لوكا مودريتش.. المايسترو الكرواتي الذي أعاد تشكيل خط الوسط

يُعتبر لوكا مودريتش من أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ كرة القدم الحديثة. بأسلوبه الفريد ورؤيته الساحرة، تحول من فتى نحيل في زغرب إلى أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في أوروبا والعالم. ومع انتقاله رسميًا إلى إيه سي ميلان في صيف 2025، يبدأ “المايسترو” فصلًا جديدًا في مسيرته التي تمتد لأكثر من عقدين، مليئة بالمجد، الصبر، والعظمة.
لوكا مودريتش.
النشأة والبدايات في كرواتيا
ولد مودريتش في 9 سبتمبر 1985 بمدينة زادار الكرواتية خلال فترة الحرب، ونشأ في ظروف صعبة شكلت شخصيته القتالية لاحقًا. التحق بأكاديمية دينامو زغرب، وهناك برز كصانع ألعاب متكامل، يجمع بين الذكاء التكتيكي والمهارة الفنية.
أُعير في بداياته إلى أندية كرواتية مثل زدنيتشكي وإنتر زابرشيتش قبل أن يفرض نفسه لاعبًا أساسيًا مع دينامو، ويقوده للفوز بالدوري المحلي، ويبدأ رحلة النجومية.
الانتقال إلى توتنهام وبداية الاحتراف الأوروبي
في صيف 2008، انتقل مودريتش إلى توتنهام هوتسبير الإنجليزي مقابل 16.5 مليون جنيه إسترليني، في صفقة كانت الأكبر بتاريخ النادي حينها.
ورغم البداية المتعثرة بسبب البنية الجسدية الضعيفة، تطور أداءه بسرعة، وأصبح أحد أفضل لاعبي الوسط في البريميرليغ، بفضل تمريراته الدقيقة وتحكمه في إيقاع اللعب.
المجد الأوروبي مع ريال مدريد
عام 2012، انتقل مودريتش إلى ريال مدريد الإسباني مقابل 30 مليون يورو. ورغم تعرضه لانتقادات في بداياته، تطور مستواه تدريجيًا ليصبح ركيزة لا غنى عنها في وسط الميرينغي.
●أبرز إنجازاته مع ريال مدريد:
دوري أبطال أوروبا: 5 مرات (2014، 2016، 2017، 2018، 2022)
الليغا الإسبانية: 3 مرات
كأس العالم للأندية: 5 مرات
كأس ملك إسبانيا: 2
كأس السوبر الأوروبي والإسباني: العديد من الألقاب
كوّن ثلاثيًا تاريخيًا في الوسط مع كروس وكاسيميرو، وهيمن على أوروبا لسنوات.
النجم لوكا مودريتش.
الجوائز الفردية والكرة الذهبية
توّج لوكا مودريتش ذروة مجده الفردي بالفوز بجائزة الكرة الذهبية (Ballon d’Or) عام 2018، ليكسر هيمنة كريستيانو رونالدو وميسي التي استمرت 10 سنوات.
كما نال:
أفضل لاعب في كأس العالم 2018.
جائزة الأفضل من الفيفا 2018.
أفضل لاعب وسط في دوري الأبطال أكثر من مرة.
ضمن تشكيلة العام للفيفا واليويفا عدة مواسم.
مودريتش والكرة الذهبية.
قائد كرواتيا التاريخي
على الصعيد الدولي، يُعد مودريتش القلب النابض لمنتخب كرواتيا، وشارك في:
4 نسخ من كأس العالم (2006–2022).
3 نسخ من اليورو.
قاد كرواتيا إلى نهائي مونديال 2018، وخسروه بشرف أمام فرنسا.
وحقق المركز الثالث في مونديال قطر 2022.
بفضل قيادته وهدوئه، أصبح أكثر لاعب تمثيلًا لمنتخب كرواتيا تاريخيًا.
الانتقال إلى ميلان.. فصل جديد من المجد
في صيف 2025، أعلن نادي إيه سي ميلان الإيطالي تعاقده مع لوكا مودريتش في صفقة انتقال حر بعد نهاية عقده مع ريال مدريد، ليبدأ النجم الكرواتي مغامرة جديدة في السان سيرو بعمر الـ39.
اختار ميلان للاستمرار في أعلى مستوى ممكن، خاصة أن النادي الإيطالي يخوض دوري أبطال أوروبا، ويطمح إلى العودة للمجد الأوروبي بقيادة عدد من النجوم الشباب، ويُنتظر أن يلعب مودريتش دور القائد والموجّه.
الانتقال إلى ميلان.
أسلوب اللعب وتأثيره
يمتاز مودريتش بقدرة نادرة على التحكم في نسق المباراة، والربط بين الدفاع والهجوم، إلى جانب تمريراته الطويلة والعرضية الدقيقة، وقراءته المتقدمة للخصوم.
ليس لاعب “أرقام”، لكنه صانع تنظيم، ويُعتبر مثالًا على اللاعب المتكامل تكتيكيًا وفنيًا.
تأثيره خارج الملعب
شخصية هادئة ومحترمة.
مثال يُحتذى به في الالتزام والانضباط.
محبوب من الجماهير بمختلف انتماءاتها.
رمز عالمي لكرة القدم النقية غير المثيرة للجدل.
أحد أكثر اللاعبين احترامًا في غرف الملابس.
لوكا مودريتش ليس مجرد لاعب وسط عظيم، بل رمز لجيل كامل من العطاء والصبر والقيادة. بعد سنوات من التألق مع ريال مدريد وكرواتيا، يكتب الآن سطرًا جديدًا في مسيرته الخالدة مع إيه سي ميلان، مؤكدًا أن العُمر مجرد رقم، وأن الإبداع لا يتوقف عند حدود.
في السنوات المقبلة، يُتوقع أن يستمر مودريتش في تقديم الأداء العالي الذي اعتاد عليه، مما يجعله أحد أعمدة الفريق في مسعاه للعودة إلى القمة. إن إصراره على النجاح ورغبته في التعلم والتطور تجعله مثالاً يُحتذى به للاعبين الشباب.
بفضل خبرته الطويلة، يمكن لمودريتش أن يُسهم في تطوير اللاعبين الجدد في ميلان، مما يُعزز ثقافة الفوز في النادي ويضمن استمرارية الأداء العالي على مدار السنوات القادمة.