرفة تبديل الملابس بين رابيو وزميله روي، تدخل خلاله بعض اللاعبين، إضافة إلى المدرب الإيطالي روبيرتو دي زيربي والمدير الرياضي مهدي بنعطية، لفض الاشتباك. ورغم عودة الهدوء، فإن المشاجرة تجددت لاحقًا داخل الغرفة نفسها، الأمر الذي استدعى تدخل الأمن.
وصفت إدارة النادي تصرف اللاعب بأنه “سلوك غير مقبول”، وأعلنت مساء الاثنين استبعاد كل من رابيو وروي من التشكيلة الأساسية وعرضهما للبيع.
في المقابل، أوضح محامي رابيو أن الإعلان الرسمي بشأن إدراج موكله في قائمة الانتقالات لم يتم إلا ظهر الثلاثاء، مشيرًا إلى أن النادي يسعى للتخلص من اللاعب بسبب راتبه المرتفع، الذي يصل إلى نحو 5 ملايين يورو سنويًا.
أبعاد مالية وتعاقدية
يمتد عقد رابيو مع مارسيليا حتى يونيو المقبل، وهو ما يثير مخاوف النادي من خسارته مجانًا إذا لم يتم بيعه هذا الصيف. وتقدر إدارة النادي قيمة اللاعب السوقية بحوالي 15 مليون يورو، وهو مبلغ ترى أنه جيد في ظل الظروف الحالية، إضافة إلى كونه يخفف من عبء راتبه الكبير على ميزانية الفريق.
تصريحات متناقضة
في الوقت الذي حاول النادي إظهار القضية كمسألة انضباطية بحتة، شدد محامي رابيو على أن الحادثة لا تتجاوز “مشاجرة طبيعية تحدث أحيانًا في غرف الملابس”، كان يمكن أن تُعالج بفرض غرامة مالية فقط. كما أشار إلى أن دي زيربي لطالما أشاد باحترافية اللاعب طوال الموسم، بل إنه أكد في مؤتمر صحفي بعد مباراة رين أن الخسارة لم تكن مسؤولية رابيو.
الوجهة المقبلة
مع اقتراب رحيله، تتزايد التكهنات حول مستقبل اللاعب الفرنسي. فقد ارتبط اسمه في الأسابيع الماضية بميلان الإيطالي، الذي يقوده مدربه السابق ماسيميليانو أليغري، كما ظهرت أنباء عن اهتمام من موناكو وأندية في إنجلترا وإسبانيا. حتى الآن، لا يوجد أي عرض رسمي، لكن سوق الانتقالات لا يزال مفتوحًا، ما يجعل احتمالية رحيله واردة بقوة.
تظل أزمة أدريان رابيو في مارسيليا ملفًا مفتوحًا يثير جدلاً واسعًا في الإعلام الفرنسي، بين من يراها قضية انضباطية تستوجب العقوبة، ومن يعتبرها مجرد ذريعة للتخلص من لاعب يتقاضى راتبًا ضخمًا، قد يغادر مجانًا خلال أشهر قليلة.
يرى العديد من المحللين أن هذه الأزمة قد تؤثر على أداء الفريق في المباريات المقبلة، خاصة مع تزايد الضغوط على المدرب واللاعبين. يتمنى مشجعو مارسيليا أن يتم حل الأمور بسرعة لضمان استقرار الفريق.
في الوقت نفسه، قد تكون هذه الأحداث درسًا مهمًا للأندية الأخرى حول كيفية التعامل مع قضايا الانضباط وضرورة وجود آليات داخلية فعالة لحل النزاعات قبل تفاقمها.