شهد قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في مصر طفرة غير مسبوقة خلال السنوات الـ11 الماضية، إذ ارتفع عدد الجامعات من 50 جامعة في عام 2014 إلى 128 جامعة حاليًا، ما يُجسد حجم الدعم المستمر الذي أولته القيادة السياسية لمنظومة التعليم الجامعي، بهدف تطوير بنيته التحتية وتحديث برامجه التعليمية وتحقيق التوازن بين التوسع الكمي والارتقاء النوعي.
وأكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن هذه الطفرة جاءت بفضل الدعم الهائل الذي قدمه الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن التوسع في إنشاء الجامعات يستهدف استيعاب الإقبال المتزايد على التعليم العالي، وتحسين جودة الخدمات التعليمية، وتهيئة خريجين مؤهلين لسوق العمل.
وأشار الوزير إلى أن الجامعات المصرية تنقسم حاليًا إلى:
- 28 جامعة حكومية (مقابل 23 جامعة عام 2014)
- 35 جامعة خاصة (مقابل 23 جامعة سابقًا)
- 32 جامعة أهلية (بعد أن كانت 4 فقط قبل 2014)
- 14 جامعة تكنولوجية
- 9 أفرع لجامعات أجنبية
- 6 جامعات باتفاقيات دولية
- جامعتان باتفاقيات إطارية
- جامعة بقانون خاص
- أكاديمية واحدة بإشراف الوزارة
وإلى جانب الجامعات، تضم المنظومة 185 معهدًا عاليًا و11 مركزًا بحثيًا.
وأوضح عاشور أن الجامعات الحكومية شهدت تطورًا كبيرًا، إذ أصبح عددها 28 جامعة تضم 517 كلية تُقدم برامج تعليمية متطورة تواكب متطلبات سوق العمل الحديث، كما تم إنشاء 12 جامعة أهلية جديدة خلال العام الجاري، من أبرزها جامعات السويس، القاهرة، عين شمس، دمنهور، وسوهاج الأهلية، ومن المنتظر بدء الدراسة بها في العام الأكاديمي 2025/2026.
وتتكامل هذه الجامعات الجديدة مع 16 جامعة أهلية قائمة بالفعل، أبرزها جامعة الملك سلمان الدولية، وجامعة الجلالة، وجامعة العلمين الدولية، إضافة إلى 4 جامعات أهلية سابقة هي: النيل، المصرية للتعلم الإلكتروني، الفرنسية في مصر، ومصر للمعلوماتية، ما يعكس تضاعف عدد الجامعات الأهلية ثماني مرات خلال عقد واحد
وفي إطار تطوير التعليم الفني، نوّه الوزير إلى استحداث مسار الجامعات التكنولوجية لأول مرة في مصر، ليصل عددها إلى 14 جامعة تكنولوجية، منها جامعات بالقاهرة الجديدة وبني سويف والدلتا وسمنود و6 أكتوبر، إلى جانب جامعتين تكنولوجيتين خاصتين، هما “السويدي للتكنولوجيا” و”ساكسوني مصر”، في إطار خطة تستهدف تغطية جميع المحافظات بجامعات تكنولوجية.
كما أشار عاشور إلى التوسع في إنشاء أفرع الجامعات الأجنبية داخل مصر، بهدف تقديم تعليم دولي داخل البلاد وجذب الطلاب الوافدين، إذ باتت تضم مصر 9 أفرع لجامعات مرموقة مثل كوفنتري البريطانية، نوفا البرتغالية، هيرتفوردشاير، لندن، وجامعات كندية وروسية، مع الانتهاء من فحص 3 طلبات جديدة، وجارٍ دراسة 19 طلبًا آخر.
من جانبه، أوضح الدكتور عادل عبدالغفار، المتحدث الرسمي للوزارة، أن الجامعات المصرية باتت ركيزة رئيسة في تنفيذ مبادرة “تحالف وتنمية” التي تُعزز التعاون بين الجامعات والمؤسسات الصناعية، بما يخدم أهداف التنمية الوطنية، مشيرًا إلى أن الجامعات أصبحت تعتمد على أحدث النظم التعليمية، وتُقدم برامج بشهادات مزدوجة بالتعاون مع جامعات أجنبية، ما يرفع من جودة التعليم ويعزز تنافسية الخريجين إقليميًا ودوليًا.
وأكد عبدالغفار أن هذه الإنجازات ساهمت في تحسين ترتيب الجامعات المصرية في التصنيفات الدولية، وزيادة أعداد الطلاب الوافدين، ورفع معدلات النشر الدولي، مشددًا على أن هذا التطور يدعم قوة مصر الناعمة ويعزز دور البحث العلمي في تحقيق رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
تستمر الجهود المبذولة في تحسين التعليم العالي والبحث العلمي، حيث تسعى الوزارة إلى تعزيز الشراكات مع المؤسسات العالمية لتبادل المعرفة والموارد.
كما يتم العمل على تطوير المناهج الدراسية لتكون أكثر توافقًا مع متطلبات سوق العمل، مما يسهم في زيادة فرص العمل للخريجين.