Site icon بلد نيوز

خبير تربوي لـ«بلد نيوز»: مش منطقي وزير يأتي وبعد شهر يلغي مواد والبكالوريا قرار دولة وسياسة وزارة

قال الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، إن حالة البكاء والصراخ التي نشاهدها بعد امتحانات الثانوية العامة تتكرر كل عام، وليست مؤشرًا حقيقيًا على صعوبة الامتحانات، قائلًا: “عندنا 805 آلاف طالب، لو فيه ألف أو حتى عشرة بيشتكوا، ده مش معناه إن الباقي مقدروش يحلوا”.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«بلد نيوز» أن “الشعب المصري بطبيعته يميل للحزن، ودايمًا بنركز على الجزء اللي بيصرخ ويبكي، لكن ده لا يعكس الصورة الكاملة، السنة دي – في رأيي – أقل بكاءً من السنين اللي فاتت”.

نماذج استرشادية لأول مرة بهذا الكم

وأشار حمزة إلى أن الوزارة قدمت لأول مرة ما بين 10 و12 نموذجًا استرشاديًا في كل مادة، وهذا تطور كبير مقارنة بسنوات سابقة لم يكن فيها سوى نموذج واحد أو لا شيء.

وتابع: “يعني في العربي لو عندك 52 سؤال في 12 نموذج، فأنت بتتكلم عن 600 و700 سؤال بنفس نمط التفكير، حتى لو مش نفس النص الحرفي، وأكيد جزء كبير من الامتحان جه من النماذج وكلامي مش على العربي فقط”.

اقرأ أيضًا: خبير لغة عربية يقدم وصفة التفوق في الثانوية العامة: “ذاكر هذه النماذج وهتجيب 80 درجة”

وأكد على أهمية دور أولياء الأمور في التأكيد على أبنائهم بمراجعة النماذج الاسترشادية والاستفادة منها.

نظام البكالوريا.. خطوة جيدة لكن بضوابط

وأعرب الدكتور مجدي حمزة عن دعمه لنظام البكالوريا الجديد، بشرط وجود ضوابط واضحة، مؤكدًا أنه “قرار دولة وسياسة وزارة”، وقال: “أتمنى تكون البكالوريا آخر تجربة في تجديد نظام الثانوية العامة، ونستقر على نموذج واضح وندعم الإيجابيات ونصحح الأخطاء”.

ولفت إلى أن الاستبيان الرسمي الذي أعلنت عنه وزارة التربية والتعليم كشف أن 80% من الطلاب وافقوا على النظام، وفقًا لأرقامها، وهو ما يعكس “هزة فكرية حقيقية في نظام التعليم بمصر”، على حد وصفه.

اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن نظام البكالوريا الجديد للثانوية العامة 2025

لا يجوز التطوير كل شهرين.. والقرارات العشوائية تؤذي التعليم

وانتقد حمزة التغييرات المفاجئة في بعض المناهج والمواد قائلًا: “مش منطق أول ما وزير ييجي بعد شهر يقرر فجأة إلغاء مادة، زي ما حصل مع الفلسفة واللغة الثانية، ده مش تطوير ده تدوير”.

وأشار إلى أن إلغاء مادة يدرسها 26 ألف معلم هو قرار له آثار اقتصادية وتربوية كارثية، مضيفًا: “بدل ما نلغيها نطورها، احنا بنعزل نفسنا عن العالم”.

إلغاء كليات التربية كارثة.. والعجز 575 ألف معلم

كشف حمزة عن خطورة بعض المقترحات التي تطالب بإلغاء كليات التربية، من قبل بعض أعضاء مجلس الشعب، في ظل وجود عجز يصل إلى 575 ألف معلم في مصر، وفقًا لتصريحات وزير التربية والتعليم داخل مجلس النواب.

وقال: “لو اعتمدنا على مسابقة الـ30 ألف معلم بس، هنحتاج 18 سنة علسان نغطي العجز الحالي.. في حين بقالنا 4 سنين واتعين جزء بسيط”.

البكالوريا قللت المواد وقللت الضغط النفسي

واعتبر حمزة أن من أهم مزايا البكالوريا أنها خفّفت الضغط النفسي على الطالب والأسر، لأنها تتيح أداء الامتحان أكثر من مرة لتحسين الدرجات، وتقليل عدد المواد الدراسية.

وقال: “في أولى ثانوي كان الطالب بيدرس 17 مادة، دلوقتي بيدرس 4 أو 5 فقط”، مضيفًا أن أزمة الدروس الخصوصية لا تتوقف إلا إذا قامت المدرسة بدورها التربوي والفعال.

تطبيق تجريبي على أولًا قبل التعميم

واقترح حمزة تجربة نظام البكالوريا في محافظة بسيطة أولًا، ذات كثافة طلابية قليلة، قبل تعميمه على مستوى الجمهورية، لتفادي التسرع في التعميم ومعرفة التحديات الفعلية.

اللغة الإنجليزية واللغات لا يجوز المساس بها.. وتجربة ماليزيا خير مثال

انتقد حذف اللغة الإنجليزية من الصف الثالث الثانوي في النظام الجديد، معتبرًا أن “اللغات لا يمكن إلغاؤها.. ماليزيا نهضت باللغات والتكنولوجيا، وكل دولة حديثة قائمة على الانفتاح المعرفي”.

المعلم هو أساس التطوير.. كيف يعمل بلا تقدير؟

وأكد حمزة أن المعلم هو الركيزة الأولى للتعليم، ولا يمكن الحديث عن تطوير التعليم دون توفير الحقوق المالية والأدبية له.

وقال: “مكافأة المراقب في الشهادة الإعدادية كانت 385 جنيهًا فقط، واتصرفت منذ 10 أيام، والمواصلات نفسها تكلفتها أكتر من كده”، معلقًا: “لا تطوير للعملية التعليمية دون إنصاف المعلم ماديًا ومعنويًا”.

أزمة داخل لجان الامتحانات.. وهيبة المعلم ضاعت

حذّر حمزة من مشاهد متكررة داخل اللجان، مثل قيام بعض الطلاب بترهيب المراقبين أو التدخين داخل اللجنة، معتبرًا ذلك مؤشرًا خطيرًا.

التعليم: استكمال الطالب الغشاش للامتحان في لجنة خاصة.. وخبير تربوي يعلق 

وانتقد قرار محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، بالسماح للطالب الغشاش باستكمال الامتحانات في لجنة خاصة، قائلًا: “دي كارثة، كأنك بتدي الطالب رخصة يغش، وبتقضي على هيبة الملاحظ والثانوية العامة نفسها”.

يجب أن يكون هناك وعي أكبر لدى الطلاب بأهمية الأمانة في التعليم، فالمستقبل يعتمد على الجهد والجدية. كما ينبغي تعزيز برامج التوعية للأسر حول كيفية دعم أبنائهم في هذه المرحلة الحاسمة.

التعليم هو أساس بناء المجتمع، ولا بد من تكاتف الجهود بين جميع الأطراف لضمان تحقيق نتائج إيجابية. يجب أن نتعاون جميعًا من أجل تحسين جودة التعليم وتحفيز الطلاب على التفوق.

Exit mobile version