كتبت حبيبة القاضي.
أطلقت منصة نتفليكس مؤخرًا فيلم Brick، أحد أحدث إنتاجاتها الألمانية في نوعية الرعب النفسي، ليدخل المشاهد في تجربة خانقة مشحونة بالغموض والتوتر، تدور أحداثها في مكان واحد يتحول تدريجيًا إلى سجن بلا تفسير.
تدور القصة حول الزوجين تيم وأوليفيا، اللذين يستيقظان ذات صباح ليجدا نفسيهما محاصرين داخل شقتهما، بعد أن ظهر جدار من الطوب فجأة يسد جميع المخارج، دون أي إشارات من العالم الخارجي.
ومع تصاعد التوتر، يدركان أن المبنى بأكمله مغلق بإحكام، ما يثير الذعر بين السكان ويحوّل حياتهم إلى كابوس بلا إجابات.
أجواء نفسية خانقة وأداء مميز
الفيلم يتميز بأجوائه النفسية المتوترة التي تذكر المشاهد بأفلام مثل The Platform و10 Cloverfield Lane، لكنه ينجح في تقديم معالجة خاصة بطابع ألماني، حيث لا تقتصر مصادر الرعب على الجدران التي تسد الطرق، بل تمتد إلى أعماق الشخصيات، مع تصاعد الخوف، والشك، والانهيارات النفسية.
يتعمق “Brick” في العلاقات الإنسانية تحت الضغط، ويطرح تساؤلات وجودية حول مدى صلابة الروابط العاطفية عندما تُختبر في ظروف غير مألوفة، وكيف يمكن للغموض أن يتحول إلى حاجز نفسي يغلق الأبواب أمام الأمل.
فيلم BRICK.
طاقم التمثيل: هشاشة إنسانية وسط الحصار
يقدم النجم الألماني ماتياس شفيغوفر أداءً لافتًا في دور “تيم”، حيث يُظهر جانبًا هشًا ومظلمًا من شخصية رجل متوتر يعيش انهيار زواجه وسجنه المفاجئ داخل منزله.
وفي المقابل، تجسد روبي أو. في شخصية “أوليفيا” ببراعة، حيث تتأرجح بين محاولات التماسك والانهيار التام، ما يخلق توازنًا نفسيًا حساسًا في سير الأحداث.
ويشارك في الفيلم أيضًا كل من فريدريك لاو وألكسندر باير، اللذين يضيفان أبعادًا جديدة للأجواء المربكة، ليكتمل بذلك طاقم العمل بمجموعة تقدم أداءً نفسيًا متماسكًا يُعزز من توتر القصة وانغلاقها المكاني.
لمن يناسب هذا الفيلم؟
“Brick” ليس فيلمًا لكل الأذواق، لكنه مناسب بشدة لمحبي التشويق النفسي والأعمال التي تدور في أماكن مغلقة، فإذا كنت ممن يفضلون القصص التي تركز على العلاقات البشرية والصراعات الداخلية بدلًا من المؤثرات أو مشاهد الحركة، فإن هذا الفيلم سيجذبك منذ الدقائق الأولى.
أما إذا كنت تميل إلى التطورات المعقدة في الشخصيات أو تصاعد درامي واضح، فقد تشعر أن الفيلم يُقدم تجربة أقرب إلى التأمل النفسي أكثر من كونه حبكة مترابطة قوية.
فيلم BRICK.
تجربة ألمانية مختلفة على نتفليكس
في وقت يزداد فيه إقبال نتفليكس على عرض الأعمال الأجنبية، يبرز “Brick” كـ تجربة سينمائية غير تقليدية تخرج عن القوالب الأمريكية المألوفة في السرد البصري.
وهو عمل سيدفع الجمهور لمزيد من الانفتاح على الإنتاجات الأوروبية، خاصة تلك التي تمزج بين الرعب والدراما النفسية بشكل متوازن.
“BRICK” فيلم يخاطب القلق البشري من المجهول، ويطرح أسئلة أكثر مما يجيب، لكنه ينجح في ترك أثر قوي في ذهن المشاهد، بين مؤيد لأجوائه المشوقة ومعارض لسطحية بعض جوانبه الدرامية، يبقى الفيلم تجربة تستحق المشاهدة لمحبي السينما النفسية.
نرشح لك: أزمة في كواليس الكبير أوي 7.. أحمد الجندي يكشف خفايا خلاف بيومي فؤاد ومحمد سلام لأول مرة
دنيا سمير غانم في شخصية بودي جارد.. موعد طرح فيلم روكي الغلابة 2025
في النهاية، يظل فيلم “Brick” تجربة فريدة تعكس قلق الإنسان في مواجهة المجهول، ويستحق المشاهدة من قبل أولئك الذين يبحثون عن أفلام تثير التفكير وتشغل الذهن.
تجدر الإشارة إلى أن الفيلم يعكس أيضًا تحديات المجتمع الحديث وكيف يمكن أن تؤثر الظروف النفسية على العلاقات الإنسانية بشكل عام.