وداع لا يشبه الوداع.. جماهير الزمالك تحتفي بحمزة المثلوثي في لحظة الفراق

وداع لا يشبه الوداع.. جماهير الزمالك تحتفي بحمزة المثلوثي في لحظة الفراق

بمشاعر مختلطة بين الحزن والامتنان، ودّعت جماهير نادي الزمالك نجمها التونسي حمزة المثلوثي، الذي أعلن رسميًا رحيله عن القلعة البيضاء بعد خمسة مواسم كاملة، قضى خلالها أجمل فتراته الكروية، وأصعبها أيضًا.

لم يكن وداعًا عاديًا. بل كان مشهدًا إنسانيًا نادرًا، عنوانه الأبرز: “الوفاء لا يُنسى”. فقد بادرت جماهير الزمالك بإطلاق وسم “شكرا حمزة المثلوثي”، الذي سرعان ما تصدّر منصات التواصل، حاملاً في طياته رسائل شكر، ولقطات مؤثرة للاعب في انتصاراته وانكساراته

خمسة مواسم.. ست بطولات.. ولا لحظة خذلان

خلال رحلته في الزمالك، كان المثلوثي نموذجًا للمحارب الصامت. لم يثر الجدل يومًا، لم يتحدث كثيرًا، لكنه كان حاضرًا في الموعد دائمًا.

رفع مع الزمالك 6 بطولات: بطولتين للدوري المصري، بطولتين لكأس مصر، بطولة للكونفدرالية الإفريقية، وأخرى للسوبر الإفريقي، والأهم من كل ذلك، أنه رفع رصيد محبته في قلوب جماهير الفريق

حتى عندما أبعدته الإصابة الأخيرة عن الملاعب، ظل وفياً للفريق، مؤمناً بقدره، ومساندًا لزملائه. وعندما حان وقت الرحيل، لم يتحدث عن العقود أو الظروف، بل كتب: “سأغادر اليوم وأنا فخور بكل لحظة عشتها هنا، بكل لحظة تحدٍ، وبكل بطولة حققناها معًا. الزمالك بيتي وسيظل كذلك.. إلى لقاء قريب إن شاء الله”

الجماهير ترد الوفاء بالوفاء

ردود الفعل جاءت سريعة وعاطفية. امتلأت الصفحات بصور المثلوثي وهو يبتسم في الاحتفالات، وهو يبكي في الخسائر، وهو يقاتل داخل المستطيل الأخضر. وكتب مشجع: “لم تكن مجرد لاعب، كنت رمزًا للالتزام.. نختلف على مستواك لكن لا نختلف أبدًا على إخلاصك”

وشبه البعض رحيله بوداع علي معلول لجماهير الأهلي، بعد إصابته الأخيرة، حيث ظهر التشابه الكبير في المواقف والردود، والروح التي ربطت اللاعب بجمهوره.

مسيرة تُحترم.. ووداع يليق بالكبار

في زمن يتغير فيه اللاعبون سريعًا، ويختفي الوفاء بين السطور، جاء وداع حمزة المثلوثي مختلفًا.. مليئًا بالمشاعر، يليق بمن أعطى، واحترم، وودّع كما يليق بالكبار.

قد يغادر المثلوثي الزمالك، لكن قصته ستبقى محفورة في ذاكرة المدرج الأبيض.. قصة كتب فيها عنوانها: “من أحبنا بصدق، لن ننساه أبدًا”

ستظل ذكريات المثلوثي حاضرة في قلوب الجماهير، كرمز للوفاء والإخلاص، وستبقى إنجازاته شاهدة على مشواره المميز مع الفريق.

كما أن رحيله يفتح الباب أمام جيل جديد من اللاعبين ليحذوا حذوه، ويكونوا مثالًا للالتزام والعطاء في عالم كرة القدم.