محمد عبد الله.. جوهرة الأهلي المتألقة وركيزة منتخب مصر للشباب نحو العالمية

في إطار اهتمام النادي الأهلي المصري بتطوير المواهب الشابة، يبرز اسم محمد عبد الله، ناشئ القلعة الحمراء ونجم منتخب مصر للشباب، الذي تألق بشكل لافت في الفترة الأخيرة مع الفريق الأول وساهم بشكل كبير في تأهل الفراعنة الصغار إلى نهائيات كأس العالم للشباب 2025 في تشيلي.
محمد عبدالله لاعب النادي الأهلي.
البداية من داخل أسوار الأهلي
انضم محمد عبد الله إلى قطاع الناشئين في النادي الأهلي في سن مبكرة، حيث تدرّج في مختلف المراحل السنية حتى أصبح أحد أعمدة فرق الناشئين في النادي. وتميز بأسلوب لعب متكامل يجمع بين المهارة والسرعة والذكاء التكتيكي، مما جعله يحظى بثقة المدربين مبكرًا، حتى تم تصعيده إلى الفريق الأول في موسم 2024-2025.
اللاعب الذي يشغل مركز الوسط المهاجم/الجناح الأيسر نجح في أن يلفت أنظار الجميع بفضل أسلوبه العصري، ومهاراته الفردية العالية، وقدرته على صناعة الفارق في المباريات الكبرى رغم صغر سنه.
تألق لافت مع الفريق الأول
جاءت انطلاقة محمد عبد الله مع الفريق الأول للنادي الأهلي في توقيت مثالي، حيث كان الفريق يعاني من بعض الغيابات والإصابات في صفوفه، ليمنح المدير الفني السابق للنادي الأهلي مارسيل كولر الفرصة للناشئين، وكان محمد عبد الله الأبرز من بينهم.
خلال أول مباراة رسمية له أمام نادي الإسماعيلي في الدوري الممتاز، أظهر نضجًا كبيرًا، ونجح في تمريرة حاسمة وصناعة العديد من الفرص. واستمر مستواه في التصاعد، حيث شارك في 12 مباراة رسمية خلال الموسم الماضي، سجل خلالها 4 أهداف وصنع 5 أهداف أخرى، محققًا أرقامًا مميزة للاعب في عامه التاسع عشر.
أثبت اللاعب أنه لا يخشى الضغط الجماهيري، بل يتعامل معه بثقة عالية وروح قتالية، مما جعله محل إشادة من نجوم الكرة السابقين والجمهور على حد سواء.
النادي الأهلي.
دعامة رئيسية لمنتخب مصر للشباب
لم يقتصر تألق محمد عبد الله على مشاركته مع الأهلي فقط، بل لعب دورًا محوريًا مع منتخب مصر تحت 20 عامًا، وخصوصًا في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم للشباب – تشيلي 2025.
العروض تنهال من أوروبا والخليج
بعد الأداء اللافت الذي قدمه محليًا ودوليًا، بدأت الأندية الأوروبية في التحرك رسميًا نحو محمد عبد الله. وقد أكدت تقارير صحفية أن النادي الأهلي تلقى عرض أوروبي لضم محمد عبدالله من نادي لوهافر الفرنسي.
كما أبدت أندية خليجية، خاصة من السعودية وقطر، رغبتها في التعاقد معه بعقود مغرية تتضمن راتبًا سنويًا ضخمًا. ورغم ذلك، أبدت إدارة النادي الأهلي تحفظًا على فكرة التفريط في اللاعب في الوقت الحالي، مفضّلة الحفاظ عليه ضمن مشروع “تمكين اللاعبين الشباب” الذي تتبناه الإدارة الفنية للفريق.
شخصية ناضجة داخل وخارج الملعب
يتميّز محمد عبد الله بشخصية هادئة وناضجة رغم صغر سنه. يتحدث بثقة في اللقاءات الإعلامية، ويعبّر دومًا عن امتنانه للنادي الأهلي والجهاز الفني الذي منحه الفرصة. كما يُعرف عنه التزامه الكبير داخل المعسكرات والتدريبات، وحرصه على تطوير نفسه في كل الجوانب البدنية والفنية.
ويعتبر اللاعب النجم الدولي السابق محمد أبو تريكة مثله الأعلى، وقد عبّر عن ذلك في أكثر من مناسبة، مشيرًا إلى أنه يسعى لتكرار نفس الرحلة الناجحة التي خاضها “الماجيكو” مع الأهلي والمنتخب الوطني.
أرقام مذهلة وبداية استثنائية
العمر: 19، وفي أخر 14 مباراة مع الأهلي ومنتخب مصر للشباب سجل 6 أهداف وصنع هدفين وتسبب في ركلة جزاء.
ووفقًا لموقع “ترانسفير ماركت”، ارتفعت قيمة اللاعب السوقية من 250 ألف يورو إلى 1.2 مليون يورو خلال أقل من 9 أشهر فقط، مما يجعله من أعلى اللاعبين الشباب قيمة في إفريقيا حاليًا.
دعم جماهيري وإشادة إعلامية
يحظى محمد عبد الله بدعم جماهيري واسع من جماهير النادي الأهلي التي ترى فيه امتدادًا طبيعيًا لأساطير النادي. على مواقع التواصل الاجتماعي، يتصدر اسم اللاعب الترند بعد كل مباراة يشارك فيها، حيث يتم تداول لقطات من أهدافه ولمساته الفنية بشكل واسع.
كما أشادت به عدة برامج رياضية مصرية وعربية، معتبرين أنه سيكون “مشروع نجم عربي كبير” إذا استمر على نفس المستوى وتلقى الدعم المناسب.
يبدو أن مستقبل محمد عبد الله يسير بسرعة نحو العالمية. اللاعب الشاب الذي تدرّج من ناشئي الأهلي إلى نجومية الفريق الأول ومنتخب مصر للشباب، يخطو خطوات ثابتة نحو الاحتراف الأوروبي. وبين طموحاته الشخصية، ودعم النادي، وحب الجماهير، سيكون من المثير متابعة ما سيقدمه في كأس العالم للشباب بتشيلي، والتي قد تكون بوابته الحقيقية نحو الانطلاق الدولي.
إن التزام محمد عبد الله بالعمل الجاد والسعي المستمر لتطوير مهاراته يجعله نموذجًا يحتذى به للعديد من الشباب في الوطن العربي. سعيه لتحقيق أحلامه يجعل منه رمزًا للأمل والطموح في عالم كرة القدم.
مع استمرار دعم النادي الأهلي والجماهير، يُنتظر أن يشهد محمد عبد الله مستقبلًا مشرقًا يحمل في طياته الكثير من الإنجازات والتحديات التي سيتجاوزها بإصراره وعزيمته.