في مشهد مؤثر لا يخلو من الحب والقوة، جلس حارس مرمى روما السابق خوليو سيرجيو إلى جانب ابنه إنزو في أحد صالونات الحلاقة، استعدادًا لقصة شعر مختلفة هذه المرة.
بمساعدة صديقه المصفف كلاوديو، قام بحلاقة رأسه هو وابنه، في لفتة رمزية دعمتها نظرات مليئة بالأمل والابتسامة.
وقال خوليو: “لم نكن نتوقع هذا الكم من الحب.. الفيديو انتشر بسرعة، والرسائل بدأت تتدفق من الأصدقاء، اللاعبين، والمشجعين. شعرنا بامتنان لا يوصف”
خوليو سيرجيو ابنه.
ويستعرض لكم موقع “بلد نيوز”، رحلة التفائل والأمل بين الأب وابنه.
معركة عمرها سنوات.. وابتسامة لا تغيب
ما يبدو للناس مجرّد فيديو مؤثر، هو في الحقيقة جزء من رحلة طويلة بدأها الأب وابنه منذ سنوات، حين تم تشخيص إنزو بمرض السرطان.
يقول سيرجيو بصراحة مؤلمة: “الصدمة كانت قاسية. لم نكن نعرف ماذا سيحصل، عشنا أيامًا صعبة، وأخرى جميلة. لكن إنزو لم يفقد ابتسامته أبدًا. هو مصدر قوتنا جميعًا”
وخلال هذه السنوات، لم يبدِ الطفل أي ضعف، ولم يُظهر دمعة، حتى في أصعب اللحظات، مما جعل والده يصفه بـ”البطل الخارق” الذي يُعلّم الجميع معنى الصبر والشجاعة.
رسائل محبة ودعم من كل مكان
عقب انتشار الفيديو، تواصل الكثير من محبي سيرجيو، من زملاء سابقين ولاعبين ومشجعين، ليعبّروا عن دعمهم وتعاطفهم، قائلًا: “لم أتوقع كل هذا. نحن نعيش حياتنا يومًا بيوم، حسب نتائج التحاليل واستجابة إنزو للعلاج. لكن هذا الدعم أدهشني وأثر فينا بعمق”
ويضيف: “ليست هذه المرة الأولى التي أشارك فيها تجربتنا على مواقع التواصل. لكن هذه المرة كانت مختلفة. الناس لم يكتفوا بالتعاطف، بل أرسلوا لنا طاقة إيجابية حقيقية”
التفاؤل بين سيرجيو وابنه.
دعوة للتوعية والبحث العلمي
خوليو لم يكتفِ بمشاركة تجربته، بل طالب بدعم أكبر للأطفال المصابين، مؤكدًا على أهمية توفير علاجات أقل ألمًا وأكثر فعالية، إلى جانب ضرورة أن تقوم المؤسسات، خاصة في البرازيل وخارجها، بدورها في دعم البحوث وتوفير الرعاية الصحية الملائمة للأطفال المرضى.
وتابع: “نحتاج علاجات أقل قسوة.. نحتاج مؤسسات أقوى وأكثر التزامًا بالبحث العلمي.. أطفالنا يستحقون أملًا حقيقيًا”
الرياضة تجمع الأب والابن دائمًا
رغم كل التحديات، تبقى الرياضة الرابط الأقوى بين الأب وابنه.
إنزو عاشق حقيقي لكرة القدم، يتابع المباريات مع والده بشغف، كما يُحب التنس، ويُشجع نادي سانتوس البرازيلي، ويُبدي إعجابًا شديدًا بنجميه المفضلين: كريستيانو رونالدو ويانيك سينر
قبل أشهر قليلة، التقى نيمار وأهداه قميصًا، ليبادله إنزو بنصيحة طفولية ناضجة: “ني، احرص على لياقتك.. سنلعب كأس العالم القادمة، ونحتاج إليك”
كما عبّر سيرجيو عن أمله في لقاء سينر قريبًا، مؤكدًا أن إنزو لا يفوّت له أي مباراة.
حب وامتنان بين خوليو سيرجيو وابنه.
العائلة.. سر القوة الحقيقية
بعيدًا عن الأضواء، يعيش خوليو سيرجيو حياة بسيطة: يعمل، ويتواجد باستمرار مع عائلته، ويضع إنزو في مركز اهتمامه اليومي، فيقول: “كل يوم يختلف عن الآخر.. أحيانًا نكون في أفضل حالاتنا، وأحيانًا نتلقى أخبارًا صعبة. لكننا دائمًا معًا، نواجه كل شيء كأسرة واحدة”، متابعًا عن أجمل لحظاته: “أن أرى السعادة في عينيه… أن أعيش معه، ومع زوجتي، ومع شقيقته الصغيرة غايا، كل لحظة، وكأنها هدية”
حلم لم يتحقق بعد.. لكنه يمنح الأمل
حين سُئل سيرجيو عن أكثر ما يُمكن أن يسعد إنزو، ابتسم وقال: “فوز البرازيل بكأس العالم المقبلة.. وربما حتى تتويج روما بلقب الدوري الإيطالي. لديّ قميص الجيالوروسي مؤطر في مكتبي، وقميصه ينتظرني في الخزانة”
رسالة مفتوحة من أب لابنه
في النهاية، تبقى قصة خوليو سيرجيو وإنزو درسًا حقيقيًا في الشجاعة، والحب، والتفاني.
قصة تستحق أن تُروى، ليس فقط لأنها مؤثرة، بل لأنها تُذكرنا أن أبطال الحياة الحقيقيين لا يلعبون دائمًا في الملاعب.. أحيانًا، تجدهم في المستشفيات، وعلى كراسي الحلاقة، يبتسمون رغم الألم.
إن رحلة خوليو وإنزو تبرز قوة الروابط الأسرية وكيف يمكن للحب أن يكون دافعًا للتغلب على أصعب التحديات. هذه القصة ليست مجرد قصة شخصية، بل هي دعوة للتضامن والتفاؤل في وجه الصعوبات.
فالأمل دائمًا موجود، وحتى في أحلك اللحظات، يمكن للحب أن يضيء الطريق نحو غدٍ أفضل.