كتبت: سمر أبو الدهب
أظهرت البيانات الأخيرة عن القروض المصرفية الجديدة في الصين لشهر يونيو 2025 أداءً فاق التوقعات بشكل ملحوظ، مسجلةً 2.24 تريليون يوان في قروض اليوان الجديدة، هذا الرقم يعد الأعلى خلال ثلاثة أشهر، ويمثل قفزة كبيرة مقارنة بـ 620 مليار يوان المسجلة في مايو، ومتجاوزًا بشكل كبير التوقعات التي كانت تشير إلى 1.8 تريليون يوان، ولم يقتصر التجاوز على التوقعات فحسب، بل تخطى هذا الرقم أيضًا الـ 2.13 تريليون يوان المسجلة في يونيو من العام الماضي 2024.
موسمية الإقراض ودعم السندات الحكومية
يعزى هذا الارتفاع القوي في الإقراض إلى عاملين رئيسيين، أولاً، يشهد شهر يونيو عادةً توسعًا قويًا في الائتمان، حيث تسارع البنوك في عمليات الإقراض لتحقيق أهدافها الفصلية، هذه الظاهرة الموسمية جزء لا يتجزأ من ديناميكية النظام المصرفي الصيني.
ثانيًا، ساهمت زيادة مبيعات السندات الحكومية المقدمة بشكل كبير في تعزيز النشاط التمويلي العام هذا العام، مما وفر سيولة إضافية ودعمًا للنمو الائتماني.
التمويل الاجتماعي ونمو السيولة: مؤشرات إيجابية للاقتصاد
بالتوازي مع نمو القروض المصرفية، شهد إجمالي التمويل الاجتماعي (TSF)، وهو مؤشر شامل للائتمان والسيولة في الاقتصاد الصيني، ارتفاعًا ملحوظًا، فقد زاد بمقدار 4.2 تريليون يوان، مقارنة بـ 2.29 تريليون يوان في مايو، و 3.3 تريليون يوان قبل عام، هذا الرقم فاق أيضًا التوقعات التي بلغت 3.65 تريليون يوان، مما يعكس تحسنًا واسع النطاق في تدفقات الائتمان إلى الاقتصاد، وفي سياق متصل، استمر نمو القروض القائمة عند 7.1%، محافظًا على أدنى مستوياته منذ عام 1998، ولكنه تجاوز التوقعات التي بلغت 7%.
كما ارتفع نمو المعروض النقدي M2 إلى 8.3% من 7.9% في مايو، متجاوزًا التوقعات التي كانت عند 8.1%، وتشير هذه المؤشرات مجتمعة إلى زيادة في السيولة والائتمان داخل النظام الاقتصادي الصيني، مما قد يدعم النمو الاقتصادي في الفترة القادمة.
تعتبر هذه الأرقام دليلاً على متانة الاقتصاد الصيني وقدرته على التعافي من التحديات السابقة، مما يعزز الثقة في الأسواق المالية.
من المتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات الإيجابية في الأشهر القادمة، مما يسهم في تحقيق نمو مستدام يعزز من الاستقرار الاقتصادي.
اقرأ أيضًا: ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة المصرية في مستهل تعاملات الإثنين مدعومة بمشتريات الأجانب