يُعتبر الدوري المصري الممتاز من أقدم وأقوى الدوريات في القارة الإفريقية والعالم العربي، حيث انطلقت نسخته الأولى عام 1948، ومنذ ذلك الحين أصبح الساحة الرئيسية لصراعات كروية مثيرة بين الأندية المصرية الكبرى، وعلى رأسها الأهلي والزمالك والإسماعيلي.
شهدت المواسم العشر الأخيرة تحولات كبيرة على صعيد المنافسة والاحترافية، مع بروز بعض الفرق الصاعدة وتراجع البعض الآخر، بينما استمر النادي الأهلي في الهيمنة على أغلب البطولات.
الدوري المصري.
البداية من موسم 2014–2015.. الاستقرار بعد الثورة
بعد الاضطرابات السياسية التي شهدتها مصر بعد ثورة يناير 2011، عاد الدوري ليستعيد جزءًا من استقراره بداية من موسم 2014–2015. حيث شهد ذلك الموسم فوز نادي الزمالك بلقب الدوري تحت قيادة المدرب البرتغالي جيسوالدو فيريرا، منهياً بذلك سلسلة من البطولات المتتالية للأهلي.
عودة السيطرة للأهلي (2015–2020)
من موسم 2015–2016 وحتى موسم 2019–2020، فرض النادي الأهلي هيمنته الكاملة على البطولة، محققًا خمسة ألقاب متتالية، بقيادة عدد من المدربين مثل حسام البدري، باتريس كارتيرون، ورينيه فايلر.
تميزت تلك المرحلة بالآتي:
ـ استقرار فني نسبي داخل القلعة الحمراء.
ـ صفقات قوية أبرزها التعاقد مع التونسي علي معلول، المغربي وليد أزارو، والجنوب إفريقي بيرسي تاو لاحقًا.
ـ انهيار نسبي في أداء المنافسين، خصوصًا الزمالك الذي عانى من اضطرابات إدارية وفنية.
الزمالك يستعيد المجد (2020–2022)
شهد موسما 2020–2021 و2021–2022 عودة قوية لنادي الزمالك تحت قيادة الفرنسي باتريس كارتيرون ثم البرتغالي فيريرا مجددًا.
حقق الزمالك لقبين متتاليين وسط أداء هجومي قوي وتألق عدد من النجوم مثل أحمد سيد زيزو، أشرف بن شرقي، وسيف الدين الجزيري.
تميزت تلك الفترة بالآتي:
ـ اعتماد الزمالك على لاعبي الأكاديمية وإعادة تدوير بعض النجوم.
ـ تراجع طفيف في أداء الأهلي، خاصة بعد خسارة دوري أبطال إفريقيا 2022 أمام الوداد المغربي.
موسم 2022–2023: مفاجأة الدوري – فيوتشر وبيراميدز يدخلان المعركة
رغم احتدام المنافسة، عاد الأهلي ليتوّج ببطولة الدوري المصري في موسم 2022–2023.
لكنّ المفاجأة الحقيقية تمثلت في صعود فريق بيراميدز إلى المركز الثاني، ونادي فيوتشر إلى المراكز الأربعة الأولى.
بدأت معالم دوري جديد تتشكل:
فرق تمتلك استقرارًا ماليًا كبيرًا.
بنية تحتية متطورة.
استقطاب محترفين أفارقة وأجانب ذوي مستوى عالٍ.
موسم 2023–2024: الأهلي يحسم الصراع مبكرًا
في الموسم الأخير 2023–2024، استطاع الأهلي أن يحسم اللقب قبل عدة جولات من نهاية الموسم، مستفيدًا من عمق تشكيلته واستقراره الفني تحت قيادة السويسري مارسيل كولر.
تألق عدد كبير من اللاعبين:
محمد الشناوي في حراسة المرمى.
حمدي فتحي وأليو ديانغ في وسط الميدان.
محمود كهربا في خط الهجوم.
في المقابل، تعثر الزمالك في معظم مراحل الموسم بسبب الأزمات المالية والعقوبات، بينما واصل بيراميدز وفيوتشر التقدم بثبات.
2024/ 2025 الأهلي يحسم اللقب على حساب بيراميدز ولكن
تُوج النادي الأهلي بلقب الدوري موسم 2024\2025 بعد منافسة مع بيراميدز على اللقب والذي شهد أجواء مثيرة حيث إنسحب الأهلي أمام الزمالك وخصم ثلاث نقاط من الأهلي وثلاث نقاط أخرى في نهاية الموسم غير أن هذا القرار تم إلغاءه مما أدى إلى رفع نادي بيراميدز شكوي في المحكمة الرياضية الدولية “كاس” وفي إنتظار قرارها.
قائمة أبطال الدوري المصري آخر 10 سنوات (2014\2025):
2014–2015 الزمالك.
2015–2016 الأهلي.
2016–2017 الأهلي.
2017–2018 الأهلي.
2018–2019 الأهلي.
2019–2020 الأهلي.
2020–2021 الزمالك.
2021–2022 الزمالك.
2022–2023 الأهلي.
2023–2024 الأهلي.
2024–2025 الأهلي.
الدوري المصري في أرقام خلال آخر 10 سنوات:
الأكثر تتويجًا: الأهلي (8 ألقاب).
أفضل هداف: أحمد سيد “زيزو” موسم 2021–2022 (19 هدفًا).
أعلى عدد من النقاط: الأهلي موسم 2016–2017 (88 نقطة).
أكبر مفاجأة: صعود فيوتشر وبيراميدز للمنافسة القارية.
تحولات كبرى على مستوى التنظيم والبث
في السنوات الأخيرة، شهد الدوري المصري نقلة نوعية على مستوى حقوق البث التلفزيوني وتحسين جودة التغطية الإعلامية، مع إدخال تقنية حكم الفيديو VAR، وكذلك أصبح الدوري أكثر جذبًا لللاعبين الأجانب والمدربين الأوروبيين.
المستقبل يحمل آفاقًا جديدة
الدوري المصري الممتاز يدخل حاليًا مرحلة جديدة من المنافسة، حيث لم تعد السيطرة قاصرة على الأهلي والزمالك فقط، بل برزت أندية مثل بيراميدز، فيوتشر، والاتحاد السكندري كقوى صاعدة.
مع استمرار الاستثمار وتطوير البنية التحتية، فإن العقد القادم قد يحمل مفاجآت أكبر، ويعيد الكرة المصرية إلى موقعها القاري والدولي المستحق.
من المتوقع أن يشهد الدوري المصري أيضًا ظهور مواهب جديدة من الشباب، مما يعزز من تنافسية الفرق ويزيد من الإثارة في المواسم القادمة.
الاستثمار في الأكاديميات والشباب سيكون له أثر كبير على مستقبل الأندية، مما يجعل الدوري المصري أكثر جذبًا للمواهب المحلية والأجنبية.