من هي أمل حجازي؟ من هندسة العمارة إلى الغناء وقرار الاعتزال المفاجئ

وسط عالم الفن العربي المزدحم بالأصوات النسائية سطعت نجمة لبنانية بصوت دافئ وحضور استثنائي، استطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا مميزًا في قلوب الجماهير منذ مطلع الألفية الثالثة إنها أمل حجازي، صاحبة الوجه الملائكي، والصوت الحنون، والمسيرة المتنوعة التي جمعت بين الفن، والهندسة، والتدين، والاعتزال.
البداية من فرنسا وهندسة العمارة
ولدت أمل حجازي في 20 فبراير 1977 في بيروت، لكنها قضت جزءًا كبيرًا من طفولتها في فرنسا بسبب ظروف الحرب الأهلية في لبنان، درست الهندسة المعمارية وتخرجت منها عام 2001، إلا أن شغفها بالغناء دفعها سريعًا نحو مسار مختلف كليًا.
انطلاقتها الغنائية صوت مختلف يلفت الأنظار
بدأت أمل مشوارها الفني في عام 2000 بأغنية “حالا”، التي تبعتها بأغنية “ريح بالك” التي حققت شهرة واسعة، لتطلق بعدها أول ألبوم لها “آخر غرام“ عام 2001، والذي كان بوابة دخولها القوي إلى عالم النجومية.
ولكن الانفجار الحقيقي لشهرتها جاء مع ألبومها الثاني “زمن” في 2002، الذي ضم عددًا من الأغنيات الناجحة التي تصدرت سباقات الأغاني في الوطن العربي.
صوت رومانسي وإطلالة ناعمة
تميزت أمل حجازي بصوت هادئ ورومانسي، جذب فئة واسعة من محبي الفن الراقي، وأصبحت أيقونة للغناء العاطفي، وقدمت ألبومات ناجحة مثل “بياع الورد”، و”بدوّر ع قلبي”، و”كيف القمر”، ولم تتردد في خوض تجارب خليجية مثل أغنية “نفسي تفهمني”، التي لاقت صدى كبيرًا أيضًا.
قرار الاعتزال صدمة لجمهورها
في سبتمبر 2017، فاجأت أمل حجازي جمهورها بإعلان اعتزالها الغناء وارتداء الحجاب، مؤكدة أن هذا القرار نابع من قناعة داخلية ورغبة في الاقتراب من الله، بعد صراع طويل بين ما تقدمه وما تؤمن به، بحسب تصريحاتها.
ورغم قرار الاعتزال، لم تبتعد تمامًا عن الساحة، بل عادت عبر بعض الأناشيد الدينية والاجتماعية التي لاقت ترحيبًا واسعًا.
ظهور جديد يثير الجدل
وفي عام 2023 عادت أمل حجازي إلى الأضواء بعد خلعها الحجاب، وهو القرار الذي أثار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن أمل لم توضح بشكل مباشر أسباب هذه الخطوة، لكنها أكدت في أكثر من مناسبة أنها لا تزال متمسكة بقيمها الدينية والإنسانية.
أمل حجازي ليست مجرد مطربة قدمت مجموعة من الأغاني الناجحة، بل هي حالة فنية وإنسانية متفردة، جسدت في مسيرتها مزيجًا من الرومانسية، والتمرد، والإيمان، والتجدد.
وبغض النظر عن توجهاتها الحالية يبقى صوتها محفورًا في ذاكرة جيل كامل، وتبقى أعمالها شاهدة على مرحلة ذهبية في تاريخ الأغنية اللبنانية والعربية.
تستمر أمل حجازي في التأثير على محبيها، حيث أن فنها يعكس تجارب إنسانية عميقة وتعبر عن مشاعر متجددة. تبقى أمل رمزًا للفن الأصيل الذي يتخطى الحدود ويجمع بين الثقافات.
مع مرور الزمن، يتطلع جمهورها إلى المزيد من الأعمال التي تعبر عن رؤيتها الفنية وتواصلها مع العالم، مما يجعلها دائمًا في قلب الحدث.