أسطورة تتحدى الزمن.. كازو ميورا “ملك اليابان” 58 عامًا يلعب كرة القدم ويواصل تحطيم الأرقام القياسية

أسطورة تتحدى الزمن.. كازو ميورا “ملك اليابان” 58 عامًا يلعب كرة القدم ويواصل تحطيم الأرقام القياسية

في عالم كرة القدم، غالبًا ما يكون سن الثلاثين بداية نهاية المسيرة، والأربعين مرحلة التقاعد الحتمي، لكن هناك استثناءً خارقًا لكل قاعدة، واسمه كازو ميورا.

في عام 2025، لا يزال “ملك اليابان” يمارس كرة القدم بشكل محترف، في سن الـ58 عامًا، ليحطم كل الأرقام الممكنة في عالم الرياضة ويصبح رمزًا خالدًا للشغف والالتزام والولاء للمستطيل الأخضر.

ويستعرض لكم موقع بلد نيوز، قصة ملك اليابان كازو ميورا مع كرة القدم.

الياباني كازو ميورا.

البداية من البرازيل عام 1986

بدأ كازو ميورا مسيرته الاحترافية قبل ما يقرب من 40 عامًا، وتحديدًا في عام 1986، عندما سافر من اليابان إلى البرازيل ليحقق حلمه. لعب أولى مبارياته الرسمية مع نادي سانتوس، وبعدها تنقّل بين عدة أندية برازيلية قبل أن يعود إلى بلاده لاحقًا.

كان أول ياباني يحترف خارج بلاده، وفتح الباب لجيل جديد من اللاعبين اليابانيين الذين ساروا على خطاه لاحقًا، أبرزهم ناكامورا، هوندا وكاغاوا.

مشوار كازو ميورا.

 تجربة كروية عبر القارات

خلال مسيرته الطويلة، لعب كازو ميورا في:

البرازيل: (سانتوس، كورتيبا، بالميراس)

اليابان : (طوكيو فيردي، يوكوهاما، كيوتو، ويوكوهاما إف سي)

إيطاليا : (جنوى، كأول لاعب ياباني في الكالتشيو)

كرواتيا :(دينامو زغرب)

البرتغال: (مع أوليفيرينسي حاليًا)

استمر في التنقل بين الأندية باحثًا عن دقائق لعب، لا مجد شخصي. وكان دائمًا ما يُظهر شغفًا واحترافية جعلته محبوبًا أينما ذهب.

فخر اليابان وأيقونة المنتخب

مثل كازو ميورا منتخب اليابان في 89 مباراة دولية، سجل خلالها 55 هدفًا، وكان أحد أبرز الأسماء في تسعينيات القرن الماضي.

ورغم أنه لم يُستدعِ إلى مونديال 1998 في فرنسا رغم دوره البارز في التأهل، إلا أن اسمه ظل محفورًا في ذاكرة الجماهير اليابانية كأول مهاجم يضع اليابان على خريطة كرة القدم العالمية.

كازو ميورا.

 إنجازات وأرقام قياسية

في مسيرة امتدت على مدار خمسة عقود زمنية مختلفة، سجل ميورا عددًا من الإنجازات الفريدة:

أقدم لاعب يسجل هدفًا في مباراة رسمية (سجّله في عمر 54 عامًا).

أقدم لاعب محترف في التاريخ يلعب مباراة رسمية.

شارك في مباريات رسمية في كل من الثمانينيات، التسعينيات، العقد الأول من الألفية، العقد الثاني، والآن العقد الثالث.

 عام 2025: لا يزال في الملاعب

في عام 2025، أعلن نادي أوليفيرينسي البرتغالي تجديد عقده مع كازو ميورا، ليواصل اللعب في دوري الدرجة الثانية البرتغالي.

ورغم كونه لا يشارك بانتظام كأساسي، فإن وجوده في الفريق يحمل قيمة رمزية ومهنية عالية، إذ يُعد مثالًا حيًا للاحتراف والانضباط، ويؤدي دورًا محوريًا في دعم اللاعبين الشباب نفسيًا وفنيًا.

 ماذا يقول كازو عن استمراره؟

في تصريح سابق له، قال كازو ميورا: “كرة القدم ليست فقط لعبة. إنها أسلوب حياة. طالما جسدي قادر على الحركة، سأواصل الركض خلف الكرة. لا أخطط للتوقف الآن”

هذه الكلمات تعكس فلسفته الكروية القائمة على العطاء والتفاني، وليس السعي وراء الشهرة أو المال.

 كيف يواصل اللعب في سن 58؟

يعتمد كازو ميورا على:

نظام غذائي صارم.

تدريبات يومية مخصصة حسب الحالة البدنية.

التزام تام بأسلوب حياة صحي.

متابعة طبية دورية للعضلات والمفاصل.

كما يلعب في مركز هجومي بتكتيك منخفض الضغط، ما يُمكّنه من التركيز على التمركز الذكي واللمسات الحاسمة بدلاً من الجهد البدني المستمر.

 ماذا يمثل كازو ميورا لعالم كرة القدم؟

كازو ليس مجرد لاعب ياباني كبير في السن، بل هو أيقونة عالمية تتحدى الزمن، ويمثل:

قدوة للشباب: يثبت أن الشغف والتفاني يمكن أن يصنعا المستحيل

رمزًا للولاء: لم يخن مبادئه أو شغفه مهما كانت الظروف

درسًا في الاستمرارية: في زمن تُقاس فيه المسيرات بالسنوات، كازو يقيسها بالحب والعطاء

شغف لا ينتهي

في عصر تتغير فيه الأجيال سريعًا، وتندثر فيه النجوم بسرعة، يبقى كازو ميورا شاهدًا حيًا على أن الشغف الحقيقي لا يتقاعد.

وإذا كان كثيرون يحلمون بموسم أو اثنين من اللعب الاحترافي، فإن كازو قد حوّل كرة القدم إلى حياة كاملة امتدت لأكثر من 4 عقود.

وهو حتى اليوم، لا يزال يرتدي القميص، يدخل أرض الملعب، ويبتسم وهو يركض خلف الكرة — كما لو كانت أول مرة.

تظل قصة كازو ميورا ملهمة للكثيرين، حيث تُظهر أن الإصرار والعزيمة يمكن أن يتغلبا على كل العقبات.

إنه مثال حي على أن الشغف يمكن أن يستمر مدى الحياة، وأن الطموح لا يعرف حدودًا.