عبد الحميد معالي من مأساة البحر إلى قميص الزمالك

عبد الحميد معالي من مأساة البحر إلى قميص الزمالك

أعلن نادي الزمالك عن تعاقده رسميًا مع اللاعب المغربي الشاب عبد الحميد معالي، قادمًا من نادي اتحاد طنجة، في خطوة تُمثل دعمًا لمستقبل الفريق على مستوى المواهب، وتُعيد في ذات الوقت تسليط الضوء على واحدة من أكثر القصص الإنسانية المؤثرة في عالم كرة القدم مؤخرًا.

نجاته من حادث بحري غيّر مسار حياته

في السابع من يوليو 2024، تعرض عبد الحميد معالي لواحدة من أقسى لحظات حياته، حين كان على متن قارب مع أربعة من زملائه في رحلة بحرية، قبل أن تضربهم تيارات هوائية قوية.

لم يكن بحوزتهم سترات نجاة، وتحوّلت الرحلة إلى مأساة حقيقية.

وبعد ساعات من عمليات الإنقاذ، تم العثور على معالي واثنين آخرين على قيد الحياة، بينما فقد اثنان حياتهما.

وبعد خمسة أشهر فقط من هذه التجربة القاسية، عاد إلى الملاعب، والآن وبعد مرور عام بالتمام على تلك الليلة المشؤومة، يرتدي قميص الزمالك، في مشهد يُجسّد انتصار الإرادة على المأساة.

موهبة مغربية صاعدة في مركز صناعة اللعب

ولد عبد الحميد معالي في 16 مارس 2006 بمدينة طنجة، وبدأ مسيرته الكروية في فرق الأحياء، قبل أن يلتحق بوداد شباب طنجة ثم ينتقل عام 2017 إلى اتحاد طنجة.

وقع أول عقد احترافي في سبتمبر 2022، وبدأ في التواجد على مقاعد بدلاء الفريق الأول موسم 2022-2023.

خلال موسم 2024-2025، انفجرت موهبته بالمشاركة في 30 مباراة، حيث صنع هدفين وخلق 18 فرصة محققة، ليؤكد امتلاكه لرؤية فنية تُناسب أسلوب الزمالك في بناء اللعب رغم عدم تسجيله أي أهداف.

صفقة تحمل بُعدًا فنيًا وإنسانيًا في آنٍ واحد

اختيار الزمالك للتعاقد مع معالي لا يُعد فقط خطوة كروية نحو مستقبل الفريق، بل هو أيضًا تعبير عن إدراك لقيمة اللاعب كقصة كفاح وإصرار.

في ظل توجه النادي نحو صقل المواهب الشابة والرهان على عناصر قادرة على التطور، يأتي معالي كخيار يُجمع بين الجودة الفنية والعقلية الصلبة، وهي مكونات باتت أساسية في منظومة يانيك فيريرا.

تجربة عبد الحميد معالي تُظهر كيف يمكن للرياضة أن تكون منصة للتغيير الإيجابي، حيث يُمكن أن تلهم الآخرين لمواجهة التحديات.

يتطلع الجميع لرؤية إسهاماته في الملعب وكيف سيُسهم في تعزيز روح الفريق وتحقيق الألقاب.