شهدت مصر انخفاضًا ملحوظًا في سعر الدولار خلال يونيو 2025، إذ تراجع سعر صرفه أمام الجنيه المصري من 50.85 جنيهًا في 23 يونيو إلى 49.85 جنيهًا في تعاملات 25 يونيو، وانخفاض الدولار في مصر يونيو 2025 يثير تساؤلات حول الأسباب وراءه، لا سيما في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتقلبات سوق البترول.
الدولار يتراجع خلال خمسة أيام
بحسب بيانات المتعاملين في سوق الصرف والبنوك فقد تراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري بمقدار جنيه كامل خلال 5 أيام، وهي حركة غير معتادة في سوق ظل الصعود المستمر للدولار في الأسابيع الماضية.
التوترات الإقليمية تلقي بظلالها
تزامن هذا التراجع مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، لاسيما بعد الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وتهديدات طهران بغلق مضيق هرمز واستهداف القواعد الأمريكية في الخليج.
اقرأ أيضًا: تصعيد عسكري يهز الخليج: النفط يتراجع بعد ضرب إيران لقاعدة العديد في قطر.. ومخاوف من استهداف دول المنطقة
ورغم أن هذه التوترات عادة ما تدفع المستثمرين للاحتماء بالدولار، فإن الوضع الحالي يعكس تذبذبًا في الثقة بالأسواق الأمريكية، لا سيما في ظل تضارب التصريحات الاقتصادية.
أسعار البترول.. علاقة عكسية؟
وفي حين قفزت أسعار النفط لفترة وجيزة بسبب التهديدات الإيرانية، فإنها عادت للتراجع تحت تأثير بيانات صينية ضعيفة، مما أعاد الجدل حول استقرار السوق العالمي للطاقة.
ويرى مراقبون أن أي انخفاض في أسعار البترول قد يخفف الضغط على ميزان المدفوعات المصري، وبالتالي ينعكس على تحسن قيمة الجنيه ولو بشكل مؤقت.
خالد الشافعي: العرض والطلب كلمة السر
وفي تعليقه على انخفاض الدولار في مصر يونيو 2025، أوضح الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، أن الدولار مثله مثل بقية السلع التي يُحدد سعرها وفقًا لآليات العرض والطلب.
وأشار الشافعي في تصريح خاص لموقع «بلد نيوز» إلى أن تراجع الدولار خلال الأيام الأخيرة يحمل دلالة واضحة على تغير المعادلة داخل سوق الصرف المصري.
ولفت إلى أن الانخفاض قد يرجع إلى زيادة في المعروض من الدولار بفعل تدفقات نقدية أو تحويلات أو سياحة أو استثمارات، أو إلى تراجع في الطلب عليه من قِبل المستوردين أو المتعاملين الكبار في السوق.
هاني توفيق: انتهاء الحرب وعودة الأموال الساخنة أبرز المحركات
من جانبه، رأى الخبير الاقتصادي هاني توفيق أن انخفاض الدولار في مصر يونيو 2025 قد يكون مرتبطًا جزئيًا بتحسّن الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، إذ إن هناك إشارات على تهدئة نسبية في بعض بؤر التوتر، وهو ما فتح المجال أمام عودة جزء من الأموال الساخنة إلى الأسواق الناشئة، وفي مقدمتها مصر.
وأكد توفيق في تصريح خاص لموقع «بلد نيوز» أن الأسواق تترقب أي تطور سياسي يؤثر على حركة رؤوس الأموال، موضحًا أن استقرار الأوضاع يعيد الثقة تدريجيًا، والأموال الساخنة عادة ما تبحث عن استقرار مؤقت لتحقق أرباحًا سريعة، وهذا ما نشهده الآن في سوق الصرف المصري، ولو بشكل مبدئي.
من المهم متابعة تطورات السوق خلال الفترة المقبلة، حيث أن استمرار هذا الاتجاه قد يفتح آفاقًا جديدة للتجارة والاستثمار في مصر.
كما أن تزايد الاستثمارات الأجنبية يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الاقتصاد المصري بشكل عام، مما يسهم في استقرار الجنيه على المدى الطويل.