ظهيران خارج الخدمة.. كيف تحولت جبهات الأهلي من قوة إلى أطراف مبتورة؟

ظهيران خارج الخدمة.. كيف تحولت جبهات الأهلي من قوة إلى أطراف مبتورة؟

يُعد النادي الأهلي واحدًا من أكثر الأندية التي تميزت عبر تاريخها بقوة الجناحين الدفاعيين، وتحديدًا في مركزي الظهيرين الأيمن والأيسر، واللذين شكلا على مدار سنوات طويلة مصدر تفوقه محليًا وقاريًا.

فلطالما اعتمد الفريق الأحمر على ظهيرين قادرين على أداء الواجبات الدفاعية والهجومية بكفاءة، ما جعل من الجبهتين عنصرًا حاسمًا في تحقيق البطولات وتسجيل الأهداف.

علي معلول لاعب الأهلي السابق.

من جيلبرتو إلى معلول.. أين اختفى ظهير الأهلي؟

شهد مركز الظهير الأيسر بالأهلي أسماء لامعة كتبت تاريخًا خاصًا مع الفريق، بدايةً من فتحي مبروك وربيع ياسين، ووصولًا إلى الأسطورة الأنغولية جيلبرتو، الذي ارتبط اسمه بواحدة من أنجح الفترات في تاريخ القلعة الحمراء، بفضل سرعته وعرضياته الدقيقة، إلى جانب شريكه الراحل محمد عبدالوهاب، الذي شكل ثنائيًا استثنائيًا مع جيلبرتو قبل رحيله المفجع.

لاحقًا جاء التونسي علي معلول ليُعيد لهذا المركز بريقه، بعدما بات أحد أبرز لاعبي الجبهة اليسرى في أفريقيا، وساهم بشكل مباشر في تحقيق الألقاب القارية والمحلية، حتى رحيله بنهاية الموسم الماضي.

ومع غياب معلول، بدأت ملامح أزمة واضحة في هذا المركز، خاصة مع عدم ثبات مستوى الثنائي الشاب كريم الدبيس وأحمد نبيل كوكا، ما دفع إدارة الأهلي للبحث خارجيًا، والتعاقد مع المغربي يحيى عطية الله قادمًا من سوتشي الروسي، في صفقة يُعوّل عليها كثيرًا.

ورغم اللمحات الجيدة التي أظهرها عطية الله، إلا أن انسجامه لا يزال بحاجة إلى وقت، في وقت تدرس فيه الإدارة استعادة محمد شكري المعار إلى سيراميكا كليوباترا لتعزيز العمق في هذا المركز.

أحمد فتحي نجم الأهلي السابق.

الجبهة اليمنى.. افتقاد الثبات بعد “إرث” أحمد فتحي

على الجانب الآخر، لا يبدو الحال أفضل في الجبهة اليمنى، التي عرفت عبر تاريخ الأهلي أسماء لامعة كالنجم الراحل محمود الجوهري في الخمسينيات، ثم أحمد فتحي، الذي يعد من أبرز اللاعبين في تاريخ هذا المركز، نظير مستواه الثابت وقدرته على شغل عدة مراكز.

ورغم استمرار محمد هاني في الظهور ضمن التشكيلة الأساسية، فإن مستواه المتذبذب مؤخرًا أثار الكثير من التساؤلات داخل النادي، خصوصًا مع عدم قناعة المديرين الفنيين السابقين والحاليين بإمكانيات عمر كمال عبد الواحد، الذي تم التعاقد معه مؤخرًا لتغطية هذا المركز.

تحركات في الميركاتو

وفي ظل هذه المعطيات، بدأت إدارة الأهلي تحركات جدية خلال الميركاتو الصيفي الجاري لتدعيم مركزي الظهيرين، باعتبارهما من النقاط الحيوية في تكتيك الفريق، ولإنقاذ ما تبقى من قوة الأطراف قبل انطلاق الموسم الجديد.

فهل ينجح الأهلي في ترميم أجنحته الدفاعية، ويجد البديل المناسب لعلي معلول ويعوض تراجع الجبهة اليمنى، أم تتواصل معاناة الأحمر في مراكز طالما كانت مصدر قوته؟

يظل النادي الأهلي في حاجة ملحة للعودة إلى قوته الدفاعية التاريخية، وهذا يتطلب استثمارًا جيدًا في اللاعبين القادرين على تعزيز الأداء.

الجميع يترقب كيف ستتطور الأمور في الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب بداية الموسم الجديد والتحديات التي تنتظر الفريق.