كتب: أحمد الفريقي – تونس
في مشهد يعكس عمق المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون تحت وطأة النزاع، أثار محمد صلاح، نجم كرة القدم المصري وهداف ليفربول، جدلاً واسعاً بعد انتقاده الحاد لبيان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) الذي نعى فيه النجم الفلسطيني سليمان العبيد المعروف بـ”بيليه فلسطين”، دون أن يوضح ملابسات وفاته، بهذه الكلمات البسيطة والمباشرة: “أخبرونا كيف مات وأين ولماذا؟”، وضع صلاح تساؤلات حارقة أمام العالم، مستنهضاً الضمائر تجاه مأساة إنسانية تتعرض للتجاهل
نجم في زمن الحرب.. وعنوان لحقائق مغيبة
سليمان العبيد، لاعب كرة القدم الفلسطيني الذي بزغ نجمه في سماء الرياضة الفلسطينية، كان أكثر من مجرد رياضي. هو رمز لتحدي الحياة في ظل الحصار والحروب، ملهم لأجيال من الشباب الذين رأوا فيه بارقة أمل وسط الظلام، لكنه اختُطف من الحياة بقسوة على يد القوات الإسرائيلية أثناء انتظاره مع آخرين لتلقي المساعدات الإنسانية في غزة، كما أعلن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم. وصدم غياب توضيح واضح عن ظروف مقتله الكثيرين، وكان لذلك صدى عميق في تعليقات محمد صلاح الذي رفض الصمت أو التعتيم.
في بيان الويفا، جاء نعي العبيد مكرراً ألقابه وتأثيره في الرياضة الفلسطينية، لكنه أغفل ذكر الحقيقة الموجعة التي تحيط برحيله، وهو ما دفع صلاح لإعادة نشر البيان مرفقاً بسؤال موجع ومباشر، لا يترك مجالاً للتجاهل أو التهرب.
محمد صلاح وسليمان العبيد محمد صلاح.
محمد صلاح والصرخة الإنسانية: لا يمكن أن نغضَّ الطرف
على مدار سنوات لم يكن صلاح فقط هدافاً ونجماً في الملاعب، بل كان صوتاً مدافعاً عن حقوق الإنسانية والعدالة. عندما دعا في أكتوبر 2023 قادة العالم لفتح الممرات الإنسانية لغزة، لم يكن مجرد تصريح عابر، بل دعوة ملحة لإنقاذ حياة الأبرياء.
واليوم، بتساؤله الصريح عن وفاة العبيد، يرفض أن تمرّ مأساة هذا الإنسان العظيم دون أن تُروى قصته كاملة، مؤكداً أن الرياضة ليست مجرد أرقام أو ألقاب، بل إنسانية وقيم ومقاومة. هذه الدعوة لا تقتصر على الفلسطينيين فقط، بل هي نداء لكل ضمير حي في العالم.
تظل هذه اللحظات بمثابة تذكير للجميع بأن الرياضة يمكن أن تكون أداة للتغيير، وأن صوت الرياضيين يمكن أن يحدث فرقاً. إن التضامن مع الضحايا والبحث عن الحقيقة هو واجب إنساني على الجميع.
كلما تكررت هذه المآسي، يزداد الإلحاح على ضرورة التغيير. إن الأمل في غدٍ أفضل يتطلب منا جميعاً أن نكون صوتاً للحق والعدالة، وأن نعمل معاً من أجل عالم أكثر إنسانية.