في السنوات الأخيرة، أصبح أسلوب الحكايات المنفصلة أحد أبرز الاتجاهات في الدراما التلفزيونية سواء العربية أو العالمية، حيث يبتعد هذا النمط عن فكرة القصة الواحدة الطويلة، ويعتمد على تقديم العمل الفني في صورة قصص قصيرة، كل منها تحمل أحداثًا وشخصيات مختلفة، لكنها قد تتصل بخيط فكري أو أسلوبي واحد يجمعها.
نرشح لك: موعد عرض مسلسل ما تراه ليس كما يبدو.. «فلاش باك» تفتتح الأحداث الغامضة
أحدث الأمثلة على ذلك هو المسلسل “ما تراه ليس كما يبدو”، الذي يعرض على قناة DMC، ويتكون من 35 حلقة مقسمة إلى 7 حكايات، مدة كل حكاية 5 حلقات فقط، في تجربة درامية جديدة على الشاشة المصرية.
لماذا ينجح أسلوب الحكايات المنفصلة في الدراما؟
هناك عدة أسباب تجعل هذا الأسلوب جذابًا للمشاهدين.
- تنويع المحتوى: المشاهد يحصل على تجربة جديدة مع بداية كل حكاية، مما يقلل من الملل ويزيد التشويق
- إيقاع سريع للأحداث: بسبب قصر مدة القصة، تتطور الأحداث بوتيرة أسرع من المسلسلات التقليدية
- جذب فئات متعددة من الجمهور: كل حكاية قد تحمل نوعًا دراميًا مختلفًا، مما يلبي أذواقًا متنوعة
- تجربة أنواع درامية متعددة: يمكن للمسلسل الواحد أن يجمع بين الغموض، الرومانسية، الكوميديا، وحتى الفانتازيا
اقرأ المزيد: موعد عرض فلاش باك من مسلسل ما تراه ليس كما يبدو.. بداية رحلة الغموض النفسي على DMC وWatch It
“ما تراه ليس كما يبدو”.. تجربة مميزة وجديدة
المسلسل يقدم الحكايات بأسلوب تشويقي نفسي، والحكاية الأولى بعنوان “فلاش باك” بطولة أحمد خالد صالح ومريم الجندي، وتدور حول مصور جنائي يفقد زوجته في حادث مأساوي ليلة رأس السنة، ثم يواجه مفاجأة غامضة بعودة نشاط حسابها على الإنترنت بعد عامين من وفاتها.
العمل يربط كل حكاية بفكرة عامة وهي “ما وراء الحقيقة”، مع الاعتماد على التصوير السينمائي وتقنيات الإضاءة واللون لخلق جو من الغموض، بالإضافة إلى توظيف عناصر من التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتقليد الأصوات.
أعمال عربية سبقت في تقديم الحكايات المنفصلة
قبل ظهور “ما تراه ليس كما يبدو”، قدمت الدراما المصرية والعربية عدة أعمال اعتمدت على أسلوب الحكايات المستقلة، منها:
- إلا أنا: مسلسل اجتماعي ناقش قضايا المرأة من خلال عدة حكايات واقعية، كل حكاية في نحو 10 حلقات، مع طاقم تمثيل مختلف
- نصيبي وقسمتك: من أشهر الأعمال التي اعتمدت هذا الأسلوب، وقدم حكايات متنوعة بين الرومانسي، الكوميدي، والاجتماعي، وكل حكاية بمدة 5–7 حلقات
- وراء كل باب: مسلسل قصير الحلقات عرض في مواسم مختلفة، وكل موسم يضم عدة قصص منفصلة بأحداث وشخصيات متغيرة
أمثلة من الدراما العالمية على الحكايات المنفصلة
المرآة السوداء (بريطانيا): عمل درامي خيالي، كل حلقة حكاية مستقلة تستكشف الجانب المظلم للتكنولوجيا والمستقبل
قصة رعب أمريكية (الولايات المتحدة): كل موسم يقدم قصة مختلفة تمامًا، لكن بنفس فريق العمل تقريبًا، مع تنوع في أجواء الرعب والغموض
الحب الحديث (الولايات المتحدة): مستوحى من مقالات في صحيفة أمريكية شهيرة، ويقدم قصص حب حقيقية في كل حلقة بأسلوب إنساني مؤثر
المقارنة بين التجارب المصرية والعالمية
- الطابع الفني: الأعمال المصرية مثل “إلا أنا” و”نصيبي وقسمتك” تركز غالبًا على القضايا الاجتماعية والرومانسية، بينما “ما تراه ليس كما يبدو” يميل أكثر إلى الغموض والتشويق
- التنوع الدرامي: الأعمال العالمية مثل “المرآة السوداء” و”قصة رعب أمريكية”توسع نطاق الفانتازيا والخيال العلمي والرعب، وهي مجالات لم تُستثمر كثيرًا في الدراما العربية
- مدة الحكاية: الحكايات العربية غالبًا أطول (5–10 حلقات)، بينما بعض الحكايات العالمية تُقدَّم في حلقة واحدة فقط
أسلوب الحكايات المنفصلة يفتح آفاقًا جديدة للإبداع الفني، ويتيح للكتّاب والمخرجين فرصة استكشاف موضوعات متنوعة بشكل أعمق.
مع استمرار تطور هذا النمط، يمكن أن نرى المزيد من الأعمال التي تتبنى هذا الأسلوب، مما يزيد من ثراء المحتوى الدرامي ويعزز تجربة المشاهدين.