مستشار الاتحاد العربي للفنادق والسياحة يثير التساؤل: هل اقترب عالم ما بعد الدولار؟

قال الدكتور عبد المنعم السيد، المستشار المالي للاتحاد العربي للفنادق والسياحة، خلال منشور تحليلي على صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك»، متسائلًا: “هل اقترب عالم ما بعد الدولار؟”، وذلك في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية المتصاعدة التي تواجه العملة الأمريكية، والتغيرات المحتملة في النظام المالي العالمي
وقال “السيد”، إن الدولار الأمريكي، رغم تعرضه للعديد من الصدمات، لا يزال يحتفظ بهيمنته على الاقتصاد العالمي، موضحًا أن هذه الهيمنة تظهر بوضوح في استمرار استخدامه كعملة احتياط رئيسية لدى البنوك المركزية بنسبة تتجاوز 56%، إلى جانب اعتماده في تسعير وتداول السلع الإستراتيجية مثل الطاقة والمعادن، والتبادلات التجارية العالمية.
ضعف البدائل يمنح الدولار فرصة للبقاء
وأشار السيد، إلى أن استمرار قوة الدولار لا تعود فقط لقوة الاقتصاد الأمريكي، بل أيضًا لغياب البدائل القوية. فالعملة الأوروبية الموحدة “اليورو”، رغم كونها المرشح الأقرب، تعاني اقتصاداتها من الضعف، وتواجه تصاعدًا في دعوات التفكك الأوروبي مع صعود الأحزاب اليمينية، إضافة إلى ضعف الأسواق الاستثمارية الأوروبية مقارنة بنظيرتها الأمريكية.
وفي المقابل، فإن اليوان الصيني ما زال يفتقر إلى الثقة الدولية، نتيجة لتدخل الحكومة الصينية المستمر في سوق الصرف، والقيود المفروضة على رؤوس الأموال، بجانب ضعف الشفافية في المؤسسات الاقتصادية، مما يُفقد الأسواق الصينية جاذبيتها للفوائض المالية العالمية.
الذهب والعملات الرقمية.. بدائل محدودة حتى الآن
وفي تحليله، لفت الدكتور عبد المنعم السيد، إلى أن الذهب يُعد خيارًا مثاليًا للدول الساعية لتنويع احتياطاتها النقدية بعيدًا عن الدولار، إلا أن قدرته على تلبية متطلبات التجارة العالمية تظل محدودة بسبب محدودية المعروض.
كما أشار إلى أن العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية تُعد أحد التهديدات المستقبلية الحقيقية لهيمنة الدولار، لكنها لا تزال في طور التشكل ولم تنضج بعد بما يسمح لها بأن تكون بديلًا حقيقيًا في الوقت القريب.
يُعتبر التغير في النظام المالي العالمي ضرورة ملحة في ظل التحولات الاقتصادية الحالية. من المهم أن تراقب الدول التطورات بشكل دقيق لتتمكن من التكيف مع أي تحولات قد تطرأ على النظام المالي.
يحتاج العالم إلى استراتيجيات جديدة للتعامل مع التحديات التي قد تواجه الاقتصاد العالمي. التنوع في العملات والموارد سيكون له دور كبير في تشكيل مستقبل الاقتصاد الدولي.