بدأت وزارة الإسكان بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، في إعادة تخطيط مدينة طربول الصناعية بمحافظة الجيزة، تمهيدًا لطرح نحو 100 مليون متر مربع من الأراضي المتاحة بالمشروع على المطورين العقاريين والصناعيين.
ويأتي هذا التحرك بعد اتفاق الحكومة مع شركة «GV» للاستثمار والتطوير على تطوير 10 ملايين متر مربع من المدينة في المرحلة الأولى، بينما ستُعاد هيكلة وتخطيط باقي المساحة – التي تمثل الجزء الأكبر من المدينة – لتشمل أنشطة عمرانية وصناعية متكاملة، وفقًا للمصادر.
وأوضحت المصادر أن المخطط الجديد سيتضمن مكونات سكنية وخدمية إلى جانب توسعات صناعية كبرى، بمشاركة عدد من المطورين العقاريين والمستثمرين الصناعيين، مشيرة إلى أن المشروع يستهدف تحويل طربول إلى عاصمة صناعية عمرانية في جنوب الجيزة، مع إعلان تفاصيل المخطط رسميًا خلال الفترة المقبلة.
مدينة صناعية ذكية بمواصفات عالمية
تُقام مدينة طربول على مساحة 109 ملايين متر مربع (نحو 26.1 ألف فدان)، وتُعد – وفقًا للمخطط الرئيسي – أكبر مدينة صناعية ذكية في الشرق الأوسط، وتستهدف جذب استثمارات محلية وأجنبية في الصناعات الثقيلة والخفيفة، والإلكترونيات، والطاقة المتجددة، وصناعات الغذاء، ومواد البناء.
وقد بلغت قيمة أعمال المرافق التي تنفذها شركة «GV» في المرحلة الأولى من المدينة حوالي 8 مليارات جنيه، من بينها أكثر من 3 مليارات جنيه مخصصة لإنشاء محطات خدمية تدعم تشغيل المصانع الجديدة، بحسب بيانات الشركة.
وتمكنت «GV» من التعاقد على 1500 مصنع ضمن مشروع “مصانع طربول”، ومن المخطط أن يبدأ أول إنتاج صناعي من المدينة في عام 2026، بحسب الجدول الزمني للمشروع.
موقع استراتيجي ونقلة إدارية
وتتمتع طربول بموقع جغرافي مميز، حيث تقع قرب شبكة من المحاور القومية مثل طريق القاهرة – الفيوم، وطريق الكريمات، ما يربطها مباشرة بموانئ البحر الأحمر والدلتا وصعيد مصر، ويعزز من قدرتها على جذب الاستثمارات التصديرية.
وكان المشروع يتبع في السابق هيئة تعاونيات البناء والإسكان، قبل أن يتم نقل تبعيته الشهر الماضي إلى الهيئة العامة للتنمية الصناعية التابعة لوزارة الصناعة، في خطوة تهدف إلى توحيد جهة الولاية، وتسهيل إجراءات الاستثمار، وتسريع إصدار التراخيص وتخصيص الأراضي وفق رؤية تنموية متكاملة.
من المتوقع أن تسهم هذه الخطوات في تعزيز التنمية الاقتصادية بالمنطقة وتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين.
كما أن المشروع سيعزز من قدرة مصر التنافسية في السوقين الإقليمي والدولي، مما يجعله نقطة جذب رئيسية للمستثمرين.