خبير تربوي يقيّم مارثون امتحانات الثانوية العامة بين الإيجابيات والسلبيات

مع إسدال الستار على ماراثون الثانوية العامة لهذا العام، تباينت الآراء ما بين طلاب وأولياء أمور ومعلمين، لكن نظرة المتخصصين تبقى الأعمق.
وفي هذا السياق، يقدم الخبير التربوي الدكتور مجدي حمزة لـ«بلد نيوز» تحليلًا تفصيليًا حول سير امتحانات هذا العام، محددًا أبرز الإيجابيات والسلبيات، في محاولة لتقديم قراءة تربوية لمشهد التعليم في مصر، ووضع يده على الجرح في عدد من الملفات الحساسة.
الامتحانات أفضل من السنوات السابقة
يرى حمزة أن الامتحانات هذا العام جاءت في مستوى الطالب المتوسط، مشيرًا إلى أنها أفضل من حيث المستوى عن الأعوام السابقة، حيث التزمت معظم المواد بالمواصفات والمعايير الامتحانية المطلوبة، لكنه أشار إلى مستوى مادتي الفيزياء والكيمياء، اللتين خرجتا عن هذا الإطار، وكانتا أكثر صعوبة من الطبيعي، مما سبب ارتباكًا للطلاب.
نجاح الوزارة في وقف التسريبات
واعتبر حمزة أن من أبرز النجاحات التي تُحسب لوزارة التربية والتعليم هذا العام هو القضاء على ظاهرة تسريب الامتحانات، التي كانت تمثل أزمة مزمنة في السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن هذا التطور نقلة نوعية في تأمين الامتحانات وتنظيمها.
تدريب المعلمين: “حبر على ورق”
انتقد حمزة بشدة آليات تدريب وتأهيل المعلمين داخل الوزارة، واصفًا إياها بأنها مجرد إجراءات شكلية لا تنعكس على الواقع، قائلًا: “التدريبات الحالية لا تنمي قدرات المعلم ولا تطور أدواته، الفائدة الوحيدة هي حصول المحاضر على أجره، لكن لا توجد خطة حقيقية لتحسين كفاءة المعلم، خاصة في المواد العلمية التي تحتاج إلى مدرس متميز ومتجدد”
أزمة سلوك داخل اللجان
أعرب حمزة عن قلقه من مشاهد سلبية انتشرت داخل بعض اللجان، أبرزها انتشار التدخين، ارتداء ملابس غير لائقة، بل ووصول الأمر إلى دخول أسلحة بيضاء، فضلًا عن سلوكيات عدوانية تجاه الملاحظين.
وأشار إلى أن هذه المظاهر تعكس غياب الدور التربوي، مضيفًا”الطالب بقى رايح يغش مش يحل، مفيش جانب تربوي، ومشهد الدين خارج المجموع انعكس على السلوك بشكل واضح”
.
إرهاب الملاحظين وضعف التأمين
سلّط حمزة الضوء على ظاهرة إرهاب بعض الطلاب للملاحظين داخل اللجان، والتي اعتبرها نتيجة مباشرة لوجود خلل في منظومة التعليم والانضباط، مشيرًا إلى أن بعض رؤساء اللجان يفتقرون للشخصية القوية التي تضمن السيطرة على الأوضاع.
كما انتقد تأمين بعض اللجان، كاشفًا عن واقعة في إحدى لجان المطرية بنين كان الأمن فيها نسائيًا، رغم خطورة الأوضاع، ولم تتجاوب الجهات المختصة مع رئيس اللجنة، وكان الرد: “اتصرف”
وزارة التعليم بلا سياسة واضحة
فيما يخص تطوير المناهج، قال حمزة بسخرية إن الوزارة تريد أن تكون “هوجان” التعليم، وتقوم بتطوير المناهج كل عام دون أن يكون لذلك خطة استراتيجية مدروسة، مضيفًا: “التطوير مش هدفه التغيير لمجرد التغيير، لازم يكون مبني على رؤية، مش كل سنة تقعد معايا الوزارة تطور بدون هدف”
كل ما تريد معرفته عن نظام البكالوريا الجديد للثانوية العامة 2025
مشهد انتظار الأمهات أمام اللجان
أبدى حمزة ملاحظته حول ظاهرة تجمهر الأمهات أمام اللجان، معتبرًا أنها تؤثر نفسيًا على الطلاب داخل اللجنة، وتزيد من حدة التوتر، داعيًا إلى تنظيم هذا المشهد أو الحد منه.
لجان “ولاد الأكابر”: ظاهرة ممتدة
وعن لجان “ولاد الأكابر”، أوضح حمزة أن هذه الظاهرة لا تقتصر على محافظة بعينها، بل تمتد إلى معظم المحافظات، وهي ليست مشكلة وزير فقط، بل ترتبط بسيستم الامتحانات الذي تضعه الإدارة العامة للامتحانات.
«التعليم»: إجراءات غير مسبوقة لتأمين لجان «أولاد الأكابر» بـ امتحانات الثانوية العامة 2025
مشاهد الرقص والفرح أمام اللجان: تفريغ لضغط نفسي
وعلق على مشاهد الفرح والرقص أمام اللجان بعد انتهاء الامتحانات، قائلًا إن هذا السلوك أصبح معتادًا في مختلف المراحل التعليمية، وهو في جوهره رد فعل نفسي طبيعي على الضغوط والتوترات التي عاشها الطلاب طوال العام.
إيجابيات ماراثون امتحانات الثانوية العامة 2025:
• الامتحانات جاءت في مستوى الطالب المتوسط.
• القضاء التام على تسريب الامتحانات.
• زيادة تأمين اللجان إلى نحو 10 أفراد رغم بعض السلبيات والمشكلات.
• تقليل نسبة إرسال الملاحظين إلى محافظات بعيدة.
سلبيات ماراثون امتحانات الثانوية العامة 2025:
• استمرار ظاهرة الغش بوسائل متنوعة.
• إرهاب بعض الطلاب للملاحظين.
• ضعف شخصية عدد من رؤساء اللجان.
• اختيار خاطئ لعناصر التأمين في بعض اللجان.
• تكليف بعض الملاحظين من أصحاب كبار السن والأمراض بأداء مهامهم رغم حالتهم الصحية.
• انتشار التدخين داخل اللجان بشكل واضح وظاهرة البناطيل المقطعة.
تتطلب المرحلة القادمة مزيدًا من الجهد لتطوير العملية التعليمية وتحسين البيئة المدرسية.
يجب أن يكون هناك اهتمام أكبر بالجانب النفسي للطلاب وتوفير الدعم اللازم لهم لمواجهة الضغوط.