ما بين مؤيد ومعارض.. انقسام حول مشروع قطري بـ 4 مليارات دولار في «علم الروم» بمرسى مطروح
تضع مصر وقطر اللمسات النهائية على مشروع سياحي ضخم في منطقة علم الروم على الساحل الشمالي الغربي، باستثمارات أولية تبلغ 4 مليارات دولار، وفق ما كشفه ثلاثة مصادر مطلعة، بينهم مسؤولان حكوميان، بحسب تقرير نشره موقع “اقتصاد الشرق مع بلومبرغ”.
اتفاق حكومي رفيع المستوى
وبحسب التقرير، جرى الاتفاق على المشروع خلال اجتماع جمع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بنظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث تم التوافق على إنشاء مدينة سياحية متكاملة على مساحة تصل إلى 60 ألف فدان، تُخصص بنظام حق الانتفاع لصالح جهاز قطر للاستثمار.
مكونات المشروع وعوائده المتوقعة
المشروع يشمل منتجعات سياحية عالمية، ووحدات سكنية فاخرة، ومراكز تجارية وترفيهية، على غرار مدينة رأس الحكمة، ووفقًا للتقديرات، قد تصل حصة الحكومة المصرية من إيرادات المشروع – بعد اكتمال جميع مراحله – إلى 15% من الإجمالي.
تباين في الرؤى بين مؤيدين ورافضين
أثار الإعلان عن المشروع حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت آراء الرواد ما بين مرحّب ومتحفظ.
المؤيدون رأوا أن الصفقة تمثل دفعة قوية للاقتصاد المحلي وتطوير البنية التحتية، وتفتح آفاقًا جديدة لجذب السياحة العالمية، مع توفير آلاف فرص العمل، وتحويل مطروح إلى وجهة منافسة لمدن سياحية كبرى مثل دبي وشرم الشيخ.
بين عبّر المتحفظون عن قلقهم من فقدان مرسى مطروح لطابعها الشعبي الذي جعلها لعقود ملاذًا للمصطافين محدودي ومتوسطي الدخل، متخوفين من أن تتحول الأسعار ومستوى الخدمات إلى ما يتجاوز قدرة المواطنين.
في المقابل، أصوات محايدة شددت على أن الأرض ستظل ملكًا للدولة، وأن أي استثمار أجنبي ضخم يسهم في زيادة موارد مصر من النقد الأجنبي، شريطة أن يُدار المشروع بشفافية ويحقق عائدًا ملموسًا للمجتمع المحلي.
الموقع ومقومات الجذب
تقع منطقة علم الروم على بعد 12 كيلومترًا شرق مدينة مرسى مطروح، وتتميز بشواطئ هادئة ومياه صافية، وقربها من مطار مرسى مطروح الدولي (6 كيلومترات) ومحطة القطار (4 كيلومترات من جامعة مطروح)، كما تحظى بشهرة بين هواة صيد الطيور المهاجرة في شهري سبتمبر وأكتوبر.
تأتي هذه الخطوة ضمن خطة الحكومة المصرية لجذب 42 مليار دولار استثمارات أجنبية مباشرة خلال العام المالي الحالي، للمساهمة في سد فجوة التمويل وخفض الدين الخارجي، الذي بلغ 155.09 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2024، وفق بيانات البنك المركزي.
من المتوقع أن يسهم هذا المشروع في تعزيز العلاقات بين مصر وقطر، مما يعكس رغبة البلدين في التعاون الاقتصادي المشترك. كما أن المشروع يمثل فرصة كبيرة لتحسين مستوى الخدمات والبنية التحتية في المنطقة.
ينتظر الكثيرون أن تكون النتائج الإيجابية لهذا المشروع ملموسة على الأرض، مما يعزز من مكانة مرسى مطروح كوجهة سياحية متميزة على الساحة العالمية.