بعد 7 سنوات من الصمت.. عمرو دياب وعمرو مصطفى في استوديو واحد مرة أخرى

بعد 7 سنوات من الصمت.. عمرو دياب وعمرو مصطفى في استوديو واحد مرة أخرى

كتبت حبيبة القاضي.

منذ أواخر التسعينيات، شكّل عمرو دياب وعمرو مصطفى ثنائيًا ذهبيًا في الأغنية العربية، تعاونات كثيرة جمعت بين صوت “الهضبة” وموهبة عمرو مصطفى التلحينية، بدأت مع ألبوم “قمرين” عام 1999، وامتدت إلى أغنيات أصبحت علامات خالدة مثل تملي معاك، أنا عايش، ليلي نهاري، قصاد عيني وغيرها.

لكن خلف الكواليس، لم تكن العلاقة دائمًا وردية، إذ مرت بفترات من التوتر، ثم الخلاف العلني، وصولًا إلى القطيعة التامة، ثم المصالحة التي خطفت قلوب الجمهور من جديد، في واحدة من أكثر القصص تأثيرًا في الوسط الفني.

بداية الخلاف العلني بين دياب ومصطفى

ظهرت أولى بوادر الخلاف إلى العلن في عام 2012، عندما طرح عمرو دياب ألبوم “باين حبيت” دون الإشارة إلى اسم عمرو مصطفى ضمن صناع العمل، رغم أن مصطفى كان قد لحن بعض الأغاني خلال مرحلة التحضير.

رد مصطفى لم يكن مباشرًا، لكنه نشر عبر حسابه منشورًا مبهمًا انتقد فيه فنانين كبارًا “يتجاهلون جهود الآخرين”، ورغم أنه لم يذكر اسم دياب، إلا أن الجمهور فهِم المقصود بسرعة.

عمرو دياب وعمرو مصطفى.

عمرو دياب وعمرو مصطفى.

انفجار الأزمة في 2018

الأزمة الكبرى وقعت عام 2018، مع إصدار ألبوم “كل حياتي”، عمرو مصطفى أكد أنه لحّن بعض الأغاني في الألبوم، لكنه تفاجأ بعدم ذكر اسمه، فكتب منشورًا قال فيه: “اشتغلت مع عمرو دياب من قلبي لسنين، لكن اللي حصل تقليل من شغلي قدام الناس، وده مش مقبول”

وواصل انتقاداته غير المباشرة حول “تجاهل صناع النجاح”، ما فهم منه أنه يقصد الهضبة.

أما عمرو دياب، فالتزم الصمت كعادته، واختار ألا يرد، لكنه استمر في التعاون مع آخرين، ما اعتبره البعض تجاهلًا متعمدًا لمصطفى.

2020 لحظة القطيعة الكاملة

عندما أصدر دياب أغنية “أماكن السهر” عام 2020، شعر عمرو مصطفى أن الفكرة الموسيقية مستوحاة من أسلوبه، فكتب منشورًا صريحًا: “أنا اللي بدأت فكرة الموسيقى دي من سنين، ودلوقتي بيقلدوها ويقولوا فن!”

وبعدها أعلن رسميًا انتهاء العلاقة الفنية مع عمرو دياب، وقال في لقاء صحفي: “أنا صاحب مشروع الهضبة الحديث، لكن مشكلته إنه بينسى مين وقف معاه”

ورغم حدة تصريحاته، أظهر مصطفى حنينه للعلاقة القديمة، وقال في تصريح لاحق: “ماكنتش بس مُلحّن.. كنت أخ وصديق”

رسالة قلبية تُنهي سنوات الخصام

في بداية عام 2025، أُعلن عن إصابة عمرو مصطفى بمرض السرطان، وهو ما أثّر في الوسط الفني بشدة.

وهنا، جاء رد فعل غير متوقع من عمرو دياب، إذ نشر عبر صفحته الرسمية: “ألف سلامة يا عمرو.. أخ وصديق، وسعيد بعودة التعاون قريبًا”

رد مصطفى لم يتأخر، فحذف منشوراته القديمة التي هاجم فيها دياب، وأكد انتهاء الخلاف، موجهًا الشكر لكل من تدخل لإصلاح العلاقة.

ومن أبرز الوسطاء كان الشاعر تامر حسين، الذي لعب دورًا مهمًا في إعادة اللقاء بين النجمين.

عمرو دياب وعمرو مصطفى.

لقاء المصالحة وليالي السعودية المصرية

تم اللقاء بين دياب ومصطفى خلف الكواليس، ثم ظهر الثنائي مجددًا في حفل كبير ضمن “ليالي السعودية – المصرية” بدار الأوبرا، بحضور جمهور كبير وعدد من الفنانين.

وفي تصريحات إعلامية، قال مصطفى: “إحنا عدّينا مرحلة الغضب، وهو أخ وصديق، وراجع نشتغل مع بعض”

ابتدينا أول عمل فني بعد الصلح

في 26 يونيو 2025، نشرت الصفحة الرسمية لعمرو دياب صورة له مع عمرو مصطفى من داخل الاستوديو، وكتب: “ابتدينا”

الصورة التي جمعت الاثنين كانت مليئة بالطاقة الإيجابية والابتسامات، وعكست روح الانسجام بينهما بعد سنوات من البعد.

الأغنية الجديدة من المتوقع طرحها قريبًا، وتحمل اسم “ابتدينا”، كإشارة ذكية إلى بداية مرحلة جديدة في مشوار مشترك بين نجمين أعادا تشكيل هوية الأغنية العربية المعاصرة.

ستبقى قصة عمرو دياب وعمرو مصطفى مثالاً حيًا على قوة العلاقات الإنسانية في عالم الفن، وكيف يمكن للمصالحة أن تعيد الحياة لشراكات فنية كانت قد انقطعت.

بينما ينتظر الجمهور بشغف ما سيقدمه الثنائي في المستقبل، يبقى الأمل في استمرار التعاون بينهما وتحقيق نجاحات جديدة تضاف إلى مسيرتهما الفنية.

اقرأ المزيد: عمرو دياب وعمرو مصطفى.. صفحة جديدة بعد سنوات الخلاف
عمرو مصطفى يتحدى مرض السرطان برسائل دعم من الأصدقاء والمقربين، التفاصيل الكاملة
عمرو مصطفى معلقًا على سرقة لحن له: «ألحاني غير مصرح لها بالنشر»