يقف تشابي ألونسو، المدير الفني الجديد لريال مدريد، أمام أول تحد حقيقي في مشواره مع الفريق، وذلك عندما يواجه بوروسيا دورتموند في ربع نهائي كأس العالم للأندية.
تألق جارسيا أم نجومية مبابي؟
ما يجعل المواجهة أكثر تعقيدًا ليس فقط قوة الخصم، بل الصداع الذي سببه تألق جونزالو جارسيا، مهاجم الكاستيا الصاعد، في ظل عودة كيليان مبابي تدريجيًا من الإصابة.
جونزالو جارسيا خطف الأضواء في البطولة المقامة حاليًا في الولايات المتحدة، بعدما سجل ثلاثة أهداف وصنع آخر، مستغلاً غياب مبابي بسبب عدوى فيروسية أثرت على لياقته البدنية.
وبات المهاجم الشاب يقدم نفسه كمنافس شرس على مركز المهاجم الأساسي، بل ويضع المدرب في مأزق مبكر لاختيار أحدهما في مواجهة مصيرية.
رغم أن مبابي بدأ يستعيد عافيته تدريجيًا، إلا أن مشاركته منذ البداية أمام دورتموند لا تبدو محسومة.
ألونسو يملك الآن أكثر من خيار: إما أن يبقي على جارسيا في التشكيل الأساسي ويبدأ بمبابي على مقاعد البدلاء، أو يغامر باللعب بثلاثي هجومي يضم مبابي وفينيسيوس وجارسيا، وهو ما يعني تعديل الرسم التكتيكي الحالي للفريق
امتداد أسطورة ريال مدريد
اللافت أن جارسيا لم يأت من العدم، بل هو نتاج مدرسة ريال مدريد. وصقل على يد أسطورة النادي راؤول في الكاستيا، حيث خاض تحت قيادته 73 مباراة.
العلاقة بين الثنائي تجاوزت الجانب الفني، ووصلت إلى حد اعتبار جارسيا امتدادًا فكريًا وروحيًا للنادي، وهو ما ظهر في رسالة راؤول له بعد هدفه الأول في البطولة.
تصريحات ألونسو عن جارسيا كشفت عن إعجابه الكبير بقدراته، حين قال: “يذكرني براؤول”
ما يعكس الإيمان بالمهاجم الشاب كمشروع طويل الأمد داخل الفريق.
ومع ازدياد الحديث عن مستقبله، قد يضطر ألونسو لاتخاذ قرار جريء بتثبيته في الفريق الأول، على حساب نجم عالمي مثل مبابي.
القرار النهائي بيد ألونسو، الذي سيواجهه مع كل مباراة ضغطًا متصاعدًا لاختيار الأفضل.
لكنه يدرك أن كل دقيقة يمنحها لجارسيا قد تكتب صفحة جديدة في تاريخ ريال مدريد، وتشكل انطلاقة أسطورة قادمة، أو تبقيه مجرد اسم عابر في سجل المواهب الواعدة.
في النهاية، يبقى التحدي الأكبر هو كيفية إدارة التوازن بين الحفاظ على النجوم الحاليين وتطوير المواهب الصاعدة.
يترقب عشاق النادي ما سيسفر عنه هذا القرار في الأسابيع المقبلة، حيث أن كل مباراة تحمل في طياتها العديد من المفاجآت.