Site icon بلد نيوز

بين النمو والعجز.. خبير اقتصادي لـ«بلد نيوز»: مشروع ترامب يحفز استهلاك الطبقة الوسطى ويرفع الدين الأمريكي 5 تريليونات

قال الدكتور منير شافعي، الخبير الاقتصادي، إن مجلس النواب الأمريكي أقر مشروع قانون الضرائب والإنفاق بأغلبية ضئيلة، حيث حصل على 218 صوتًا مقابل 214، ومن المتوقع أن يقوم الرئيس ترامب بالتوقيع عليه في 4 يوليو، تزامنًا مع الاحتفالات بعيد الاستقلال الأمريكي.

محتويات المشروع

وأشار الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ «بلد نيوز»، إلى أن محتويات مشروع القانون تشمل تخفيضات ضريبية ضخمة، حيث يتضمن تحويل تخفيضات ضريبة عام 2017 إلى دائمة، بالإضافة إلى إعفاءات على الإكراميات وساعات العمل الإضافية وفوائد قروض السيارات وزيادة الخصم الضريبي للأطفال والمعاشات مضيفا أن المشروع يشمل إنفاقًا على الدفاع والهجرة، حيث يتضمن إضافة مئات المليارات إلى ميزانية الدفاع وتوسيع إجراءات الهجرة.

وتابع شافعي، أن من ضمن المشروع تقليص برامج الضمان الاجتماعي، حيث سيتم خفض تمويل “ميديكيد” وبرامج المساعدات الغذائية، مما قد يؤثر سلبًا على ملايين ذوي الدخل المنخفض لافتًا إلى رفع سقف الخصومات، لأنه يتضمن رفع سقف خصم الضرائب على الدخل المحلي “SALT” مؤقتًا، مما يعزز الاستهلاك والسوق العقارية، كما يتيح المشروع رفع سقف الدين الحكومي بمقدار 5 تريليونات دولار، مما يخفف الضغط على الأسواق.

تأثيرات مشروع الضرائب

وأوضح شافعي بعض النقاط الإيجابية لمشروع ترامب، من خلال تحفيز اقتصاد الأعمال، وتشمل إعفاءات ضريبية مؤجلة، وتعزز التخطيط طويل الأجل للشركات، وتدفع النمو الاقتصادي، وفقًا لآراء المحللين منوهًا إلى دفعة استهلاكية وسطى، حيث تشهد ملايين الأسر زيادة في دخلها الصافي من الخصومات والامتيازات الحكومية.

وأشار شافعي إلى أن مشروع ترامب يحقق عجزًا ماليًا، حيث تشير التقديرات إلى زيادة الدين بما يقارب 3.3 إلى 4.6 تريليون دولار خلال عقد من الزمان، مع ارتفاع محتمل في معدلات الفائدة والتضخم ويحقق أيضًا تفاوتًا في المنافع، حيث تؤكد الانتقادات أن الأغنياء والمؤسسات سيحققون مكاسب أكبر من الطبقات الفقيرة، مما يمثل أثرًا سلبيًا اجتماعيًا حقيقيًا، مع تقليص برامج الضمان الصحي والغذائي، حيث إن ملايين الأشخاص معرضون لفقدان تغطية الرعاية الصحية والدعم الغذائي.

وأوضح الخبير الاقتصادي، أنه بالرغم من المعارضة من بعض النواب مثل ماسّي وفيتزباتريك، فقد تم كسر الجمود بحملة ضغوط من ترامب وقادة الحزب مشيرًا إلى الرد الديمقراطي حيث نُفذ خطاب مطول استمر أكثر من 8 ساعات، من قيادة زعيم الأقلية الديمقراطية حكيم جيفريز، للتعبير عن رفض صارم لخصومات الرعاية الاجتماعية لافتًا إلى أن هناك تناغمًا مع انتخابات 2025، حيث تعزز تلك الخطوة موقف ترامب وتركز على قاعدته الانتخابية.

في النهاية، قال شافعي إن مشروع ترامب يؤكد التزام الجمهوريين بخطتهم الاقتصادية، التي تشمل ضرائب قليلة، ودفاعًا وهجرة أقوى، لكن بأسعار اجتماعية ومالية محتملة.

كما أضاف شافعي أن التحديات القادمة قد تتطلب تعديلات إضافية على المشروع لضمان التوازن بين الإنفاق الحكومي والحفاظ على حقوق المواطنين، مما يجعل من الضروري متابعة التطورات السياسية والاقتصادية بشكل دقيق.

وفي ختام حديثه، دعا شافعي إلى أهمية الحوار بين الأطراف السياسية المختلفة لضمان تحقيق مصالح جميع فئات المجتمع، مما يسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

Exit mobile version