«ملايين في ساعة ونصف.. أجور نجوم الفن تثير الجدل»

كتبت: حبيبة القاضي
موجة جدل على مواقع التواصل بسبب أجور نجوم الفن، ففي ظل الأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار، أثارت أجور نجوم السينما والدراما حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تم تداول أرقام ضخمة يحصل عليها الفنانون مقابل أعمال لا تتجاوز مدتها ساعة ونصف في السينما أو عشرات الحلقات في الدراما الرمضانية.
وفقًا لتقارير صحفية وشهادات من داخل الصناعة، جاءت بعض أجور النجوم كالآتي:
محمد رمضان: مسلسل رمضاني 30 حلقة 65 مليون جنيه
أحمد السقا: مسلسل درامي 30 حلقة 45 مليون جنيه
منى زكي: مسلسل رمضاني 30 حلقة 30 مليون جنيه
أحمد عز: فيلم سينمائي 120 دقيقة 25 مليون جنيه
كريم عبد العزيز: مسلسل أو فيلم حسب النوع 40 – 50 مليون جنيه
أمثلة تطبيقية لأفلام حديثة:
فيلم “بيت الروبي” (2023): أحمد حلمي حصل على أجر يقارب 22 مليون جنيه، والفيلم لم يتجاوز ساعتين
فيلم “السرب”: شارك فيه أحمد السقا وشريف منير، وتم تمويله جزئيًا من جهات رسمية. رغم كونه فيلم وطني، إلا أن الأجور تخطت 50 مليون جنيه مجمعة
هدير عبد الناصر مسلسل درامي: 1.5 – 3 مليون جنيه
حسن أبو الروس دور سينمائي صغير حوالي 2 مليون جنيه
نادين (تيكتوكر) مشاركة رمزية في إعلان 400 ألف جنيه
ولكن السوأل هو كيف تُمول هذه الأجور؟
شركات الإنتاج تعتمد على:
عقود بيع الأعمال للمنصات الرقمية مثل Watch It، Shahid.
إعلانات ضخمة تُبث أثناء عرض الأعمال.
تذاكر السينما، خاصة في موسم الأعياد.
لكن في المقابل، هناك أعمال كثيرة لم تحقق العائد المطلوب، ما يثير تساؤلات عن الجدوى المالية.
بعض النجوم الشباب، ومنهم مؤثرون انتقلوا للتمثيل، يحصلون على 5 إلى 10 ملايين جنيه عن أدوارهم.
الجمهور غاضب: “فلوس خرافية في وقت الشعب بيعاني”
انهالت التعليقات من المتابعين عبر فيسبوك وإنستغرام، حيث اعتبر كثيرون أن تلك الأجور “غير منطقية”، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر ومعاناة قطاعات كبيرة من الشعب.
وقال البعض: “فنان بياخد 50 مليون علشان يمثل شهر؟ دا مرتب آلاف الموظفين طول عمرهم!”
“الناس مش لاقية تاكل، وهم بياخدوا الملايين على تمثيل وتمثيل بس!”.
“فين الرقابة؟ وليه المنتجين بيدفعوا الأرقام دي؟”.
في المقابل: الفن صناعة.. والنجوم بيبيعوا
مدافعو الوسط الفني يرون أن الأجور المبالغ فيها تعكس حجم المردود الذي يحققه النجم. فمثلاً:
بعض الأعمال بتحقق مشاهدات بالملايين.
المسلسلات تُباع لمنصات رقمية بأسعار ضخمة.
“النجم بيجذب إعلانات ومشاهدات، وده له تمن”، كما صرّح أحد المنتجين.
هل تتدخل الدولة أو النقابات؟
حتى الآن لم يصدر تعليق رسمي من نقابة المهن التمثيلية أو غرفة صناعة السينما، لكن البعض يطالب بوضع حد أقصى للأجور، أو فرض ضرائب خاصة على الفنانين الأعلى دخلًا.
ولكن هناك ابعاد اقتصادية واجتماعية لها تأثير سلبي:
وهي تشويه مفهوم القيمة مقابل العمل: فنان يعمل شهر ويكسب ما لا يكسبه موظف في 20 سنة
تضخيم تكاليف الإنتاج: على حساب جودة النص أو التجهيزات
تأثير نفسي على الجمهور: خاصة في ظل البطالة وغلاء المعيشة
اقتراحات من خبراء:
وضع سقف للأجور مثل بعض الدول الأوروبية.
فرض ضرائب تصاعدية على الفنانين الأعلى دخلًا.
تشجيع الأعمال الجماعية وتقليل النجم الأوحد.
“ولكن هناك دول سبقت مصر في ضبط الأجور”.
كوريا الجنوبية: يتم التحكم في أجور النجوم مقابل دعم الإنتاج الفني القوي
فرنسا: تُفرض ضرائب عالية على نجوم السينما الكبار
الهند: رغم ضخامة أجور بعض نجوم بوليوود، هناك رقابة مالية صارمة وضغط من النقابات
الجدل مستمر بين من يرى أن أجور الفنانين مبالغ فيها ولا تعكس الواقع المجتمعي، وبين من يؤكد أن الفن سلعة تجارية وللنجم “قيمته السوقية”. ومع كل موسم درامي أو سينمائي جديد، تعود الأرقام لتشعل الجدل من جديد.
التوازن بين الأجور والواقع الاجتماعي يعد أمرًا بالغ الأهمية. فهل يمكن أن نجد حلولًا تضمن حقوق الفنانين وتحافظ على مصالح الجمهور؟
من الضروري أن يتم الحوار بين جميع الأطراف المعنية للوصول إلى صيغة توافقية ترضي الجميع وتساهم في النهوض بالقطاع الفني.