أنغام وشرين.. خلافات مفتعلة أم حملة لتأليب الجمهور؟

فجّرت أنغام مؤخرًا جدلًا واسعًا بعد تصريحاتها النارية التي عبرت فيها عن استيائها من الزج باسمها في خلافات لا شأن لها بها، مؤكدة أنها تعرضت لحملة ممنهجة من بعض الجماهير عبر منصات التواصل الاجتماعي في مشهد فني لا يخلو من الحساسيات والاصطفافات الجماهيرية، حيث طفت على السطح من جديد قضية المقارنات الحادة بين الفنانتين المصريتين أنغام وشرين.
ووصل الأمر إلى حد الافتراء والتشهير، بل وتوجيه اتهامات مباشرة بأنها وراء الحملات ضد زميلتها شيرين عبد الوهاب.
انغام وشرين.
أنغام تنتفض: “كفاية قرف ومقارنات”
في تصريحات إعلامية حادة اللهجة، خرجت الفنانة أنغام عن صمتها لترد على ما وصفته بـ”الضغائن المفتعلة” التي يتم بثها عبر مواقع التواصل، موجهة نداءً مباشرًا للجمهور والمتابعين: “كفاية قرف ومقارنات بيني وبين شيرين، هي ليها جمهور وأنا ليا جمهوري.. وحرام نزرع الكره بين الفنانين”.
جاءت هذه التصريحات بعد فترة طويلة من الصمت التام الذي التزمته أنغام تجاه ما وصفته بـ”التلقيح الكلامي” من قبل بعض الزملاء والجماهير.
ولكنها أكدت أن صبرها لا يعني ضعفها، وأنها لم تعد تقبل أن تتحول إلى شماعة لأي إخفاق أو خلاف فني أو جماهيري.
قضية قانونية ضد متجاوز: “اتحبس عشان كذب”
لم تتوقف تصريحات أنغام عند مجرد التبرؤ من الخلافات، بل كشفت عن لجوئها للقانون للدفاع عن اسمها وسمعتها.
حيث أعلنت في مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي عبر برنامج “كلمة أخيرة” أنها رفعت قضية على شاب نشر تغريدة كتب فيها: “مش هترحمي شيرين بقى يا أنغام؟”، معتبرة أن هذه التغريدة تشهير متعمد وتحريض جماهيري.
وأكدت أنغام أن المحكمة أصدرت حكمًا بحبس الشاب المتجاوز، لتوجه بذلك رسالة واضحة مفادها أنها لن تتهاون مع أي إساءة أو تطاول، سواء من الجمهور أو من زملاء الوسط.
“أنغام وشرين”.. مقارنات عقيمة وأثرها على الفنانات
القضية الأعمق التي ألقت الضوء عليها تصريحات أنغام لا تتعلق بالخلاف المباشر مع شيرين بقدر ما تتعلق بالثقافة السائدة في الوسط الفني والجماهيري، والتي تميل إلى خلق صراعات وهمية بين الفنانات، وتغذية المنافسة السلبية بدلًا من الاحتفاء بالتنوع والإبداع.
أكدت أنغام أنها لا تتهم شيرين بشكل مباشر بالوقوف وراء هذه الحملات، لكنها أشارت إلى أن بعض الأشخاص المحيطين بها يقنعونها زورًا بأنها تتعرض لمؤامرات من قبل أنغام، ما يؤدي إلى زيادة الاحتقان وانتقاله من العالم الافتراضي إلى الأوساط الإعلامية.
سرير المستشفى وتهمة الغياب
أحد أبرز المواقف التي فجّرت الغضب لدى أنغام، كما صرحت، كان أثناء تواجدها في المستشفى لتلقي العلاج، حيث تزامن ذلك مع تعرض شيرين عبد الوهاب لمشكلة أثناء حفلها في مهرجان موازين، وبدأت موجة من الاتهامات لأنغام بأنها مسؤولة عن الأزمة بطريقة أو بأخرى.
ووصفت أنغام هذا الهجوم بأنه “جنون”، قائلة:
“وأنا على سريري في المستشفى عرفت إن شيرين على المسرح وفيه مشكلة.. طيب أنا بتشتم ليه؟ أنا مالي؟ الناس مبقاش عندها ضمير”.
هذا الموقف كشف عن حجم الهشاشة التي تحكم العلاقة بين الجمهور والفنان، وعن كيف يمكن لتغريدة أو شائعة أن تتحول إلى هجوم منظم يفتقر إلى الأدلة والمنطق.
حديث صريح: “أنا مش ست بتاعة مشاكل”
في ختام تصريحاتها، حرصت أنغام على التأكيد بأنها لا تسعى للصدام أو المهاترات، موضحة:
“أنا مش من الشخصيات اللي بتحب تدخل في مشاكل أو حتى تدافع عن نفسها.. بسيب الأمور تظهر لوحدها وربنا بينصفني”.
وتابعت أنها تحملت الكثير في صمت، حتى من شيرين شخصيًا، لكنها فضّلت دائمًا أن تبقى الأمور في طي الكتمان احترامًا للتاريخ المشترك والسنين الطويلة من العمل الفني.
شيرين عبد الوهاب تلتزم الصمت
في المقابل، التزمت شيرين عبد الوهاب الصمت تجاه تصريحات أنغام، ولم يصدر عنها أي بيان رسمي أو تعليق مباشر على ما جاء في المداخلة.
وهو ما فتح الباب أمام التكهنات حول طبيعة العلاقة بين النجمتين، وهل تشهد المرحلة المقبلة تهدئة إعلامية أم تصعيدًا جديدًا.
الجمهور بين الانقسام والمساندة
ردود الفعل الجماهيرية كانت منقسمة بشدة، فبينما أيد فريق كبير من جمهور أنغام موقفها واعتبر أن الرد القانوني هو الأمثل، رأى آخرون أن الخلافات الفنية يجب أن تبقى بعيدة عن ساحات القضاء، وأن الحل هو الحوار المباشر بين النجمات بدلًا من إشعال الفتن على المنصات.
لكن الواضح أن الساحة الفنية تشهد تحوّلًا جديدًا في طبيعة العلاقة بين الفنانين والجمهور، إذ أصبح من الصعب على الفنان أن ينجو من أي تصريح أو حتى صمت، دون أن يُحمّل بتأويلات قد تصل به إلى المحاكم.
ختامًا.. هل آن الأوان لتطهير الساحة من المقارنات المسمومة؟
قضية انغام وشرين تكشف مجددًا عن حجم التحديات التي تواجهها الفنانات في العالم العربي، ليس فقط في تقديم الفن، بل في التعامل مع بيئة إعلامية وجماهيرية مشحونة بالمقارنات السامة، والحملات الممنهجة، التي لا تستند سوى للضغينة أو العاطفة المبالغ فيها.
في النهاية، يبقى الأمل معقودًا على قدرة الفنانين والجمهور على تجاوز هذه الصراعات، وتحقيق بيئة فنية أكثر تعاونًا وإبداعًا. الحوار والتفاهم قد يكونان الطريق نحو علاقة أكثر صحة بين الفنانين وجمهورهم.