قانون الإيجارات القديمة يهدد تراث نبيلة عبيد الفني

قانون الإيجارات القديمة يهدد تراث نبيلة عبيد الفني

شقة نبيلة عبيد في المهندسين لم تكن يومًا مجرد أربعة جدران، بل كانت أرشيفًا حيًّا لذاكرة فنية عمرها أكثر من نصف قرن، ومكانًا احتضن النجاحات والدموع والأفكار الأولى التي تحوّلت إلى أفلام صنعت وجدان المصريين.

لكن اليوم، يبدو أن هذا التاريخ مهدد، بعد أن وجدت سيدة الشاشة العربية نفسها في مواجهة مع القانون الجديد للإيجارات القديمة.

«شقة نبيلة عبيد».. منبر الذكريات في خطر

من نافذة صغيرة تطل على شارع هادئ في حي المهندسين، كانت نبيلة عبيد تراقب الحياة وهي تمرّ، تحفظ في قلبها ضوء النهار وروح الليل، وتستعيد ملامح زمن مضى كانت فيه نجمة لا تغيب.

شقة نبيلة عبيد ليست مجرد مكان للسكن، بل متحف صغير يحتفظ بتفاصيل فنانة قدمت عشرات الأدوار التي رسمت ملامح المرأة المصرية على الشاشة، من «الراقصة والسياسي» إلى «كشف المستور».

نبيلة عبيد.

قالت نبيلة عبيد في تصريحات باكية: “الشقة دي مش بس بيت.. دي فيها نفسي، فيها كل حاجة عملتها، جوائز، وسيناريوهات، وصوري من أيام ما كنت ببدأ. دي عمري كله”

صرختها لم تكن تمردًا على القانون، لكنها كانت صرخة إنسانية من فنانة لم تطلب استثناءً، بل طلبت تفهُّمًا: “أنا مش ضد القانون، بس نفسي الناس تشوف اللي ورا الجدران دي.. ده مش بيت، ده تاريخ”

قانون الإيجارات القديمة.. عدالة أم قسوة على الذاكرة؟

يأتي تهديد الإخلاء في ظل التعديلات الجديدة على قانون تنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر، والمعروف إعلاميًا بقانون الإيجار القديم، والذي يُطبّق بشكل تدريجي على عدد من الحالات، ويهدف إلى تحقيق العدالة بين المالك والمستأجر بعد سنوات طويلة من الجمود القانوني.

هل تتحول شقة نبيلة عبيد إلى متحف فني؟

مع تصاعد حملة التضامن، بدأ البعض يطرح فكرة تحويل شقة نبيلة عبيد إلى متحف مصغر أو مزار فني، يحتفظ بذكرياتها الشخصية، وصورها، ونسخ السيناريوهات الأصلية التي كتبتها بخط يدها، لتكون مرجعًا للأجيال القادمة.

إن الحفاظ على ذاكرة الفن هو مسؤولية جماعية، فكل فنان يمثل جزءًا من تاريخنا الثقافي. شقة نبيلة عبيد ليست مجرد منزل، بل هي رمز للإبداع الذي يحتاج إلى الحماية والدعم.

يجب أن نتذكر دائمًا أن الفن هو جسر يربط الأجيال، وأن قصص الفنانين يجب أن تظل حية في قلوبنا وعقولنا.

اقرأ أيضًا: خبير اقتصادي لـ”بلد نيوز”: قانون الإيجار القديم يضع آلاف العائلات أمام مستقبل بلا وضوح